كيف أنقذ الانترنت الصين من كارثة كورونا ؟

12-02-2025 03:11 PM - عدد القراءات : 258
كتب د.عادل عبد الصادق
حظي فيروس كورنا على الاهتمام العالمي وذلك بعد تحوره لنمط اخر مستجد ، وانتقاله من الصين الى الانتشار السريع عبر العالم ، وتهديده للنظام الصحي في العيديد من الدول ، ووعلى الرغم من التعتيم على حالة اكتشاف الفيروس في حينة الا ان الصين استطاعت ان تتدارك الموقف وتتحرك على نحو أسرع من انتشار المرض ، والتعامل تحت ضغط الموت والمرض ، والذي لا يوجد علاج له حتى الان ، ولكن يتم يتم معالجة المضاعفات ، وتحولت الصين من المركز الاول في معدلات الاصابة والفاة الى الوصول الى معدلات الصفر في غضون شهر من اندلاع الازمة ، وفي حين انحسر في الصين بدأ كورنما يتنشر لكيف عن الواقع الحقيقي للنظام الصحي في الدول المختلفة ويتخبر انظمتها الصحية والسياسية .
كيف أنقذ الانترنت الصين من كارثة كورونا ؟

 

التقدم التقني الصيني  
نشأ أول اتصال في الصين مع الإنترنت في 20 سبتمبر 1987 بين "أي سي ايه" بكين وجامعة "كارلسروه" في ألمانيا،وبذلك فقد دخل الانترنت الى الصين منذ ما يقارب  28 عاما ،وكانت اول رسالة الكترونية ترسلها الى العالم "من وراء سور الصين العظيم، يمكننا الوصول إلى أى ركن فى العالم" ،وربما كشفت تلك الرسالة عن الاستراتيجية الصينية على المدى القصير والطويل ،والتي تمكنت في غضون بضعه عقود من الوصول بالفعل الى العالم ليس كمستهلك بل كمنتج ومساهم في التطور العلمي والتكنولوجي ،وتبنت الصين الانترنت في عام 1989،فى 20 ابريل 1994، تم تدشين اول خط اتصال بالانترنت يربط الصين بالعالم بجهود اكاديمية العلوم الصينية وبالتعاون مع جامعه ستانفورد في الولايات المتحدة .
وشهدت الصين خلال تلك الفترة طفرات هائلة في الانتشار والاستخدام للانترنت حتى أصبحت تستضيف أكبر قاعدة لمستخدمي الإنترنت في العالم ، الى جانب ظهور الإنترنت في الصين كظاهرة جديدة كما هو الحال في الغرب حيث التمايز الديني والايديولجي والثقافي والسياسي.
ويتحرك الموقف الصيني من الانترنت وفق سبعة خطوط حمراء، لا يجوز المساس بها أو تعريضها للخطر على الإنترنت هى قيم الحفاظ على القانون،و الاشتراكية، والنظام السياسي، ومصلحة الدولة،وحقوق ألآخرين والأنظمة الاجتماعية والأخلاق، وصحة المعلومات.
ومرت طريقة التعامل تلك بثلاثة مراحل اساسية لعل اهمها ،اتخاذ الصين موقفا متحفظا من حالة الانفتاح العالمي ،ثم في مرحلة تالية اتجهت الى التعامل مع المتغيرات الدولية ،ثم انتقالها الى مرحلة الفاعل الدولي ،وهو ما يعد نموذجا لبناء تجربة  وطنية للتعامل مع المتغيرات العالمية المتصلة بالعلم والتكنولوجيا بشكل عام ،و بناء رؤية مضادة او بديلة للمنظور الغربي ،حيث انها لم تربط تمددها التكنولوجي باية تدخلات سياسية او مساعي ظاهرة للهيمنة ،بل احتفظت بكونها شريكا تجاريا نشطا للعديد من دول العالم ،واعتبرت نفسها طول الوقت دولة نامية ،واصبحت شريك لكبري الماركات العالمية في مجال التكنولوجيا ،ونجحت الصين في جذبها في البداية الى سوقها الذي يتسم بالضخامة ،وبالتمتع بمزايا العمالة الرخيصة وبتشجيع لافت من الحكومة الصينية ،ثم استطاعات في مرحلة لاحقة من اطلاق "علاماتها  "التجارية في مجال الصناعات والتطبيقات التكنولوجية.
