الاتجاه الأول ،النمو العالمي نحو الرقمنة والتعرض للتهديدات، وذلك في إطار تداعيات تأثير جائحة كوفيد 19 مع التحول العالمي في تقديم الخدمات عبر الانترنت ،وبين عامي 2019 و2021، ارتفعت نسب استخدام الإنترنت في إفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 23% و24% على التوالي.وارتفع عدد المستخدمين بمقدار ما يقرب من 800 مليون ليصل إلى 4.9 مليار شخص في عام 2021، أو 63% من السكان، وبات نحو ثلث سكان العالم غير متصل، أي ما يعادل نحو 2.9 مليار شخص. ويعيش 96? منهم في البلدان النامية.
وجاءت هذه الزيادة في الاستخدام والانتشار للانترنت عالميا مع زيادة مقابلة أخرى في معدلات التعرض للجرائم السيبرانية والتي وصلت لـ 600% عام 2021. وحظيت الشركات فقط على 40? من الهجمات السيبرانية في عام 2021، مقارنة بالعام الماضي،ووصل عدد ها أسبوعيا إلى مستوي قياسي بمتوسط 870 هجوم سيبراني ،وشهدت أوروبا وأمريكا الشمالية أكبر ارتفاع في الهجمات السيبرانية بنسبة زيادة عن العام الماضي وصلت لـ 65? و 57? على التوالي،وشهدت منطقة أسيا والمحيط الهادي أكبر عدد من محاولات هجوم الفدية، وزادت الهجمات السيبرانية بها بنسبة 20% ، وفي حين بلغت 37% في أمريكا اللاتينية ، و 15% في أفريقيا.

الاتجاه الثاني ، تأثير تطبيقات العمل عن بعد على نمو التهديدات السيبرانية
استمرت خلال عام 2021 حالة التعرض لتأثيرات جائحة كوفيد 19 على مجالات العمل والتعليم عن بعد ،وذلك بالرغم من انخفاض حدة الخوف إلا إن عملية التوجه نحو التطبيقات والمنصات الرقمية استمرت على نفس الوتيرة ، وهو ما كان من شأنه استمرار خطورة التعرض للتهديدات السيبرانية،وساعد على ذلك نقص الخبرات في مجال الحماية والاعتماد على الخدمات السحابية ، وسرعة تبني التطبيقات الرقمية في مجال العمل من جانب العديد من الشركات العالمية ، وهو ما خلق معه مستويات جديدة من الضعف والمخاطر .وحدث تصاعد في التهديدات السيبرانية ضد سلاسل الإمداد العالمية .وسيطرت خلال عام 2021 قضية التجسس المسمى "Pegasus"، والتي تتبع شركةNSO الإسرائيلية واتهامها بالتجسس على مستخدمين في أكثر من 20دولة.
الاتجاه الثالث ، تصاعد جرائم طلب الفدية " Ransomware"لمستوي قياسي
تصاعدت جرائم طلب الفدية في عام 2021 ،وعانت الشركات العالمية ومجتمع الأعمال من هجمات طلب الفدية Ransomware التي تسببت في سرقة البيانات والخسائر الاقتصادية، ويأتي هذا مع حالة التطور في التقنيات التي يستخدمها المجرمون ، والذين يركزون على هجمات الابتزاز ، وسرقة البيانات وتشفيرها حتى لا يتمكن أصحابها من الوصول إليها. والتهديد بنشرها أو الإفراج عنها مقابل دفع الفدية، والتي قد تكون عبر العملات المشفرة.، وان من ضمن تلك الهجمات هجوم Wanna Cray ، وفي عام 2021 ارتفع معدل التعرض لهجمات الفدية كل 40 ثانية بدلا من 11 ثانية عام 2016. ،و تأثرت شركة من كل 61 شركة كل أسبوع بتهديدات الفدية في العالم في سبتمبر 2021،
الاتجاه الرابع ، زيادة الاتجاه إلى التوثيق والتحقق من الهوية الرقمية
دفعت عملية تصاعد الهجمات السيبرانية إلى اتجاه العديد من الشركات إلى استخدام أدوات جديدة للتوثيق والتحقق من الهوية إلى جانب " كلمات المرور " ، وقد يكون عبر خطوتين أو عبر أدوات أخرى مثل الرسائل القصيرة عبر الهاتف أو خدمات البريد الالكتروني ، وهو الأمر الذي دفع إلى اعتماد الهوية الرقمية كسبيل لتحقيق اعلي مستوى من الأمن في البيئة الرقمية .
الاتجاه الخامس : استمرار صعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي .
تزايدت درجة التطور والقدرات فيما يتعلق بتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدفاع السيبراني ، والتي تلعب دور في تراجع العنصر البشري في الأمن ، وعلى قدر من أهمية ذلك فإنها حملت مخاطر سيبرانية ، وحدث تصاعد في دور الخوارزميات في التوجيه وصنع السياسات ، وفي تحليل المخاطر وفي إدارة الأزمات والكوارث السيبرانية ، ومن جهة أخرى تصاعدت عملية توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمل الطائرات بدون طيار وهو ما كان له تأثيرات أمنية في البيئة الدولية وبخاصة في مجال الصراعات الدولية ودون الدولية ،والتي منها دور المليشيات المدعومة من إيران في اليمن والعراق ولبنان .

