مشكلة قديمة
ذلك الوضع من المحتمل أن يتغير في العام المقبل، إذ تشير أرقام "اليونيسف" إلى أنه سيكون لدينا القدرة على إنتاج نحو 23.53 مليار جرعة، وهو معدل أكثر من كافٍ لتلقيح كل شخص على ظهر هذا الكوكب ثلاث مرات. وفي هذه المرحلة قد يشكل التردد في العالم غير الملقح مشكلة حقيقية، بل إن كل ما نقوم به الآن من المرجح أن يزيد الأمر سوءاً.
غير أن معالجة إحجام الناس عن اتخاذ إجراءات ضد الأمراض الوبائية ليست بمشكلة حديثة. في الواقع، من ذروة القضاء على الجدري في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى الحملة الحالية للقضاء على آخر بقايا شلل الأطفال ودودة غينيا، تدخل محاولات معالجة إحجام الناس عن اتخاذ إجراءات ضد الأمراض الوبائية في صميم عمل منظمات مثل منظمة الصحة العالمية عاماً تلو عام.
اقرأ أيضاً: السباق بين اللقاحات والسلالات الجديدة.. صراع البشرية مع "كوفيد" لن ينتهي قريباً
بذلك تصبح الدروس المستفادة من هذه التجربة للدول منخفضة الدخل واضحة إلى حد ما، إذ يحتاج الناس إلى خبراء خارجيين في الصحة العامة لإبداء اهتمام حقيقي بالمشكلات التي يواجهونها، بدءاً من نقص مياه الشرب والصرف الصحي ومرافق الطهي النظيفة، إلى الأمراض المهملة والمتوطنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا والإسهال.
بشكل مثالي، يجب أن تشكل اللقاحات جزءاً من حزمة من التدابير لتحسين الصحة، وليس حملة تُطلَق لمرة واحدة بشكل مفاجئ في المجتمعات النائية. وإذا كانت كل من دوافع أولئك الذين يقودون حملات التلقيح والتأثيرات المباشرة على أولئك الذين يتلقون الجرعات غير واضحة، فقد يؤدي ذلك إلى بث الشك ونظريات التآمر في نفوس السكان، خصوصاً بين الفئات الضعيفة منهم.