, على الرغم من حجب مواقع للانترنت من قبل الحكومة الصينية وعن تصنفيها في موقع متقدم في عداء حرية الانترنت ،استطاعت الصين ان توظف ذلك في بناء تطبيقات وطنية بديلة لتلك التي تمتلكها الشركات الغربية ، وبخاصة في مجال بناء شبكة انترنت محلية وبناء جدار نار خاص للحماية وتدشين محركات للبحث ومنصات للتجارة الالكترونية والشبكات الاجتماعية ، وحظت الاخيرة باهتمام بالغ من قبل الحكومة الصينية اما لاسباب ترجع لتخوفها من تاثيرات الشبكات الاجتماعية الغربية على استقرارها من جهة والى التاثير الاقتصادي السلبي المحتمل على الداخل الصيني  من جهة اخرى،  
ولا تمارس الرقابة على الانترنت من قبل الحكومة الصينية بمفردها بل يتعاون معها شركات الانترنت الخاصة وبعض المؤسسات الاهلية ،وترى الصين ان الهجوم الغربي على سياستها تجاه الانترنت مبعثه الخوف من الصعود الصيني واستخدام الانترنت كورقة ضغط عليها ، الى ان تلك الضغوط خفت في الفترة الاخيرة مع سعي الصين لان تكون لاعبا في صياغة السياسيات الدولية المتعلقة بالانترنت ، ومطالبتها بتدويل ادارة الانترنت ،وحشد المجتمع الدولي في فاعليات صينية متعلقة ،ومن جهة اخرى اقدمت الدول الغربية والمصنفة ديمقراطيا على تعزيز رقابتها على الانترنت ،وهو الامر الذي كان محل نقد للصين ،والتي كانت رائدة في مجال الحجب للمواقع  التى تبث الشائعات أو دعاوى إسقاط الدولة أو الطائفية أو المواد الإباحية،وهناك تفهم واضح من الشعب الصيني وبخاصة مع نجاح الخطاب الصيني المرتكز على اهمية الحفاظ على الطاقات البشرية التي تنعم بها الصين من اخطار الانترنت ناهيك عن تأثير ذلك على قيم العمل والوقت والجماعة وهي قيم صينية اصيلة تعمل على تعزيز الاستفادة من الانترنت .
ادركت الصين اهمية العلم والتكنولوجيا في ممارسة الهيمنة في الساحة الدولية ومن ثم لجأت الى العمل على تعزيز قدراتها الذاتية في مواجهة الهيمنة الغربية ،والتي حملت مضامين ثقافية وسياسية واقتصادية ،والتي ترسخت بتطبيقات العولمة ، والتي رات فيها الصين وسائل للاستعمار الجديد ،وعلى هذا الاثر بدات في تحويل ذلك التحدي الى استجابه تقودها الدولة ،من خلال تبني سبل الحفاظ على الخصوصية الصينية.
وتعد الصين من الدول التي استطاعت ان تقود عملية التنمية التكنولوجية باعتبارها السبيل الوحيد لدعم المكانة الوطنية والدولية،وكان  هناك اهتمام  مبكر لدي القيادة الصينية بالاقتصاد الرقمي ،ودوره في خدمة التنمية المستدامة الى جانب ابعادة الاستراتيجية لخدمة الامن القومي الصيني،ولتحقيق ذلك اتبعت الصين عدد من السياسات والتطبيقات ،والتي من شأنها تعزيز القدرة على تقوية المناعة الوطنية أولا ،وكأساس للتعاطي مع العولمة ثانيا،وبخاصة في التعامل مع الانترنت كأحد مؤسساتها ، ونجحت الصين في  التقدم في مجال الصناعات الالكترونية الى جانب التطبيقات ،مثل اطلاق علاماتها التجارية في مجال صناعه الهواتف الذكية ،او تدشين محرك البحث عبر الانترنت ،الى جانب تطبيقات التجارة الالكترونية .
