i_icon/   phone_icon   site_map
مقالات HTML Elements Reference

المقالات -
تعفّن الدماغ... وحبوب الديجيتال

: 240
الاحد,27 ابريل 2025 - 04:03 م
مشاري الذايدي
الشرق الاوسط

من المصطلحات التي تلفت الانتباه مؤخراً مصطلح «تعفّن الدماغ» بسبب الإدمان على استهلاك «الحبوب» الإلكترونية الدائم.

تعفّن الدماغ... وحبوب الديجيتال
اضغط للتكبير

بحسب مقال نشره موقع «بي سايكولوجي توداي» الأميركي، واطلعت عليه «العربية. نت»، يرمز «تعفّن الدماغ» إلى تآكل مدى انتباهنا وإبداعنا والتفكير النقدي مع انجذابنا بشكل أعمق إلى دوامة فضائنا الإلكتروني المتوسعة.

تقول الدكتورة كورنيليا والثر، الخبيرة في الأمم المتحدة والأستاذة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة بنسلفانيا الأميركية، إن مصطلح «تعفّن الدماغ» اختير بعدّه «كلمة العام» من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد في عام 2024 بناءً على تصويت 37 ألف شخص.

وتضيف: «صُمّمت خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لإبقائنا مُنشغلين، وغالباً ما تقودنا إلى دوامة من المحتوى الذي لا يُقدّم قيمة تُذكر، ولكنه يستهلك الكثير من الوقت. فالتدفق المستمر للعناوين الرئيسية المقلقة يُبقينا ملتصقين بشاشاتنا، مما يُفاقم القلق ويستنزف طاقتنا العقلية».

أتفق تماماً مع هذا التشخيص، والمُقبل أخطر وأعمق ضرراً، لدينا حالة استسلام صوفي لهذه المنتجات، وكأنها قدرٌ لا يمكن الفرار منه، والأنكى من ذلك أن يُقاس مدى علمك واتصالك بالعصر وذكائك، بمدى إدمانك على متابعة هذه الدفقات اليومية من أمطار السوشيال ميديا السامّة.

الحكومات والشركات والمجتمعات والمؤسسات والأفراد، في حالة رقص صوفي وانخطاف درويشي، في هذه الحفلات وضرب الزر الرقمي.

على سبيل المثال، الخضوع التامّ لكل الصرعات الجديدة، كفكرة العمل عن بعد «ريمتولي» أو «أونلاين» والثناء على هذه الطريقة وقياس مدى نجاح العمل بمدى إكثارك من هذا الأسلوب.

تشير الدكتورة والثر في التقرير المُشار له هنا، إلى أن «التحوّل إلى العمل عن بُعد والتعلّم الافتراضي أدّيا إلى مزيد من طمس الخطوط الفاصلة بين حياتنا الشخصية والمهنية، حيث أصبحت شاشاتنا الوسيلة الأساسية للإنتاجية والترفيه، مما يُصعّب علينا الانفصال عن الواقع وإعادة شحن طاقتنا، وهذا ما يؤدي إلى إرهاق ذهني مُعمّم وتراجع في القدرة على الانخراط بعمق في المهام أو الأفكار المُعقّدة».

ما مستقبل المهارات الفكرية والبحثية، ومستقبل بقاء قيم الجِدّ والاجتهاد، ولذة الكشف والمتعة الناتجة عن كدح وتعب لذيذ النهاية، مع تسليم كل هذه العمليات إلى الذكاء الاصطناعي؟!

كيف ستكون مهارات التفكير والبحث لدى الأجيال الجديدة المدمنة على الذكاء الاصطناعي ومصدر المعرفة لديها هو «تيك توك» وأمثاله؟!

هذه أسئلة كُبرى، بعهدة الدول وقادة الوعي في العالم، وإلا فإن النتيجة ستكون خلق وحوش خاملة بليدة بدائية فيما بعد.

نعم قد يبدو هذا الكلام بعيداً عن العملية والواقعية لدى البعض، لكن من قال إن الواقع هو مصدر الحقيقة ومنبع الفضيلة؟!


Share/Bookmark

accr2024

  • دراويش الذكاء الاصطناعي
  • مَن هم المتحكّمون بمقدرات الذكاء الاصطناعي؟
  • الذكاء الاصطناعي والمهن في 2030: حين يتعلّم الإنسان كيف يتعلّم
  • إرث عربي يصوغ مستقبل الذكاء الاصطناعي العادل
  • «فورت نوكس» رقمي
  • Facebook
    Comments
    el-doo2_text/
    accr2024/


    صناعة المحتوى .. الثروة والقيمة والأثر
    توفر صناعة المحتوى مصادر سهلة لجنى الأرباح، إلى جانب دورها المؤثر فى القلوب والعقول، وذلك فى مقابل ت

    آفاق الصراع السيبراني بين إسرائيل وإيران
    يتناول المقال البعد السيبراني في الصراع بين اسرائيل وايران ويركز على طبيعة الأنماط التي استخدمت وكيف

    التعاون الرقمى بين مصر والصين
    تتسم العلاقات المصرية - الصينية بالشراكة الاستراتيجية والتعاون المشترك فى كل المجالات، والتى من ضمنه

    hama
    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    التاريخ