دبلوماسية «تويتر»

24-06-2025 11:57 AM - عدد القراءات : 30
كتب ريك نوك* *صحفي أميركي يمشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
لم تمر إلا ثلاثة أيام من العام الجديد، لكن قائمة أولويات ترامب في السياسة الخارجية أو على الأقل النسخة التي ينشرها منها على «تويتر»، دشنت عدداً من معضلات الولايات المتحدة الجديدة في الخارج. فقد هدد ترامب يوم الاثنين بقطع المساعدات الخارجية عن باكستان
دبلوماسية «تويتر»

، وكتب على «تويتر» أن الولايات المتحدة أعطت بـ«حمق» حليفها الذي كان مقرباً منها ذات يوم 33 مليار دولار في صورة مساعدة منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين و«لم تحصل إلا على الأكاذيب» في المقابل. وأثارت التغريدة رداً سريعاً وغاضباً من إسلام آباد. وأعلن مسؤولون باكستانيون أن «التصريحات والتعبيرات في الآونة الأخيرة من القيادة الأميركية غير مفهومة بالمرة». وأضافوا أن ترامب «أضر بعدم مبالاة كبيرة بثقة بُنيت بين بلدين على مدار عقود». ورد وزير الدفاع الباكستاني على «تويتر» بالقول، إن الأميركيين «لم يعطونا إلا الذم وعدم الثقة» في حقبة ما بعد هجمات 11سبتمبر. وهذا ليس وقتاً مثالياً لإثارة التوترات مع باكستان مع توجه آلاف إضافية من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان العام الجاري. ولن يكسب ترامب الكثير من إقصاء حليف وقوة وسيطة مهمة في المنطقة. ومعرفة السبب الذي دفع ترامب إلى نشر سياساته على «تويتر» في عام 2018 ليست أسهل من معرفة السبب الذي دفعه لذلك أيضاً في العام الماضي سوى أننا نعرف أنه مستعد دوماً لفعل هذا. فقد دأب ترامب في تغريداته على «تويتر» لعام 2017 على الإساءة إلى الحلفاء الأميركيين المقربين، مما أدى إلى انتقادات حادة من بريطانيا وألمانيا والسويد ودول أخرى، وجعل دور مسؤوليه في الأمن القومي صعب، وأحياناً جعل من الصعب معرفة موقف الإدارة في قضايا حيوية. وبعد يوم واحد من تعليقاته بشأن باكستان، كتب ترامب على «تويتر» معلقاً على حركة الاحتجاجات المتنامية في إيران، وعبر عن مخاوفه من أن حكومة إيران ستقمع المحتجين بشدة. وجاء في تغريدة ترامب «شعب إيران يتحرك أخيراً ضد النظام الإيراني الوحشي والفاسد. الولايات المتحدة تتفرج!»، ويخشى بعض المراقبين أن تصبح اتهامات ترامب ودعمه للمحتجين ذريعة لحملة أمنية مشددة خاصة بعد أن اتهم الزعيم الإيراني آية الله على خامنئي أعداء أجانب يوم الثلاثاء الماضي بالتدخل في شؤون البلاد.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>