وهناك موقع "تاو تاو" للدفع الالكتروني وهو المقابل لمنصة "اي باي" ،وهناك أيضا "إيكاشا" و"إيكسون" ويقومان مقام موقع "فليكر" لتبادل الصور، ويقابل موقع "ويكيبيديا" الموسوعى نظير آخر صينى هو "هودونج"، وتوجد منصة يوكو وتودو في مقابل اليوتوب ،وتستخدم  منصات الفيديو عبر الإنترنت في الصين بشكل مختلف تمامًا عن كيفية استخدام الأمريكيين لموقع YouTube. فبدلاً من مقاطع الفيديو القصيرة الخاصة التي قد تحظى بشعبية بين مراقبي YouTube ، تمتلئ Youku و Tudou بمحتوى أطول ، ويتم إنتاج ما يصل إلى 70 % منها بشكل احترافي. يقضي المستخدمون في الصين ما يصل إلى ساعة يوميًا في الموقع ، مقارنةً بأقل من 15 دقيقة قضاها الأمريكيون على YouTube.
وتوجد منصة  "كايشين" و"تيسينت"، و"سينا " و"ويبو" في مقابل تويتر ،حيث يتم نشر تغريدات من 140 حرفا الا انه يتميز بنشر الفيدوهات والصور والتعلقيات يُترجم 114 حرفًا في الصينية إلى 434 حرفًا باللغة الإنجليزية ، إلى ما يتجاوز حد النص "تغريدة" باللغة الإنجليزية. هذه الكفاءة اللغوية تحول المدونات الصغيرة في الصين إلى منصة تشبه المدونة.وعلى الرغم من انتشار الفيسبوك في الدول الغربية كشبكة اجتماعية الا انه توجد شبكات عدة في الصين بما يعمل على تقسيم المستخدمين بينهم. 
الا انه تهيمن شركة "تنسنت"Tencent على الشبكات الاجتماعية والتي يعتقد أنها مجرد واجهة للحكومة الصينية ،وذلك عبر موقعها "كوزون"Qzone ،والذي يضم قرابة 606 مليون حساب نشط، وهو الاكثر شهره بين الناطقين باللغة الصينيّة .الى جانب "ويتشات WeChat ،
احتلت الصين مركزا متقدما في مجال التجارة الالكترونية من خلال موقع "علي بابا" ،واحتل محرك البحث الصيني "بايدو " Baidu مركز مستقل عن محركات البحث العالمية

تطبيقات ادارة الازمة 

بدأ التعريف بالفيروس عن طريق قيام  طبيب صيني بالتحذير منه عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي إلا إن السلطات الصينية لم تتخذ ذلك محمل الجد في البداية ،وساعد سوء التقدير من جانبها في الطابع المفاجئ لانتشار المرض ، وذلك بعد تغليب الأبعاد الأمنية على حقيقة المخاطر الصحية ،والخلط  بين ما يعد "معلومة " وما يعد " شائعة ".
وعلى أية حال ساعدت البنية التحتية المعلوماتية الصينية في لعب دورا مهما في التعامل السريع مع فيروس "كورونا" وتوقفت حالة التعتيم  حوله و نشر المعلومات الصحيحة عنه ورصده ومتابعته وبخاصة في ظل التقدم  في مجال تقديم الخدمات الصحية عبر الإنترنت،وهو الأمر الذي ساعد في تقليل  فرص الإصابة من خلال الزيارات المنتظمة – الواقعية - إلى المستشفيات. وبدأت فكرة شراء أقنعة طبية واقية عبر الانترنت .وأنشأت مجموعه من طلبة كلية العلوم وهندسة الكمبيوتر بجامعه "ووهان" منصة تتيح للمستشفيات طلب ما تحتاجه من أدوات طبية وتوجيه المتبرعين ، ودشنت مواقع الكترونية أخرى لمواجهة الأخبار والمعلومات المغلوطة،واستخدمت "الطائرات بدون طيار " في توصيل الطلبات والخدمات في ظل تفادي التواصل البشري في المناطق المنكوبة ، ومراقبة التطبيقات الالكترونية للحالة الصحية للمواطنين ،وتم توظيف نظم الهوية الرقمية في تحديد مناطق الحجر الصحي ومواجهة محاولات الهروب و رصد الهواتف المحمولة للمغادرين .
