ويعلق الدكتور عادل عبد الصادق مدير المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني حول طبيعة ملامح هذا المشروع يقول " يرتكز هذا المشروع على توظيف الاقمار الاصطناعية في تأمين خدمة الانترنت في مقابل الاعتماد الكبير على الكابلات البحرية وسيقضي الباحثين في المشروع عامين من اجل اختبار النماذج الأولية واستكشاف الأنظمة قبل إنشاء نظام تشغيلي فعال "
وحول طبيعة اهداف هذا المشروع ودور الاقمار الاصطناعية من الناحية الامنية والعسكرية يضيف الدكتور عادل عبد الصادق الى ان هناك عدة اعتبارات تقف وراء ذلك منها ، اولا، كان حلف الناتو قد اعلن عدة جهود لحماية الكابلات البحرية وذلك مع تصاعد توظيف البنية التحية في الصراع بين روسيا واوكرانيا خاصة بعد تفجير انابينب نوردستريم 2 في سبتمبر 2022 . وفي اكتوبر 2023 تعرض كابل يربط بين السويد واستونيا تحت بحر البلطيق بضرر وصف بانه "متعمد " . الى جانب حماية أيسلندا من هجمات الكابلات البحرية المحتملة.
ثانيا ، العمل على تطوير نظام يتيح توجيه حركة الإنترنت بسلاسة من الكابلات البحرية إلى أنظمة الأقمار الاصطناعية في حال حدوث عمل تخريبي أو كارثة طبيعية. وتعتزم "فياسات" تصميم تقنيات اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وكابلات بصرية قادرة على إعادة توجيه البيانات في الوقت الفعلي، في حال تعطل اتصالات الألياف البحرية
ثالثا ، الحافظ على شبكة الانترنت آمنة في حالة تعرض الكابلات البحرية التي تنقل الاتصالات وترددات الشبكة الى الخطر جراء التعرض الى هجمات عسكرية معادية ، ومن ثم العمل على تامين الاتصالات الامنية والعسكرية في اوربا
رابعا ،، والعمل على رصد التهديدات التي تتعرض لها الكابلات البحرية بشكل أكثر فعالية لتحديد متى يجب إعادة توجيه حركة الإنترنت. ثم أتمتة العمليات للوصول إلى النطاق الترددي للأقمار الاصطناعية أو عبر كابلات بحرية أخرى لإعادة توجيه البيانات ،
خامسا، تطوير نظام نسخ احتياطي آلي في الفضاء لمواجهة تزايد التهديدات للبنية التحتية الحيوية تحت البحر وكإجراءات احترازية لمواجهة الأزمات .
ويضيف عبد الصادق اخيرا الى ان تلك المبادرة تاتي وسط مخاوف متصاعدة من تفخيخ روسيا أو الصين الكابلات البحرية أو قطعها لتعطيل الاتصالات خلال الصراعات العسكرية