حيث اصبحت واقع العالم يشير الى ضخامة انتاج المعلومات ووفرتها بعد ان كان هناك تحديات في الحصول عليها وساهم في ذلك التطور في مجال الانترنت والاتصالات والشبكات الاجتماعية ، واصبحت المعلومات ترتبط بشكل كبير بهرم المعرفة والذي هو محور التقدم الانساني ، والذي لا ينفصل عن اهمية قاعدة ذلك الهرم وهي ما وراء البيانات الوصفية وهي المعرفة التي تتم في شكل بيانات يتم معالجتها ذاتيا عبر الكمبيوتر ثم سلم البيانات على ذلك الهرم والذي يحوي على الارقام والرموز ثم قاعدة المعلومات التي ترتبط بالحقائق حول المواقف والاحداث او الاشخاص ثم يتنقل بنا الهرم الى مرحلة تحول تلك المعلومات الى المعرفة والتي ترتبط بالفهم المترسخ في العقل بناء على تلك المعلومات المتحصلة ، ثم يتكور ذلك الى قمة الهرم وهي الحكمة والتي ترتبط بالقدره على توظيف المعرفة والخبرة في صنع القرار والسياسات . ويعد دور العنصر البشري مهم في بداية البيانات وصولا الى الحكمة .
ولكن ساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وخاصة في طوره التوليدي في المساهمة في معالجة وتحليل البيانات والمعلومات.وهو الامر الذي ساهم في احداث نقلة كبيرة في عمل الاجهزة المعنية بصنع القرار او بتحليل العمل الاستخباري او بتلك المعنية بالشئون الخارجية والامن القومي .وخاصة مع بروز تحديات جديدة لامن المعلومات كرافد للامن القومي سواء كانت تلك التحديات مرتبطة بعوامل ذاتية داخلية او فيما يتعلق بتحديات البيئة المحيطة الداخلية او فيما يتعلق بتاثير العامل الخارجي على امن المعلومات .
واضافت تلك التطورات لمفهوم "حرب المعلومات " إبعاد جديدة وخاصة مع صعود اهمية البيانات الشخصية كمؤثر متصاعد على الامن القومي في ظل هيمنة الشركات التقنية الكبري على الخدمات الرقمية ،وهي تلك الحرب التي تستخدم المجال السيبراني اما كعنصر في تعزيز القوة او عنصر مهدد للامن القومي . وتتعدد الأشكال التي تظهر بها حرب المعلومات والتي منها حرب القيادة والسيطرة وحرب الاستخبارات والحرب الالكترونية والحرب النفسية وغيرها ، وتعد المعلومات من اهم مكونات المجال السيبراني ولكنه يرتبط بعمل البنية التحية العملومات والبرمجيات المشغلة والموارد البشرية وحجم الاستثمار في الحماية والابداع والابتكار وانشاء مراكز البيانات المحوسبة .
وأصبح أمن المعلومات واحداً من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات والحكومات والتي تتطلب ادارة امن المعلومات وحمايتها وحوكمتها ، وبتأسيس بيئة رقابية مع ضمان توفير الحماية اللازمة للاصول المعلوماتية من المخاطر المختلفة.واهمية وضع خطة للتطوير المستمر لادارة المخاطر.
أصبح حماية المعلومات في عصر العولمة أمراً بالغ الاهمية من أجل ضمان استمرارية الاعمال، حيث إن التصدي للتهديدات الامنية لنظم المعلومات أصبح تحدياً يواجه العديد من المنظمات، فأمن المعلومات الذي يعني بتأمين المعلومة والحفاظ على سرية ونزاهة المعلومات وتوافرها فقط ولكن أيضاً بتأمين البنية التحتية التي يسهل استخدامها من أجهزة وبرمجيات وعوامل بشرية ومادية.
وهوالامر الذي يتطلب اهمية تحديد المفاهيم الأساسية المرتبطة بأمن المعلومات، ودراسة أوجه الاختلاف بين إدارة أمن المعلومات وحوكمة أمن المعلومات وما بين المعلومات والبيانات ،و الفهم الجيد لإدارة أمن برامج نظم المعلومات وكيفية تطبيقها وتنفيذها داخل المؤسسات المعنية ،ومعرفة سياسة أمن المعلومات التي تعبر عن المبادئ والأنظمة والمنهجيات والتقنيات والادوات التي أنشئت للحماية،
ويضاف الى ذلك معرفة إجراءات أمن المعلومات المرتبطة لتنفيذ العمليات والأنشطة القائمة على أساس الاحتياجات الموضحة في سياسة أمن المعلومات ومعرفة متطلبات حوكمة المعلومات من خلال إرساء ودعم أمن تكنولوجيا المعلومات لضمان أن أهداف الاعمال ومتطلبات أصحاب المصلحة لحماية المعلومات يتم الوفاء بها باستمرار وإنشاء بيئة رقابية ملائمة للحفاظ على سرية وتكامل وتوافر المعلومات.
وذلك من اجل تحقيق أهداف برنامج امن المعلومات والتي تشمل سرية المعلومات وتكاملية المعلومات وإتاحة المعلومات .وذلك وفق مكونات برنامج أمن المعلومات والتي تشمل سياسة امن المعلومات للمنظمة ، والامن التنظيمي، تصنيف الاصول ومراقبتها ، امن الموارد البشرية ، الامن المادي والبيئي ، التحكم في الاصول ، ادارة الاتصالات والعمليات ، تطوير النظام وصيانته ، ادارة استمرارية الاعمال ، والامتثال .
وهناك متطلبات لمعرفة حماية أمن المعلومات والمخاطر والتهديدات المرتبطة بها مثل حرب المعلومات وانماطها وخصائصها وتحدياتها وفرص مواجهتها وخصائصها، والمفاهيم المرتبطة به وصيرورة تطوره وأنماط حروب المعلومات وأجيالها ومجالات تطبيقاتها في العصر الرقمي ،وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية بامن المعلومات وتعزيز التعاون بين كافة اصحاب المصلحة واهمية الوعي كركيزة اساسية لمواجهة الحروب المعلوماتية وخاصة في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي
والاهمية الاستراتيجية لامن المعلومات وابعادها الاقتصادية والثقافية والامنية والسياسية. وطبيعة السياسات والإجراءات لتعزيز امن المعلومات وإدارتها لتحقيق أهداف برنامج امن المعلومات وطبيعة مكوناته. واهمية تشكيل فريق إدارة أمن المعلومات وتنسيق إدارة أمن المعلومات و مراجعة أمن المعلومات والتواصل والرقابة وتقييم إدارة أمن نظم المعلومات وادارة الأزمات المعلوماتية وتحسين طرق الاستجابة لها والمرونة والصمود في مواجهتها .
|