شركة اسرائيلية جديدة متورطة في انتهاكات للامن السيبراني

12-03-2023 05:03 PM - عدد القراءات : 216
كتب د.عادل عبد الصادق *
كشفت منصة " إيكاد" عن تجسس شركة أمنية إسرائيلية لها مقر في الولايات المتحدة ومقر أخر في إسرائيل باسم NovoShield.على سكان قطر، عبر استخدام إعلانات موجهة وكثيفة عبر تطبيق إنستجرام، وهدفت الى تجمع من خلالها البيانات الشخصية والبريد الإلكتروني وأرقام الهواتف. واستهدفت الاعلانات الوهمية الفئة العمرية 25 سنة فما فوق، وتستخدم صور إعلاميين ومؤثرين من داخل قطر لإضفاء المصداقية وجذب المستخدمين.
شركة اسرائيلية جديدة متورطة في انتهاكات للامن السيبراني
 في الواقع أن مثل هذه الأنشطة التي تقوم بها شركات إسرائيلية في مجال التجسس ليس بجديد فهناك نشاط محموم من قبل أسرائيل في مجال التجسس عبر استخدام تقدمها التقني في تحقيق أهداف استخباراتية ..والتي تتم اما عبر الشركات التقنية أو عبر ازرعها الاستخباراتية .
ولعل أزمة شركة بيجاسوس المتورطة في التجسس مازلت ماثلة للعيان وهو ما يعني أنه عندما يتم الكشف عن تورط أحدي الشركات يتم استخدام شركات أخري كبري كواجهه أو بتدشين شركات أخري تعمل بأسماء مختلفة في بلدان أما ذات علاقات استخباراتية قوية مع إسرائيل أو عبر دول رخوة تعاني من اضطرابات.
ويعبر ذلك عن صراع الاستحواذ علي البيانات الشخصيه والتي أصبحت نفط القرن الحادي والعشرين ووقود الزخم الكبير في مجال التقدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ،والذي يشهد تنافس كبير بين الشركات التقنية الكبري من جهة وبين الدول الكبري من جهة أخري مثل حالة الصين والولايات المتحدة .
وقد اتاحت المنصات الرقمية فرصة كبيرة لتحقيق عدة مزايا استراتيجية فهي اولا تستطيع التواصل الكثيف والعميق بين الكتلة الحرجة من الشباب والمراهقين ومن ثم التأثير في ميولهم واتجاهاتهم ومن ثم التأثير في الرأي العام وصناعة القرار.
ثانيا ،ان هذه المنصات الرقمية علي الرغم من أنها تقدم خدماتها بشكل مجاني إلا أنها تعتمد علي الاعلانات الرقمية كمصدر للدخل والأرباح لها ومن ثم تعتمد اما الي بيع تلك البيانات الشخصيه للمستخدمين الي شركات تجارية أو يتم تسريبها الي جهات استخباراتية .
ثالثا ،ان التقدم في مجال الخوارزميات يساعد تلك المنصات في تصنيف المستخدمين وفق الاتجاهات أو الميول أو استهلاك المحتوي الرقمي ومن ثم تحقيق أكبر استفادة من الاعلانات المستهدفة .
رابعا، تحول الاعلانات عبر تلك المنصات من السعي الي تحقيق أهداف تجارية كالترويج للسلع والخدمات للشركات المنتجة الي التسويق السياسي أو الفكري لاتجاهات او افكار جديده تخدم من يقف وراء تسويقها ، ولعل أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016 والتي استخدمت اعلانات الفيس بوك للترويج للرئيس ترامب . وهو الأمر الذي دفع ميتا الي وضع شروط حول استخدام الاعلانات السياسية .
خامسا ، خطورة تطبيق الخوارزميات والتي تحدد طرق وتصنيف البيانات الي جانب  توظيف ملفات الارتباط وهي الآثار التي يتركها المستخدم عبر الهاتف بعد نشاطه عبر الانترنت .
ويساهم ذلك في تشكيل دوائر مغلقة أو فقاعات تجعل المستخدمين محاصرين بإعلانات محددة وعدم السماح بانفتاح علي آراء مختلفة باتجاهات المستخدمين ،وهو ما يجعل هؤلاء وبخاصة من المراهقين أسري لتسويق أفكار أو اتجاهات معينة وبخاصة عبر تيك توك أو انستجرام.
سادسا ، أن حالة الدمج في الخدمات الرقمية وقيام التطبيقات بالربط بين ارقام الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني والحسابات عبر المنصات الرقمية ناهيك عن موافقة المستخدمين علي الولوج الي الكاميرات أو الميكروفونات ، وتمثل تلك الأدوات حالة غير مسبوقة في تجميع البيانات الشخصيه وتصحيحها وتحسين جودتها ومن ثم تحسين طرق توظيفها.وتدفع تلك المتغيرات الي أهمية الوعي بها واتخاذ خطوات عملية ، لعل أهمها ،
اولا ، إدراك  أهمية تنظيم المحتوي عبر المنصات الرقمية وذلك عبر تحديث الأطر التشريعية .
وذلك الي جانب تفعيل قوانين حماية البيانات الشخصيه .
ثانيا ,أهمية رفع الوعي بحماية البيانات الشخصيه في حالة استخدام المنصات الرقمية .
ثالثا ,تحديث الاستراتيجية الوطنية للامن السيبراني لمواكبة التغيرات المستمرة في المخاطر السيبرانية وبخاصة فيما يتعلق بالخصوصية ..
رابعا، أهمية التعامل مع الجبل الجديد وبخاصة جيل Z وأهمية الأنشطة الاجتماعية والفنية والثقافية لجذبهم للتفاعلات الاجتماعية التي تنمي شخصياتهم بشكل متوازن ..
 خامسا ،الدفع بأهمية التقدم في مجال استخدام منصات رقمية التي تقدم اشتراكات لها وبدون التعرض للاعلانات وجعلها رخيصة ومناسبة .


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>