،ويرجع ذلك الى مجموعات من الأسباب منها أسباب ذات طبيعة إدارية نتيجة ما قام به ماسك فور استحواذه على المنصة بتسريح 50 % من الموظفين على النحو الذي اثر في الاستقرار الوظيفي وفقد المنصة طاقة بشرية ذهبت الى المنصات المنافسة ، ومن جهة أخرى كان هناك تأخير في تعيين مدير تنفيذي للمنصة والتي بقيت في إدارة ايلون ماسك الا ان تم لاحقا تعيين ليندا ياكرينو، وتم تفسير ذلك التأخير على انه يعكس رغبة في ممارسة رقابة وفرز شديد للموظفين وان ماسك من جهة اخرى ليس لدية خبرة في مجال المنصات الرقمية ومن ثم التأثير في ثقة المعلنين لدى المنصة او اكتساب معلنين جدد .
وهناك سبب أدارى أخر ارتبط بقيام ماسك بتغيير العلامة التجارية للمنصة من العصفور الأزرق الى اكس على النحو الذي ادى الى فقدان قيمة العلامة التجارية والتي تم تقديريها ما بين 4 مليار دولار الى 20 مليار دولار والتي تم بناء طيلة 15 عاما من عمر المنصة ، وهو ما ادى الى فقد 32 % من قيمتها .
ومن جهة اخرى كان هناك أبعاد تنظيميه ترتبط بتجاهل ماسك للبيئة التنظيمية والقانونية الجديدة لتنظم عمل المنصات الرقمية والتي تمت بجهود حثيثة من قبل الاتحاد الأوربي والتي انتهت الى تبني قوانين وتشريعات جديدة مثل اللائحة العامة لحماية البيانات الشخصية ، وقانون الخدمات الرقمية وغيرها والتي هدفت الى التعامل مع المنصات الكبيرة التي تزيد عدد مستخدميها عن 45 مليون مستخدم نشط سنويا ، وأصبحت المنصة في مرمى الاتهامات بنشر الكراهية الدينية او نشر المعلومات المضللة او معاداة السامية .
وكان هناك ابعاد ذات طبيعة اقتصادية تعلقت بتداعيات ازمة كوفيد 19 وازمة التضخم في الاقتصاد العالمي والتي انعكس في انخفاض الانفاق على الاعلانات الرقمية وبما اثر على مدخول المنصات الرقمية من الارباح بما فيها منصة اكس ، ومن جهة اخرى كان لسياسة ماسك في البحث عن مصادر اخرى للتمويل الى جانب الاعلانات الرقمية مثل فرض رسوم مدفوعة لقاء الاستحواذ على العلامة الزرقاء وتوثيق الحسابات او اشتراكات للحصول على خدمات حصرية مثل زيادة عدد كلمات التغريدات وغيرها الى ترشيح عدد من المستخدمين والاتجاه الى المنصات الرقمية الاخرى التي تقدم تلك الخدمات المجانية ، وقد ادى الضغط الكبير على المنصة باتهامها بمعاداة السامية الى قيام تحالف اعلاني باعلانة بمنع الاعلان على المنصة منها «أبل»، و«والت ديزني»، و«وارنر براذرز ديسكفري»، و«إن بي سي يونيفرسال» التابعة لشركة «كومكاست»، في شهر نوفمبر الماضي ، وتحويل الخلاف الاقتصادي الى خلاف سياسي بين المنصة وغيرها من المنصات المنافسة على الارباح وعلى سوق الاعلانات ، وهو ما ادى الى فقدان ايرادات تصل الى 75 مليون دولار عام 2023 ، وعلى الرغم من ذلك من غير المتوقع ان يؤثر ذلك اقتصاديا على المنصة ا وان يؤثر على بقاء منصة اكس في سوق الشبكات الاجتماعية وهو ما يرجع الى عده اسباب لعل اهمها طبيعة الملاءة المالية لايلون ماسك والذي يملك استثمارات