وأنشئت الهيئات الحكومية منصات رقمية صحية لمتابعة المرضى وتقديم الاستشارات الطبية وتقديم خدمة التشخيص عبر الإنترنت، وهو ما أدى إلى انخفاض المترددين على سبيل المثال في عيادات مقاطعه "تشجيانج " بنسبة 50%.وقامت الشركات بتوفير خدمات الاتصالات الذكية في عدد من المستشفيات الصينية لتوفير خدمة "الزيارة عن بُعد"عبر تقنية الفيديو والمكالمات الصوتية، وبذلك تم تمكين المرضى من التواصل مع ذويهم خارج مناطق الحجر الصحي ، وهو الأمر الذي ساعد في تحسين الصحة النفسية للمرضى وتقليل عزلتهم، وحمى في نفس الوقت أفراد أسرة المصابين من التعرض للفيروس، وقلّل من خطر إصابة موظفي المستشفيات من العدوى .
واستخدم "الروبوت الذكي" باستقبال الاستشارات من الجمهور حول الإبلاغ عن الإصابة والوقاية ،وتحليل تساؤلات المواطنين ،والمساعدة في تشخيص المرض من قبل الأطباء وكيفية تقديم العلاج المناسب، وعكس ذلك تحقيق التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر في مجال الصحة من جهة ، وتقليل الضغط على المستشفيات من خلال الزيارة والحد من فرص انتقال العدوى من جهة أخرى. وفي مجال الأعمال تم توجيه كافة الموظفين في المناطق المنكوبة أو خارجها بالعمل عبر الانترنت ، وتم تعليق الذهاب إلى المدارس والجامعات وتمت الاستعاضة عن ذلك بالتعليم عبر الإنترنت ، وزاد الطلب على مواقع خدمات البث المباشر والألعاب الالكترونية والترفية وإنفاق الشركات في مجال  الإعلانات الرقمية .وعلى الرغم من استغلال القراصنة الشغف حول معرفة الأخبار حول "كورونا " في نشر برمجيات تجسس ضارة لسرقة البيانات الشخصية فقد قامت الشركات الكبرى مثل جوجل والفيسبوك وتويتر في شن حملة مضادة لذلك ومواجهة الإخبار الزائفة والشائعات، و اطلقت مواقع الكترونية للرصد اللحظي لحالات الإصابة.
وقامت شركة الاتصالات  China Unicom  بإرسال تنبيهات للمستخدمين بضرورة تحميل التطبيق الخاص، والفحص الصحي بشكل يومي والتأكيد على أن تلك البيانات الخاصة سيستخدم في الوقاية من الفيروس وتعزيز المكافحة .وتم ارسال رابط، تظهر من خلاله رسم لممرضة تدعو إلى تسجيل المعلومات وتسال عن اعراض مثل  الحمى أو الكحة أو صعوبة في التنفس، وفي حالة كان الجواب "نعم"، فسيظهر شخص (ممرض) خلال دقائق أمام بيتك، وسيقيس درجة حرارتك، ثم سيطرح عليك الأسئلة، وسيطلب منك قائلًا إن من الأفضل ألا تبرح منزلك لعدة أيام، ويُقدم لك ورقة تحتوي على قائمة تظهر فيها أقرب المستشفيات.
كما أن هناك تطبيقًا آخر، صممته شركة "علي بابا" هو "أليباي هيلث كود  Alipay Health Code" وتديره الحكومة الصينية ويقوم بتصنيف الأشخاص إلى ثلاثة ألوان أحمر وأصفر وأخضر،وفق درجة الخطورة فاصحاب اللون الاخضر يمكنهم الحرك بحرية ، ويكون لدية رمز استجابة سريع [QR code] يمكنه من الدخول لمحطات القطار والمطاعم لمفتوحة. وفي حالة أصحاب اللون الأصفر أو الأحمر، فيفضل عدم الخروج من البيت وفي حالة المخالفة سيتقوم الشرطة بالتدخل ، وتم التطبيق الالزامي لذلك التطبيق في اكثر من 200 مدينة .
