الأخبار -
القراصنة يتربصون بدماغ وذكريات الإنسان

: 225
السبت,17 نوفمبر 2018 - 02:18 م
العرب -لندن

لن يتوانى القراصنة عن محاولة قرصنة دماغ الإنسان إذا وجدوا ثغرة في الأجهزة العصبية التي تزرع داخل جسم الإنسان وعن سرقة الذكريات البشرية أو التجسس رغم أن الباحثين مازالوا يدرسون كيفية إنشاء الذكريات في الدماغ وطرق استهدافها باستخدام أجهزة قابلة للزرع.

 القراصنة يتربصون بدماغ وذكريات الإنسان
اضغط للتكبير
يرى الباحثون في شركة كاسبرسكي لاب المتخصصة في الأمن المعلوماتي، أن الثغرات في البرمجيات والأجهزة المتصلة ستظل موجودة ما دام هناك قراصنة يتحينون الفرص ويتربصون بالأخطاء، لكن المخاوف تزداد مع انتشار ظاهرة التحفيز العصبي عن طريق زراعة الأقطاب أو الغرسات الكهربائية.      

ولا يستبعد الباحثون في أمن الأجهزة المتصلة بالإنترنت قرصنة دماغ الإنسان عبر ثغرات في تقنيات التحفيز العصبي تتيح لهم التلاعب بالذاكرة.

وينطوي التحفيز العميق للدماغ على زرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة بالدماغ، وتُنتج هذه الأقطاب الكهربائية نبضات كهربائية تنظم نبضات غير طبيعية، لعلاج أمراض جسدية ونفسية لها علاقة بالدماغ.

ويتم التحكم في عملية التحفيز العميق للدماغ من خلال جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب والذي يتم وضعه تحت الجلد في الجزء العلوي من الصدر. يتم توصيل الجهاز بالأقطاب الكهربائية في الدماغ من خلال السلك الذي يسير تحت الجلد.

وجمع الباحثون بين التحليلات العملية والنظرية لاستكشاف الثغرات الراهنة في الغرسات المستخدمة للتحفيز العميق للدماغ، وهم يبحثون في كيفية إنشاء الذكريات في الدماغ وطرق استهدافها واستعادتها وتحسينها باستخدام أجهزة قابلة للزرع.

القدرة على تغيير وتعزيز ذكرياتنا عبر الأقطاب الكهربائية  ليست ضربا من الخيال بل تستند على أسس علمية متينة 

ويأتي أحدث جيل من هذه الأقطاب الكهربائية مزوّدا ببرمجية إدارة يمكن تركيبها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويعتمد الاتصال بينهما على بروتوكول بلوتوث القياسي.

  ومن المتوقع أن يستغل الهاكرز هذه البرامج في عدد من سيناريوهات القرصنة المحتملة، فقد وجد الباحثون ثغرات مثيرة للقلق في منصة اتصال عبر الإنترنت يشيع استخدامها بين فرق العمليات الجراحية، ويمكن أن تقود المهاجمين إلى بيانات وإجراءات علاجية حساسة.

 ويمكن أن يؤدي نقل البيانات إذا كان غير آمن أو غير مشفر بين الأقطاب الكهربائية والبرمجية المشغلة لها وأي شبكة مرتبطة، إلى التلاعب الخبيث بقطب أو حتى مجموعة كاملة من الأقطاب المزروعة في عدد من المرضى، والمرتبطة بالبنية التحتية نفسها. وقد يؤدي التلاعب إلى تغيير في الإعدادات يسبب الألم أو الشلل أو سرقة البيانات الشخصية الخاصة والسرية للمرضى.

في حالات الطوارئ تفسح قيود التصميم المجال لسلامة المريض على حساب أمن البرمجيات، ويعطي الأطباء الأولوية لنقل المريض من منزله إلى المستشفى دون التفكير أحيانا في أمن الأقطاب الكهربائية الطبية المبرمجة، وهذا ما يترك الفرصة سانحة للقراصنة لاقتناص كلمة المرور التي يتركها فريق الطوارئ الطبي فهي معروفة على نطاق واسع من الأطباء الذين سيتأهبون لإنقاذ المريض، فعدم معرفة كلمة المرور سيعطل التعامل مع الأقطاب الكهربائية الطبية من قبل الطاقم الطبي في المستشفى.

