«أبل» تحشد أدوات جديدة في «حرب صامتة» ضد جوجل

30-01-2023 06:57 AM - عدد القراءات : 163
كتب باتريك مكجي من سان فرانسيسكو FINANCIAL TIMES
تعكف "أبل" على خطوات لفصل نظام تشغيل هواتفها عن الميزات المقدمة من "ألفابت"، الشركة الأم لجوجل، وهي تحقق تقدما في مجال الخرائط والبحث والإعلانات، الأمر الذي يضع عملاقتي التكنولوجيا في مسار تصادمي.
«أبل» تحشد أدوات جديدة في «حرب صامتة» ضد جوجل


ظلت مجموعتا وادي السيليكون تتنافسان في سوق الهواتف الذكية منذ استحوذت جوجل على نظام تشغيل أندرويد وجعلته رائجا في العقد الأول من الألفية.
ستيف جوبز، المؤسس المشارك لـ"أبل"، وصف أندرويد بأنه "منتج مسروق" قلد "آي أو إس"، برنامج الهواتف الخاص بشركة أبل، ثم أعلن "حربا نووية حرارية" على جوجل، وأطاح بإيريك شميدت، الرئيس التنفيذي لشركة البحث آنذاك، من مجلس إدارة أبل في 2009.
هدأت المنافسة منذ ذلك الحين، لكن بحسب مهندسين سابقين في أبل، منذ ذلك الحين وشركة آيفون تحمل ضغينة على جوجل.
قال أحدهما، إن أبل لا تزال في "حرب صامتة" ضد منافستها اللدود. وهي تخوض هذه الحرب من خلال تطوير ميزات يمكن أن تسمح لها بفصل منتجاتها من الخدمات المقدمة من جوجل، لم ترد أبل على طلبات للتعليق على الموضوع.
الجبهة الأولى في هذه الحرب هي وضع الخرائط، التي بدأت في 2012 عندما أطلقت أبل "مابس"، ما أدى إلى إقصاء تطبيق منافستها جوجل كبرنامج يتطلب التحميل المسبق.
كان من المفترض أن تكون تلك الخطوة لحظة براقة تعبر عن البراعة في برنامج أبل، لكن الإطلاق كان مليئا بالثغرات – مثلا، بدت بعض الجسور مشوهة وكانت غارقة في المحيطات – حتى أن تيم كوك، الرئيس التنفيذي، قال: "آسف للغاية بسبب الإحباط الذي سببه هذا لعملائنا".
مع ذلك، تحسنت خرائط أبل بشكل ملحوظ في العقد السابق. أعلنت الشركة بداية هذا الشهر عن "بزنس كونيكت"، ميزة تسمح للشركات بالحصول على موقعها الرقمي، ما يمكنها من التفاعل مع المستخدمين وعرض الصور وتقديم العروض.
هذا تحد مباشر لخرائط جوجل، التي تشترك مع منصة يلب للتوصيات، في تقديم معلومات مشابهة وتحقيق أرباح من الإعلان ورسوم الإحالة.
أكثر من ذلك، تستفيد "بزنس كونيكت" من نظام تشغيل أبل لتعطي مستخدمي "آي أو إس" ميزات فريدة، مثل الاندماج السلس مع "أبل باي" أو "بزنس شات"، الأخيرة أداة محادثات نصية للتجارة.
قالت كوري منشباك، الرئيسة التنفيذية لـ"بلو كونيك"، وهي منصة بيانات عملاء: "أبل في وضع يؤهلها للانفصال عن جوجل أكثر فأكثر، تحت شعار خصوصية المستهلك".
الجبهة الثانية في المعركة هي البحث. نادرا ما تناقش أبل منتجاتها في مرحلة التطوير. عملت الشركة طويلا على ميزة تسمى داخليا "بحث أبل"، وهي أداة تتيح "مليارات عمليات البحث" في اليوم، وفقا لموظفين يعملون على المشروع.
يعود فريق بحث أبل إلى 2013 على الأقل، عندما استحوذت على "توبسي لابس"، شركة ناشئة أجرت فهرسة لتويتر لتمكين عمليات البحث والتحليل. تستخدم هذه التكنولوجيا في كل مرة يسأل فيها أي مستخدم لآيفون مساعد أبل الصوتي "سيري" عن أي معلومة، أو يكتب استفسارا عن طريق الصفحة الرئيسة، أو يستخدم ميزة بحث أجهزة ماك "سبوتلايت".
