الأخبار -
الذكاء الاصطناعي سيشعل الحرب العالمية الثالثة

: 1287
الاربعاء,13 سبتمبر 2017 - 01:20 م
العرب - لندن

كثيرا ما كان يسبق الحروب العظمى في القرن الماضي سوء تقدير كارثي. فهل يكون سوء تقدير حظر الذكاء الاصطناعي على البشر سببا في اندلاع الحرب العالمية الثالثة خاصة أن حديثا ذا طابع أنطولوجي يدور الآن حول “مصائر” البشرية؟. وهناك من يهدد بقرب فناء النوع البشري كالملياردير إيلون ماسك الذي ما فتئ يحذر مرارا وتكرارا من أن الحرب العالمية الثالثة ستندلع بسبب الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي سيشعل الحرب العالمية الثالثة
اضغط للتكبير
انسوا أمر كوريا الشمالية.. الذكاء الاصطناعي هو الذي سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة”، صرح رائد الأعمال الأميركي الشهير إيلون ماسك في تحذير جديد من الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه يمكن أن يكون أكبر تهديد وجودي للبشرية.

جاء ذلك في تغريدة على موقع تويتر نشرها ماسك الذي أسس ويدير عددا من الشركات، بما في ذلك شركة الفضاء سبيس إكس وشركة صناعة السيارات الكهربائية “تيسلا”، تحدث فيها عن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى نهاية العالم.

وقال في تغريدته “الصين، وروسيا، وقريبا جميع البلدان التي تملك القوة في مجال علوم الحاسب. يرجَّح أن تكون المنافسة على التفوق في الذكاء الاصطناعي على مستوى الدول سببا في اندلاع حرب عالمية ثالثة، في رأيي”.

وكانت مخاوف ماسك مدفوعة ببيان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن “الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، ليس فقط لروسيا؛ بل للبشرية جمعاء.. إن الذكاء الاصطناعي يأتي بفرص هائلة، ولكن أيضا يأتي بتهديدات يصعب التنبؤ بها. كل من يصبح الزعيم في هذا المجال سوف يصبح حاكم العالم”.

وقد أفصح ماسك عن أفكاره للعلن، إذ أوضح أنه لم يكن قلقا فقط من احتمال وجود زعيم عالمي يبدأ الحرب، ولكن أيضا من الحذر المفرط من أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد يقرر أن “الضربة الاستباقية هي المسار الأكثر احتمالا للنصر”.

ولا يقل قلق ماسك حيال طموحات كوريا الشمالية النووية المتزايدة، مؤكدا أن نتيجة بيونغ يانغ إذا ما أطلقت صاروخا نوويا ستكون “انتحارية”، ومع ذلك فهي لا تملك أي تشابكات من شأنها أن تؤدي إلى حرب عالمية حتى لو فعلت ذلك. ويرى أن الذكاء الاصطناعي “أكثر خطورة بكثير” من البلاد التي يقودها كيم جونغ.

وكان خوف ماسك من حرب الذكاء الاصطناعي قوة دافعة في تصريحاته العامة فترة طويلة، ففي الشهر الماضي، كان ماسك واحدا من أكثر من 100 موقِّع على رسالة، دعوا فيها إلى فرض حظر على أسلحة الدمار الشامل، تقودها الأمم المتحدة.

إيلون ماسك: المنافسة على التفوق في الذكاء الاصطناعي سبب اندلاع حرب عالمية

وورد في الرسالة “بمجرد تطويرها، ستسمح الأسلحة الفتاكة المستقلة بالنزاع المسلح على نطاق واسع أكثر من أي وقت مضى، وفي فترات زمنية أسرع مما يفهمه البشر”.

كما جاء فيها “يمكن أن تكون هذه أسلحة إرهابية وأسلحة يستهزأ بها الإرهابيون ضد السكان الأبرياء، وتتعرض الأسلحة للاختراق بطرق غير مرغوب فيها”.

وكان ماسك ومارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي دخلا في مشاجرة عامة حول الذكاء الاصطناعي، وذلك بعدما امتد الخلاف لصفحات التواصل الاجتماعي، عقب تصريح إيلون ماسك عبر تغريدة أنّ زوكربيرغ معرفته في هذا المجال “محدودة”.

وسبق لماسك أن تحدث فيه حول مدى خطورة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الإنسان الآلي على الإنسانية، عبر فيه عن مخاوفه تجاه الخطر الذي يهدد البشرية جراء المزيد من خطوات التطوير لها، والاعتماد المُتزاد عليها، وكيف سيكون مصير الإنسانية عندئذ.

وقال ماسك في اجتماع عقده حكام الولايات المتحدة في يونيو إنّ الأخطار المحتملة ليست وهمية جدا، وإنّ عليهم الانتقال إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي.