ضخمة في قطاعات استراتيجية وتدر أرباح طائلة مثل قطاع السيارات الكهربائية او الاقمار الاصطناعية اوغيرها ، ومن جهة اخرى ا نايلون ماسك وفق مجلة فوربس يُعدّ أغنى رجل في العالم، وذلك بثروة صافية قدرها 251 مليار دولار. وهو الأمر الذي يفسر استهزاء ماسك بحملة مقاطعه المنصة اعلانيا واعلانة بعد ذلك عن تبرعة بعائدات المنصة من الاعلانات الى الضحايا من المدنين في غزة واسرائيل ، وعلى الرغم من زيارته لاسرائيل في ظل موجه اتهامه بمعاداة السامية نفى انه هدفة كان استرضاء اسرائيل ، وخاصة مع اعلانه ان يوافق على مد خدمات ستارلينك الى غزة للمنظمات الدولية هناك ، وهو ما اثأر غضب اسرائيل ورفضت الموافقة علية ، وعلى الرغم من انخفاض عدد المستخدمين الشهريين لـ«إكس» بنسبة 15 % خلال العام الأول من استحواذ ماسك على المنصة
الا ان نهاية عام 2023 قد شهدت زيادة عدد المستخدمين الجدد الى أكثر من 10 ملايين شخص وزادت نسبة الدخول والتفاعل على المنصة ، ويبدو من تعامل ماسك مع المنصة انه يرى فيها مشروعا سياسيا اكثر منه مشروع اقتصادي وهوما انعكس على موقفه قبل الاستحواذ على المنصة بإصراره على معالجة مشكلة الحسابات الزائفة والذباب الالكتروني ، واعلانه عن تحويل المنصة الى ساحة مفتوحة لحرية الراي والتعبير وهو ما انعكس في موقف من الضغوط الاوربية في التعامل مع المحتوى المساند للقضية الفلسطينية والذي راي الاتحاد الاوربي انها تدخل في اطار نشر المعلومات المضللة ونشر الكراهية بينما اصر ماسك على موقفة باعتماد على خوارزميات مفتوحة لترشيح المحتوى .
وقد ساعد ذلك في زيادة الثقة في تعامل المنصة مع المحتوى مقارنة بمنصات اخرى منافسة مثل ميتا ، وهو امر يمكن البناء علية في مشروع ماسك
بدمج الخدمات المصرفية والمدفوعات بالتطبيق وهو الأمر الذي يحتاج الى زيادة ثقة العملاء ، او بتطوير عمل المنصة سواء من خلال إعادة تطوير عمل المنصة و تعيين وجذب مهارات جديدة من المبرمجين او المهندسين ، وعلى الرغم من ان المنصة توجه تحديات الا انه ياتي في اطار التحديات التي باتت تواجه منصات التواصل الاجتماعي ,خاصة مع فقدان "أبل" هي الاخرى نحو 183 مليار دولار من قيمته السوقية منذ مطلع 2024 ،بفقدانها لقب الشركة الأعلى قيمة سوقية في العالم، في ظل اقتراب قيمة شركة "مايكروسوفت" السوقية من 3 تريليونات دولار.
وهناك عامل الثقة في الشركات التقنية الاخرى في ظل بروز تحديات جيوسياسية واخرى تتعلق ببروز الحمائية الدولية ،بما يهدد مكتسبات عصر العولمة وحرية السوق ، وذلك الى جانب عنصر الثقة فيها خاصة في ظل تصاعد دور الذكاء الاصطناعي ونشر الحاسبات المضللة او من خلال الثقة مع مشكلات انتهاك الخصوصية او حماية البيانات الشخصية او التجسس او عدم الحيادية خاصة في ازمة الصراع ، وهو امر يفرض تحديات امام سوق الشبكات الاجتماعية خاصة محاولة التحول من الاحتكار الى التعددية في السوق ومن ثم الحفاظ على المنافسة العادلة وعلى جزء من الحيادية .