وفور دخول تلك الباينات الى النظام يقوم التطبيق باتخاذ قرارات فورية تتعلق بالشخص ومدى خطورته في انتقال العدوى وذلك في ظل تواجد الرقابة الاجتماعيّة التلقائية.
وتم استخدام روبوتات للتعقم  البماني والمؤسسات والشوارع ، والى جانب الطائرات بدون طيار المجهزة بكاميرات حرارية لقياس درجة حرارة جميع سكان نفس المبنى.
بل وقامت  شركة بودو تيكنوليجي Pudu Technology، بتصنيع روبوتات لاعداد الطعام، وتركيبها في أكثر من 40 مستشفى في جميع أنحاء البلاد لمساعدة العاملين في المجال الطبي.
وقامت شركة ميكرو مولت كوبتير MicroMultiCopter، الموجودة أيضًا في شنجن، بنشر طائراتها بدون طيار لنقل العينات الطبية من المستشفيات إلى المختبرات.
وقامت قوات الشرطة في الشوارع بلبس خوذات ذكية يمكنها قياس درجة الحرارة في نطاق خمسة أمتار، وإذا كانت نتائج فحص أحدهم إيجابية، تبعث الخوذة إنذارًا، وقد استخدمها هذه الأيام مسؤولون من مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان. إن الخوذة، المصنعة من قبل شركة التكنولوجيا كوانغ شي تيكنوليجي Kuang-Chi Technologies، قادرة على قياس درجة حرارة أكثر من 200 شخص في أقل من دقيقتين.
وقامت شركة سينسي تايم SenseTime، شركة الذكاء الاصطناعي الرائدة في الصين، باستخدام برمجيتها للكشف عن درجة الحرارة دون الحاجة للاحتكاك، تم وضعها في محطات المترو في بكين وشنغهاي وشنجن، والتعرف على الوجوه حتى لو كان الناس يرتدون الأقنعة.واستخدمت الصين تطبيق تحديد الموقع على هواتف الملايين من المواطنين لاحتواء انتشار كوفيد-19.
 
الدروس المستفادة من التجربة الصينية
على الرغم من الطباع السلطوي للنظام في الصين الا انه اثبت انه اكثر قدرة على التعبئة القومية ومواجهة واداة الازمات ،وتعزيز القيادة الموحدة للجهود من أجل السيطرة على الوباء، والتي كان اخرها "فيروس كورنا" ، وذلك مقارنة بالدول ذات الطبيعة الديموقراطية ، والتي تخول دستاتيرها الوطنية الصلاحات للسطات التنفيذية فقط في حالة الطوراي ، وبين وعي المواطن في الصين مقارنة بغير في اروبا ـو، كان الوعي عامل اساسي في حسم القمارنة لصالح الصين ، وجاء الى جانب ذلك التطور في مجال التطبيقات التقنية في المجالات الصحية من ناحية والتطور في مجال تقنيات الراقبة والرصد ، وتطبيقات الهوية الرقمية .
وارتكز النجاح الصيني في إدارة الأزمة على  حالة التقدم في مجال التطبيقات الصحية وفي "البيانات الضخمة" Big Data  وتقنية الجيل الخامس إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي،والهوية الرقمية ، ووجود قواعد للبيانات الرقمية.وشعبية منصات التواصل الاجتماعي الصينية مثل "ويتشات" وهو ما تم توظيفه في تعزيز قوة النظام الصحي في الصين.
وعلى المستوى العالمي  أتاح الفضاء السيبراني أدوات الحشد والتعبئة لمواجهة الأزمة ورفع الوعي لدى الرأي العام فيما يتعلق بالمرض والعلاج والوقاية ،وجمع التبرعات والضغط على المسئولين،وبخاصة في ظل تحول "أزمة كورونا" من الطابع المحلي إلى أزمة إستراتجية لا تتعلق بالأمن القومي للدولة المعنية فقط بل بالمجتمع الدولي قاطبة،وذلك مع الطابع العابر للحدود لانتشار الفيروس.