وماسك، دائما ما يحذر مرارا وتكرارا من مخاطر الذكاء الاصطناعي، ويصفه بأنّه تهديد للجنس البشري، فيقول “إنّ البشر سوف يصبحون مواطنين من الدرجة الثانية في مستقبل يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي، وربما قد نواجه انتفاضة الروبوت”.

وقد قال أثناء اللقاء المصور “سأظل أحذر من هذا الخطر، حتى لا يرى الناس الإنسان الآلي يسير في الشوارع ويقتلهم، وهم لا يعرفون كيف يكون ردهم؛ لأنّ ذلك يبدو لهم أمرا غير واقعي جدا. فالذكاء الاصطناعي خطر أساسي على البشرية”. وكرر حجته التي طال أمدها والتي مفادها أنّه يلزم قريبا حماية الإنسانية من خطورة عدم الاستغناء عن الكمبيوترات أو الذكاء العميق في الشبكة، والتي يمكن من خلالها أن تبدأ الحروب من خلال التلاعب بالمعلومات.

وتابع حديثه مؤكدا أنّ الخطوة الأولى هي أن تحصل الحكومة على فهم أفضل للإنجازات السريعة المُتلاحقة في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وقال “عندما يكون هناك وعي، سيكون الناس خائفين للغاية، كما ينبغي أن يكون”.

ومن جانبه قال زوكيربرغ “لدي آراء قوية جدا حول هذا الموضوع. أنا متفائل لا أفهم الرافضين ممن يحاولون الترويج لسيناريوهات يوم القيامة، وأنّه أمر سلبي صدر عن شخص غير مسؤول”، مؤكدا أنّه تعب من الخوف من التحريض.

وكانت دراسة حديثة استطلعت آراء 352 من خبراء التعلُّم الآلي والذكاء الاصطناعي، وخلصت إلى أن الذكاء الاصطناعي يحسِّن قدراته بسرعة، ويثبت ذاته على نحو متزايد في مجالات عديدة شهدت سيطرة الإنسان عليها تاريخيّا.

وأكدت الدراسة الحديثة التي أجراها باحثون من جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأميركية أن هناك احتمالا بنسبة 50 بالمئة بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عاما، كما من المتوقع أن يكون قادرا على تولي كافة الوظائف البشرية في غضون 120 عاما. ولا تستبعد نتائج الدراسة أن يحدث ذلك قبل هذا التاريخ.

الروبوت الصحافي: بعد 15 عاما ستكون آلات فائقة الذكاء قادرة على كتابة المقالات أفضل من البشر وستستبدل الصحافيين والكتاب لأسباب تتعلق بالكلفة والمهنية

ووفقا للدراسة فإن “الآلات ستتفوق على البشر في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة المقالات المدرسية بحلول عام 2026، وقيادة الشاحنات بحلول عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في 2031، بل وفي كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعا بحلول عام 2049، وفي إجراء الجراحات بحلول عام 2053”.

وكانت دراسة سابقة أجرتها أيمي ويب الرئيس التنفيذي لوكالة ويبميديا غروب المتخصصة في دراسة الاستراتيجيات الرقمية، قد حذرت من أن “نحو 4 من بين كل 10 أميركيين ستحل محلهم في العمل أجهزة ذكاء اصطناعي في ثلاثينات القرن الحالي”.

وكان دويتشه بنك، أحد أكبر المؤسسات المالية في العالم، قرر هذا الأسبوع استبدال جزء كبير من القوى العاملة بالروبوتات.

ووفقًا للموقع الإلكتروني لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، توظف الشركة التي تتخذ من فرانكفورت مقرا لها 100 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، ولكن من غير المعروف عدد الموظفين الذين سيتم استبدالهم بالآلات.

والأمر نفسه بالنسبة إلى مهنة الصحافة، فبعد أن قضى الإنترنت على عدد كبير من الصحف، باتت وظائف العاملين في مهنة الصحافة مهددة هي الأخرى.

وبحسب مجلة “Be Geek” المتخصصة بالرقميات، فإن دراسات عديدة تشير إلى أنه وخلال 15 عاما ستكون آلات فائقة الذكاء قادرة على كتابة المقالات أفضل من البشر أنفسهم وأنها ستستبدل الصحافيين والكتاب لأسباب تتعلق بالكلفة. وتضيف المجلة أن التقدم في هذا المجال يجعلنا نتوقع أن تتمكن الآلة من تحرير كتاب سيكون الأكثر مبيعا في سنته قبل عام 2046.

كما أنه من الممكن أن نشهد قريبا الاستعاضة عن المحامين في بعض المجالات من خلال تطبيقات، فكتابة الوصية أو الطلاق، ستكون من الأمور التي تتولاها هذه البرامج.


Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