الدوريات - قضايا استراتيجية
الفضاء الالكتروني والثورة في شئون أجهزة الاستخبارات الدولية :التغير في السياسات والتطبيقات

وتنطلق الدراسة من حقيقة تصاعد مخاطر العلاقة بين الأمن والتكنولوجيا في المشهد الدولي وعلى قدر ما ساهم الفضاء الإلكتروني[1] في بروز مناحي ايجابية للاستخدامات المدنية التي تحمل أهمية متعددة الأوجه إلا أنها أتاحت الفرص كذلك للاستخدام غير السلمي ومظاهرة والتي منها ذو الطابع التخريبي مثل الهجمات والحروب الإلكترونية ومنها ذو الطابع المرن والمنخفض الشدة كالتجسس وحرب المعلومات من جانب أجهزة الاستخبارات الدولية من أجل دعم أنشطتها السرية في جمع المعلومات من مناطق الاستهداف ومعرفة توجهات الرأي العام في الدول المختلفة، والإحاطة بتوجهات القادة والزعماء والنخب ودوائر صنع القرار القريبة.

ودفع اهمية العمل الاستخباراتي من خلال الاتجاه الى التحوُّل من أسلوب الاستعداد لمواجهة المخاطر ومعالجتها للتركيز على استخدام الأسلوب الاستباقي والوقائي لمواجهتها وأصبح للاستخبارات دور فاعل وليس مجرد مراقب ، وأصبح للفضاء الإلكتروني دور في  تحديد أهداف ومهام ومراحل تنفيذ الأنشطة الاستخباراتية، سواء تلك التي تتم في المجال الخارجي أو داخل الدول. واستفادت تلك الأجهزة بتوافر كم هائل من المعلومات، التي كانت تعاني في السابق من شح في مصادر المعلومات وصعوبات في التحليل وتزايد أهمية العنصر البشري في العمل الاستخباراتي الطوعي .ولم تعد مسألة استقطاب المعلومات أمرًا معقدًا،

وهو ما يثير التساؤلات حول دور  عملية توظيف الفضاء الإلكتروني في عمل الأجهزة المعنية بالشئون الأمنية والاستخباراتية ؟ وما هو حجم التطور والتحول على مستوى السيياسات والتطبيقات ؟ وما هو دور الفضاء الالكتروني في عملية إدارة الأنشطة السرية الدولية في الداخل والخارج،؟ وما هي حجم التحديات التي عملت على  إعادة تعريف الأمن القومي للدول والأمن العالمي؟ وما علاقة ذلك بدور الشركات التكنولوجية الكبرى ؟وما هو مدى وجود انماط من التعاون السري والاستخباراتي بين الدول عبر الفضاء الإلكتروني ،وما هي اشكاليات التجسس الالكتروني في العلاقات الدولية.وما هو تاثير ذلك على حقوق الانسان والامن العالمي ؟  
المرجع الاصلي