وكان مؤشر الصحة العالمي الصادر عام 2019 قد ذكر توصيات مهمة  تتعلق بإشكاليات نقص التمويل الحكومي للنظام الصحي على المستوى الدولي، والضعف في مجال تبني سياسات وطنية للأمن الصحي ،وعدم الاستعداد للتعامل مع الأوبئة أو في حالة حدوث أزمة بيولوجية.
وان معاناة  أكثر من نصف الدول من مخاطر سياسية وأمنية سيقوض من قدرتها على مواجهة التهديدات البيولوجية. إلى جانب الافتقاد للتدريب في مواجهة الأزمات، ومن ثم يجب امتثال الدول للمعايير الدولية والمساعدة في تبلور دبلوماسية وقائية دولية تواجه الأزمات الصحية ،وهو ما يفرض إعادة النظر في السياسات الصحية ، وتعزيز دور المنظمات الدولية المعنية مثل منظمة الصحة العالمية ودعم جهود الإغاثة الإنسانية سواء من قبل المجتمع المدني المحلي او العالمي .
والعمل على تحسين نظم الاستجابة الدولية مستقبلا، وترسيخ ثقافة صحية عالمية تحافظ على المناعة البشرية وعلى دعائم الأمن الإنساني.
، ومن أهم الروس المستفادة ،،
اولا : اهمية دور البنية التحتية المعلوماتية لاستعاب ضغط الاستخدام في اوقات الازمات وسرعه الانترنت وبخاصة تطبيقات الجيل الخامس .
ثانيا ، اهمية الدول الذي تعلبة التطبيقات الصحية في اعطاء المؤشرات العامة حول الصحة سواء للمستخدم او للجهات المعنية بالرعاية الصحية .
ثالثا ،اهمية الدور الذي لعبته الشركات التكنولجية الصنية سواء من خلال حجم استثماراتها الضخمة او من خلال مساعدتها للحوكمة الصنية في ادارة الازمة على الجانب المالي والانساني والتطبيقي
رابعا ، ا ناي قدرة على النجاح في ادارة الازمات وبخاصة ذات الطابع الوبائي يكون الوعي لدى المواطن الركيزة الاساسية في النجاح الى جانب عنصر الثقة في اداء المؤسات الحكومية المعنية
خامسا ، ان الاسثتمار في العلم والممعرفة هو الركيزة الاساسية في خط الدفاع الاول في مواجهة الازمات بل والبحث عن حلول ايضا
سادسا ، ان قيم العمل والوقت والانجاز والتنظيم والتطوع هي قيم ساسية في النجاح للمجتمعات في تحقيق اهدافها او مواجهة تحدياتها .
سابعا ،  تصاعد دور الشبكات الاجتمايعة باعتباره المنصة الاكثر انتشار وتاثيرا في تعبئة المواردة وفي رفعالوعي وبناء القدرات في مواجهة الازمات وبخاصة الشبكات الوطنية .
ثامنا ، اهمية  تطوير تطبيقات التعليم عن بعد كدبل ليس فقط للجامعات والمدارس وقت الازمات بل كخيار قادم تحت وقع اختلاف المهارات وارتباها بسوق العمل ، والتليم المستمر الذي يفرض على لاجيال الجديدة الخورج من اسوار الجاممات .
تاسعا ، اهمية اعادة النظر في النظام الصحي والامن الصحي باعتبارة  الحصن الاول في ملاقة الضغط والتعال مع الازمات
عاشرا ، اهمية التحول الرقمي في المجال الصحي في تعزيز القدرات الوطنية في مواجهة الازمات الصحية ويعطي الفرصة الكاملة لمعرفة الاحتيجات والمطالب .
واخيرا ، الدور الذي تلعبة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ادارة الازمات الصحية وفي توفير النفقات والعنصر البشري وسرعة المعالجة بما يعطي قوة لصانع القرار وقت الازمات . الى جانب  اليبانات الضخمة والتي تمثل الوقود الحيوي لكشف الامراض وتطوير العلاجات وتعزيز الاسثمار في المجال الطببي بما ينعكس على انخفاض تكلفة العلاج وسهولة الوصول الى الحالات المرضية .


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>