i_icon/   phone_icon   site_map
مقالات

المقالات -
العام 2025... رغم أهواله لكنَّه أبو الذكاء الاصطناعي

: 6
الاحد,28 ديسمبر 2025 - 07:02 ص
جمعة بوكليب
الشرق الاوسط

ها هو العام 2025 يودّعُنا راحلاً غيرَ مأسوف عليه، مفسحاً المكان أمام العام 2026 ليحلَّ محلّه. لم يكن عاماً سهلاً، ومثل سابقه كان ثقيلَ الوطء، مشحوناً بالتوترات التي بلغت ذروتَها، حتى كاد العالم يختنقُ تحت ركام أحداثه، قبل أن يولّينا ظهرَه أخيراً، ويغادر بلا رجعة

العام 2025... رغم أهواله لكنَّه أبو الذكاء الاصطناعي
اضغط للتكبير


الإشكالية الحقيقية تكمن في «هوِيَّة» هذا العام؛ أي إلى مَن ننسبه؟

الأعوام في العادة بعد رحيلها لا تُنسب إلى العلماء، أو الأدباء، بل إلى أهل السياسة. واتساقاً مع تلك العادة، هل يمكننا مثلاً أن نطلق عليه «عام الرئيس دونالد ترمب» بلا منازع؟ وهو العام الذي عاد فيه إلى البيت الأبيض ليعيد رسم ملامح السياسة الدولية بقراراته المثيرة للجدل. في العام 2024 اختارت مجلة «التايمز» الأميركية، وصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية الرئيسَ ترمب رجل العام. هل ننسبه إلى شبح جيفري إبستين، ذاك المجرم الذي انتحر في زنزانته مخلفاً وراءه أسراراً تفجّرت في أواخر 2025، حين أفرجت وزارة العدل الأميركية عما بحوزتها من وثائق وصور أثارت الدنيا ولم تقعدها، وهزّت عروشاً وشخصيات كنا نظن أنها فوق الشبهات؟

على جبهة أخرى، قد يفضل البعض منّا أن يُطلقوا عليه اسم «عام الرئيس بوتين»، بالنظر إلى ما حققته قواته من تقدم ميداني على كافة محاور القتال في أوكرانيا، أو من الممكن أن نطلق عليه كذلك «عام اليمين» في أميركا اللاتينية. إذ لم ينجح مرشح رئاسي يساري واحد في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في كل من هندوراس، وبوليفيا، وتشيلي، والإكوادور، إذ اختار الناخبون مرشحين يمينيين.

أما في جغرافيتنا العربية، فقد حفر العام ندوبه العميقة في فلسطين، ولبنان، وسوريا؛ حيث شهدنا السقوط المتسارع والدموي لـ«حزب الله» في لبنان، ولنظام حزب «البعث» في سوريا، وبزوغ سوريا الجديدة.

وفي الأيام القليلة الماضية، تابعنا عبر وسائل الإعلام خبر موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، في محاولة لإجهاض ولادة دولة فلسطينية، وانتهاك صريح لاتفاق الهدنة، وخطة الرئيس الأميركي ترمب لإحلال السلام.

لم يتوقف الصخب عند السياسة، فقد كان العام 2025 عاماً صعباً على دول أوروبا، خصوصاً نتيجة بطء النمو الاقتصادي، وتعقُّد أزمة الحرب الأوكرانية، واستفحال أزمة الهجرة غير القانونية، وانعكاساتها السلبية على الأوضاع الداخلية.

من الممكن كذلك إطلاق اسم «عام الرسوم الجمركية» المخيفة التي فرضها الرئيس الأميركي ترمب على صادرات دول عدة إلى بلاده، بوصف أنها حصار اقتصادي ناعم. ويمكننا كذلك أن نطلق عليه عام الذكاء الاصطناعي، حيث زفَّ المختبر البشري للعالم «الانفجار الأكبر» من النضوج الكامل للذكاء الاصطناعي. هذا الاختراع الذي قفز بالإنسانية خطوات نحو المستقبل، لكنَّه ظلَّ -تماماً مثل اكتشاف الذرة- سلاحاً ذا حدين؛ قد يمنحنا الرفاهية المأمولة، وقد يهدد الملايين من البشر بالبطالة.

وفي زوايا العام الأخيرة، نحتت واشنطن مصطلحاً جديداً أُضيف إلى القاموس السياسي هو «إرهاب المخدرات»، لتضييق الخناق على فنزويلا بحصار بحري وجوي شامل، في مشروع يهدف إلى إسقاط النظام الحالي واستبدال آخر به يتوافق مع سياساتها الهادفة إلى وضع اليد على حقول النفط هناك. وفي مفارقة لافتة، شهد هذا العام حدثين مميزين؛ الأول: سجن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهو أول سابقة في تاريخ فرنسا. وسجن الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو عقب أحكام قضائية صدرت ضدهما، بينما تنفَّس خوان أورلاندو هيرنانديز وهو رئيس هندوراسي سابق الصعداء بخروجه من السجون الأميركية، بصدور عفو غير متوقع من الرئيس الأميركي ترمب.

العام 2025، رغم كل مساوئه، سيظل علامة فارقة في تاريخ التطور الإنساني، بانتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات الحياة اليومية، وهذا ما يستحق أن نتذكره به.


Share/Bookmark

accr2024

  • الخليج والبحث عن التوازن الإقليمي في قدرات الذكاء الاصطناعي .
  • ما تأثير الذكاء الاصطناعي على العملات الرقمية؟
  • الذكاء الاصطناعي: الوجه الآخر للشراكة الجديدة السعودية - الأميركية
  • كيف تعمل الحسابات الآلية المبرمجة على توجيه الرأي العام؟
  • الذكاء الاصطناعي وتشكيل الرأي العام: من النقاشات إلى القرارات
  • Facebook
    Comments
    el-doo2_text/
    accr2024/


    الخليج والبحث عن التوازن الإقليمي في قدرات الذكاء الاصطناعي .
    تشهد منطقة الخليج تحولاً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء على مستوى تبني الاستراتيجيات الوطنية

    الإعلام الخارجى للدولة فى العصر الرقمى
    أحدثت الشبكات الاجتماعية تحولات فى الخطاب الرسمي، ونقلته من الميادين والساحات المفتوحة إلى المنصات ا

    صناعة المحتوى .. الثروة والقيمة والأثر
    توفر صناعة المحتوى مصادر سهلة لجنى الأرباح، إلى جانب دورها المؤثر فى القلوب والعقول، وذلك فى مقابل ت

    hama
    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    التاريخ