تعزز بحث أبل بشرائها لشركة ليزرلايك في 2019، وهي شركة ذكاء اصطناعي ناشئة أسسها مهندسون سابقون في جوجل وصفوا مهمتها بأنها تقديم "معلومات عالية الجودة ووجهات نظر متنوعة عن أي موضوع من الشبكة بأكملها".
قال جوش كونيج، كبير المسؤولين الاستراتيجيين في بانثيون، منصة عمليات المواقع الإلكترونية، إن أبل يمكن أن تستحوذ بسرعة على جزء من حصة جوجل البالغة 92 في المائة في سوق البحث، من خلال عدم جعل جوجل الإعداد الافتراضي لمستخدمي آيفون البالغ عددهم 1.2 مليار.
أضاف: "إذا تمكنت أبل من بناء شيء بجودة جوجل التقليدي – جوجل في 2010 عندما كان محرك بحث بسيط أقل توجها نحو عائد الإعلانات – فقد يفضل الناس ذلك".
لكن ذلك سيكون مكلفا. تدفع "ألفابت" لـ"أبل" ما بين ثمانية و12 مليار دولار سنويا ليكون جوجل محرك البحث الافتراضي على "أي أو إس"، وفقا لوزارة العدل الأمريكية.
مع ذلك، إقصاء جوجل من آيفون وطمأنة المستخدمين بأن استفساراتهم على الشبكة لن تتسرب إلى وسطاء بيانات تابعين لجهات خارجية، يتماشى جيدا مع تغييرات برامج أبل التي تركز على الخصوصية والحملة التسويقية – مع احتمال تحقيق ضرر كبير لأعمال جوجل.
منذ أعلنت عن سياسة الخصوصية في نيسان (أبريل) 2021، التي منعت شركات مثل فيسبوك وسناب من بناء ملفات المستخدمين بسهولة وتتبع إجراءاتهم من تطبيق إلى آخر، انهارت الأسهم في الشركتين بنسبة 58 و84 في المائة، على التوالي.
قال أنشو شارما، الرئيس التنفيذي لمنصة سكايفلو لخصوصية البيانات: "ربما لا يزال جوجل محرك بحث أفضل، لكن إذا أردت البحث عن احتمال إصابتك بالسرطان، من ستفضل أن يحصل على تلك المعلومة؟".
الجبهة الثالثة في معركة أبل قد تكون الأكثر كارثية، وهي طموحاتها في الإعلان عبر الإنترنت، حيث تحقق "ألفابت" أكثر من 80 في المائة من إيراداتها.
في الصيف الماضي، نشرت أبل إعلانا على صفحتها الخاصة بالوظائف طالبة شخصا "يقود تصميم منصة جانب الطلب الأكثر تطورا والأكثر خصوصية قدر الإمكان". منصة جانب الطلب هي أداة شراء وسائط رقمية تسمح للمعلنين بشراء مخزون إعلانات على بورصات متعددة.
أشار إعلان الوظيفة إلى رغبة "أبل" في بناء شبكة إعلانية جديدة، من شأنها أن تعيد تشكيل طريقة توصيل الإعلانات لمستخدمي آيفون وتبقي وسطاء بيانات الجهات الخارجية خارج الأمر.
شغل المنصب كيث ويزبيرج في أيلول (سبتمبر) بوصفه مديرا لمجموعة إدارة المنتجات للمنصات الإعلانية. كان ويزبيرج، الذي قضى عقدا في جوجل ويوتيوب، كبير مديري المنتجات في منصة جانب الطلب في "أمازون".
قال أندرو ليبسمان، محلل في "إنسايدر إنتليجنس"، إن تحرك أبل على ثلاث جبهات جعل موقع ألفابت داخل "أي أو إس" يبدو "أكثر عرضة للخطر مما كان عليه من قبل".
"يتم تحفيز أبل بشكل متزايد للدخول في مجال البحث أثناء بنائها ذراعها الإعلانية. البحث هو المفتاح لمجموعة ضخمة من بيانات الطرف الأول، وهذه هي ساحة المعركة الجديدة لمستقبل الإعلان الرقمي".



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>