المقالات -
محمد بن سلمان... من الآيديولوجيا إلى التكنولوجيا

: 147
الاربعاء,31 مايو 2023 - 07:59 ص
طارق الحميد
الشرق الاوسط

في أبريل (نيسان) الماضي كشف استطلاع لمؤسسة «غالوب» عن أن شعبية القيادة والقوة الناعمة السعودية هي الأولى على مستوى 13 دولة إسلامية، مقارنة بإيران وتركيا، مما يؤكد أن إدارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي عهد «الحكم السلماني»، استطاعت أن تكسب القلوب وتحير العقول.

محمد بن سلمان... من الآيديولوجيا إلى التكنولوجيا
اضغط للتكبير


ويحدث ذلك في منطقة مزقتها الصراعات والحروب، فكيف استطاع ولي العهد تحقيق ذلك؟ وكيف استطاع الخروج بـ«رؤية 2030» من مرحلة غير المتوقع إلى مرحلة هذه الهمة السعودية الجديدة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وتحت إدارة مباشرة من قِبل ولي العهد؟

وتتزايد الأسئلة بعد القمم التي شهدتها السعودية، على مدى قرابة عام، من القمة الأميركية إلى الصينية، ثم القمة العربية الأخيرة في جدة، وسبق كل ذلك «اتفاق العلا». والسؤال الأهم هنا: كيف لقائد كسب القلوب أن يفتح باب المصالحات مع إيران وسوريا؟ هل نحن أمام تناقضات، أو مرونة؟ بل كيف حضر الرئيس الأوكراني؟

المؤمنون برؤية ولي العهد وقيادته وإداراته، منذ البداية، يقولون: بل إننا أمام مشروع متكامل وفق «رؤية 2030» لتغليب المصالح، واستغلال الفرص. وإن ولي العهد نقل المنطقة «من مرحلة الآيديولوجيا إلى التكنولوجيا»، مما يتطلب استقراراً واستثماراً وعقولاً شابة تؤمن بأن مستقبلها ببلادها، وذلك يتحقق بالتعليم وليس التحشيد الآيديولوجي. وكمثال: ها هي المرأة السعودية في الفضاء بعد عقود من الجدال حول حقها بقيادة السيارة.

ما فعله الأمير محمد بن سلمان، وما يفعله، هو السعي إلى «نقل المنطقة من مرحلة الدمار الشامل إلى الإعمار الشامل»، وهذا لا يتحقق عبر النزاعات والأزمات والقطيعة، بل من خلال تنقية الأجواء والتواصل. ولا يتحقق إلا عبر تعزيز فرص الاستثمار، ليكون تنسيق اقتصادي بدلاً من التنسيق الأمني السائد بالمنطقة. ولتكون شراكة وليس ريبة، وتنافس وليس صراعات. وما فعله ولي العهد هو تقديم خيارين: فإما الانتقال «من الآيديولوجيا إلى التكنولوجيا»، أو الاختيار بين «الدمار الشامل والإعمار الشامل»، بالشراكة وليس الهبات والمنح، والحيل. وبالتالي، فإن على المنطقة الاختيار، ومن يتلكأ أو يرفض، فسينتهي به المطاف إلى حال الدول الأوروبية التي رفضت مشروع «المارشال» بأوروبا، ثم عادت اليوم تستجدي دخول الاتحاد الأوروبي. هذه هي القراءة للمشروع السعودي الذي كسب القلوب، وبدأ يقنع العقول، ودفع مثل البروفيسور ألون بن مئير، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك، ليكتب بموقع «سي إن إن» عن «الزعيمة الصاعدة بلا منازع في الشرق الأوسط والتي تسعى إلى الازدهار والأمن والاستقرار».

ويقول ألون بمقاله: «خلق السعوديون بيئة جيوستراتيجية واعدة بالمنطقة»، وذلك «لتحقيق ثلاثة أهداف مميزة: الاستقرار إلى أقصى حد بمنطقة تمزقها النزاعات، وزيادة نفوذها الإقليمي والدولي ومكانتها، وضمان استقرار الصادرات».

حسناً، كيف حصل كل ذلك؟ هنا يقال لك: صحيح بات لدينا «الطراز السلماني» المعماري، لكن الأهم هو أننا في عهد «الحكم السلماني»، وبإدارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • الفضاء بحاجة إلى صناعة تأمين مستدامة
  • حيرة «أبل»
  • وعود الذكاء الاصطناعي التوليدي بين اليقين والريبة
  • فرصة عمر لبلدة صغيرة ..صدمة عملاق الرقائق
  • صناعة السيارات في أمريكا و «الثلاثة الكبار»
  • فيسبوك
    تعليقات


    عبد الصادق : تحول اكس لشبكة مدفوعة يفرض تحديات امام مستقبل الشبكات الاجتماعية
    بعد التغييرات الثورية التي احدثها ايلون ماسك في شبكة اكس توتير سابقا والتي قام بتغيير علامتها التجار

    الشبكات الاجتماعيه وإدارة التعامل مع زلزال المغرب
    في مساء الجمعة 8سبتمبر 2023 ضرب زلزال المغرب بقوة تزيد علي 7 ريختر وهو ما يعد أعنف زلزلال منذ قرن ،و

    الاستخدام الشرطي للمراقبة الالكترونية بين الأبعاد الأمنية و الانسانية
    ظهرت تطبيقات المراقبة الالكترونية للاشخاص الذين يتم متابعتهم من قبل السلطات الامنية مع التقدم التقني

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    ماذا ترى فيما كشفت عنه المسكيك من جثة متحجرة قيل انها لكائنات غير بشرية ؟
    جنس منقرض عاش على الارض
    حالة بشرية نادرة نتيجة خلل جيني
    كائنات فضائية عاشت على الارض
    تضليل ووهم وخداع لايمت للواقع بصله
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