الاتجاه السادس ، تصاعد الهجمات على الخدمات السحابية
زادت الحاجة إلى الخدمات السحابية لمواجهة حجم البيانات والتعاملات الضخمة ،وذلك مع زيادة الطلب من قبل الأفراد والشركات والحكومات على البيانات والتطبيقات الرقمية إلى جانب خدمات الفيديو والترفيه ، وتطبيقات العمل والاجتماع والتعلم عن بُعد . وعلى الرغم من أهمية ما توفره الخدمات السحابية من قدرات في مجال التوسع في نطاق الأعمال ، والكفاءة ، وخفض التكاليف ، فإنها لا تزال هدفا رئيسيا للمهاجمين ، ومن جهة أخرى دفع ذلك إلى أهمية الاستثمار في مراكز البيانات المحلية كعامل أساسي في الأمن السيبراني وتأمين البيانات الشخصية وهو الأمر الذي دفع عدد من الدول إلى فر ض قيود قانونية على الشركات التقنية الكبرى وبخاصة تلك التي تعمل في مجال الشبكات الاجتماعية .
الاتجاه السابع ؛ تصاعد دور البيانات الشخصية و زيادة التسريبات.
مع تصاعد حجم التهديدات السيبرانية والتي استهدفت البيانات الشخصية وبخاصة في مجال خدمات الشبكات الاجتماعية ، برزت أهمية الحفاظ على خصوصية البيانات وضرورة تنظيم عملية استخدامها ودفعت عملية الكشف عن التسريبات للبيانات الشخصية للملايين من المستخدمين إلى صعود الاتجاه نحو الحماية وفرض غرامات على الشركات التقنية الكبرى،ومحاولة تطبيق القوانين المحلية ، ويتوقع أن تستمر الجهود في مجال حماية البيانات الشخصية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي حيث حدثت تسريبات كبري للملايين من المستخدمين لدى شركة الفيسبوك ومايكروسوفت عام 2021 .
الاتجاه الثامن : زيادة هجمات التصيد والأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة
مع استمرار عمليات التطعيم ضد انتشار فيروس كوفيد 19 ,وظهور "اومكيرون " تزايدت معدلات استهلاك المعلومات حول التطعيمات ، وهو ما وفر فرصة لشن هجمات سيبرانية مرتبطة باللقاح أو بالمعلومات حوله ، ونشر المعلومات والأخبار الزائفة ، وهو ما كان له تأثيرات سلبية على كفاءة النظم الصحية ،إلى جانب نشر هجمات التصيد المباشر المرتبطة بلقاحات كوفيد 19 ، والبريد المتطفل وانتحال صفة المنظمات الصحية ، وانتشار المعلومات الخاطئة حول التطعيمات. وظهور سوق سوداء جديدة لشهادات اللقاح و جواز السفر الصحي المزيف على الصعيد العالمي .
الاتجاه التاسع ، نمو التهديدات الداخلية للأمن السيبراني
على الرغم من ارتكاز عملية الدفاع السيبراني على التهديدات الخارجية فان حوادث عام 2021 قد دفعت بشدة إلى مواجهة تصاعد التهديدات الداخلية و إعادة النظر في استراتيجيات الأمن السيبراني ، وفي عملية التوظيف للكوادر في مجال الأمن السيبراني ، وحدوث تسابق بين الشركات الكبرى في جذب الكفاءات وبخاصة من دول العالم الثالث ، ومن جهة أخرى حدثت زيادة في حالات سرقة البيانات من موظفين داخل الشركات حيث تم رصد انه ما بين 15% إلى 25% من حوادث الخرق الأمني للبيانات سببها شركاء تجاريون موثوقون.وهو ما يدفع إلى أخذ التهديدات من الداخل على محمل الجد وباعتبارها خطرا حقيقيا محتملا.وبخاصة مع أزمة انقطاع الفيسبوك في 4 أكتوبر 2021 لأسباب وصفت بالتقنية الداخلية وليسب لأسباب خارجية كالمعتاد الإعلان عنه .
الاتجاه العاشر ، تصاعد التهديدات السيبرانية التي ترعاها الدولة
مع زيادة التوتر الدولي بين القوى الدولية الصاعدة في النظام الدولي من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى ، استمرت حالة التوتر السيبراني ، وتم توظيف التهديدات السيبرانية بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. واتهمت روسيا كذلك ولأول مرة عام 2021 الولايات المتحدة بأنها وراء 45% من الهجمات السيبرانية ضدها ، وبخاصة إبان إجراء الانتخابات الروسية في سبتمبر 2021 ، ومن جانبها ألقت ألمانيا المسؤولية على موسكو، بعد هجوم إلكتروني استهدف البرلمان الألماني في سبتمبر من نفس العام ، وهو ما استدعى تدخل الاتحاد الأوروبي الذي حذر موسكو من مواصلة هجماتها الإلكترونية على الدول الأعضاء.وأطلقت مبادرة لخفض التوتر السيبراني حين توصل الرئيس الروسي"بوتين" و، والأمريكي " بايدن" إلى اتفاق حول إطلاق حوار ثنائي على مستوى الخبراء بشأن ضمان الأمن في المجال السيبراني وذلك خلال قمة جينيف 16 يونيو 2021.واتفقت روسيا والولايات المتحدة على تبادل البلاغات حول الحوادث المتعلقة يهما في الفضاء السيبراني.وعلى تقديم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة حول السلوك المسئول في الفضاء السيبراني وذلك في 30 أكتوبر 2021 .