 ويمكن للقراصنة أن يتربصوا ببعض السلوكيات غير الآمنة التي يمارسها أفراد الطاقم الطبي، إذ تم العثور على مبرمجين لديهم برمجيات حساسة للمرضى تعمل بكلمات مرور افتراضية، أو يستخدمونها لتصفح الإنترنت أو مع تطبيقات إضافية تم تنزيلها عليها.

ويُعدّ التعامل مع هذه المناطق المكشوفة أمرا مهما، نظرا لأن الباحثين يقدّرون أن العقود المقبلة سوف تشهد تسارعا في تطوّر هذه التقنية واستخداماتها يواكب التقدّم في المحفزات العصبية والتعمّق في فهم الكيفية التي يعمل بها الدماغ في بناء الذكريات وتخزينها، ما من شأنه أن يخلق المزيد من فرص الاستغلال أمام المهاجمين الإلكترونيين.

ويتوقع العلماء أن يصبحوا قادرين في غضون خمس سنوات على تسجيل إشارات الدماغ الإلكترونية التي تبني الذكريات، ومن ثم تعزيزها أو حتى إعادة كتابتها، قبل إعادتها إلى الدماغ. وبعد عقد من الآن، يمكن أن تظهر في السوق أولى الأقطاب الكهربائية التجارية التي تعزز الذاكرة، وخلال 20 عاماً أو نحوها، قد تتطور التقنية بما يكفي للسماح بالتحكم في الذكريات تحكما كبيرا.

ويمكن أن تؤدي تلك التطورات إلى نشوء تهديدات جديدة تتضمّن التلاعب الجمعي بمجموعات من الأفراد من خلال زرع ذكريات معينة تتعلق بأحداث سياسية ونزاعات ما، أو مسحها، في حين يمكن أن تستهدف التهديدات الإلكترونية “المعاد توجيهها نحو أغراض أخرى” فرصا جديدة للتجسس الإلكتروني أو سرقة الذكريات أو حذفها، أو حتى حبسها في سبيل الحصول على فدية مالية.

علماء يبحثون في كيفية إنشاء الذكريات في الدماغ وطرق استهدافها واستعادتها 

وقال ديمتري غالوف الباحث الأمني في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي لاب، معلقا على نتائج الدراسة التي أجرتها الشركة، إن الثغرات الحالية “لها شأنها”، مشيرا إلى أن التقنية الموجودة اليوم هي “الأساس لما سوف يكون عليه الحال في المستقبل”.

 وأضاف “على الرغم من عدم ملاحظة وقوع أي هجمات تستهدف أجهزة التحفيز العصبي في الواقع، تبقى الثغرات سهلة الاستغلال، لذا فنحن بحاجة إلى الجمع بين المتخصصين في المجالات الطبية، وقطاع الأمن الإلكتروني والمصنعين، للتحقّق من جميع الثغرات المحتملة والحدّ منها، سواء هذه التي نراها اليوم أو تلك التي سوف تظهر في السنوات القادمة”.

من جانبه أكّد الباحث الطبي في مجموعة جراحة الأعصاب الوظيفية بجامعة أكسفورد، لوري باكروفت، أن مجال غرسات أو أقطاب الذاكرة أمامه أفق حقيقي واعد ومثير للاهتمام، معتبرا أن لهذا المجال منافع كبيرة في الرعاية الصحية.

 وقال “قد تبدو القدرة على تغيير وتعزيز ذكرياتنا عبر الأقطاب الكهربائية ضربا من الخيال، ولكنها تستند على أسس علمية متينة وقائمة فعلا، ويُعتبر تحقيق الذاكرة الاصطناعية مسألة وقت فقط، لكن التعاون من أجل فهم المخاطر والثغرات الناشئة والتعامل معها، والقيام بذلك فيما لا تزال
هذه التقنية جديدة نسبيا، سوف يؤتي ثماره في المستقبل”.


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