قلق وترقب من شركات الاتصالات لوصول مكاسب 5G

27-11-2022 11:44 AM - عدد القراءات : 142
كتب آنا جروس من لندن FINANCIAL TIMES
لا يستطيع بعض الناس مقاومة الحصول على أحدث أدوات التكنولوجيا. المسؤولون التنفيذيون في مجال الاتصالات ليسوا استثناء، خوفا من الخسارة أمام منافسيهم.
 قلق وترقب من شركات الاتصالات لوصول مكاسب 5G


في الأعوام الأخيرة، أنفقت شركات الاتصالات مئات المليارات على الطيف الترددي والبنية التحتية للجيل الخامس من الاتصالات المحمولة 5G. يزداد القلق الآن بشأن ما إذا كان عدد كاف من الناس سيدفعون للخدمات التي استثمروا فيها بكثافة.

حتى الآن، لم يصدر مستهلكو الإلكترونيات بشكل يومي قرارا بعد، فهم يحسبون التكاليف والمنافع من التنزيل الأسرع والنطاق العريض. في الوقت نفسه، بدأت استخدامات مؤسسة التكنولوجيا – من شبكات 5G الخاصة إلى ما يسمى "التوائم الرقمية"، التي تحاكي العالم الحقيقي – في شق طريقها ببطء إلى وعي الشركات، على الرغم من أنها بعيدة عن أن تكون سائدة في أي سوق.

وفقا لسانجيف جوسين، المدير العام لشركة فيرايزون بزنس لتزويد خدمات الاتصالات "الآن يدور الموضوع حول شرح فن الإمكانات".

لكن مجموعات الاتصالات تضررت من قبل. على الرغم من أنها استثمرت بكثافة في تطوير البنية التحتية للجيل الرابع 4G – يمكن القول إنها أكبر قفزة تطورية في الهواتف المحمولة حتى اليوم، التي جلبت بث فيديو عالي الجودة وتطبيقات فورية للهواتف الذكية – ذهب الجزء الأكبر من الأرباح إلى شركات مثل أبل، نتفليكس، وجوجل، التي بنت التطبيقات التي اعتلت سقالة 4G.

لا تعد هذه تجربة تحرص مجموعات الاتصالات على تكرارها – لكن خليفة 4G تشكل بعض التحديات الصعبة.

مع إبقاء المنافسة الشديدة أسعار منتجات 5G منخفضة، يحاول المشغلون استعادة جزء من استثمارهم في البنية التحتية عن طريق إقناع المستهلكين بنطاقات تعريفية أعلى تقدم بيانات أكثر، لكن أزمة تكاليف المعيشة العالمية قد تقوض هذه الاستراتيجية، خاصة أن الفوائد التي تقدمها المنتجات الجديدة قليلة في الأغلب مقارنة بالقديمة.

قال ويليام هير، محلل في شركة أومديا لأبحاث التكنولوجيا، "لا يوجد تطور على الإطلاق"، مقارنة بظهور الهواتف الذكية الضخم في أوائل 2010. أضاف، "هاتف آيفون الذي تشتريه الآن لا يختلف في الواقع عن الهاتف الذكي الذي اشتريته قبل خمسة أعوام. تباطأ الابتكار بشكل كبير".

حتى في أسواق جنوب شرقي آسيا التي طرحت 5G أسرع كثيرا من معظم الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية، بدأ طلب المستهلكين على هواتف 5G الذكية يتراجع الآن. في الربع الثاني من هذا العام كان هناك انخفاض بنسبة 7 في المائة في شحنات أجهزة 5G، إلى 24.5 مليون، وفقا لتقرير أخير من كاناليس، وهي شركة تحلل أسواق التكنولوجيا.

"انخفضت الضجة حول 5G، وتحول الطلب إلى جوانب عملية أكثر من الهواتف الذكية مثل عمر البطارية، والتخزين، وسرعة المعالج، وجودة الكاميرا"، حسبما قال تشيو لي شوان، محلل في كاناليس. أضاف، "يشعر الجميع بالأزمة ولم تتبين استعمالات 5G العملية بعد"، مجادلا بأن سرعات 4G كافية للاستخدام اليومي في معظم الحالات.

مع ذلك، بعض العوامل التي تؤدي إلى تباطؤ الطلب مؤقتة – ثقة مستهلك أقل في ظل التضخم المرتفع – ويتوقع أن تنمو سوق 5G للمستهلك عبر آسيا في الأعوام المقبلة.

قد يكون جزءا من المشكلة هو أن عددا قليلا نسبيا من المشغلين طرحوا أكثر إصدارات 5G تطورا، الذي يسمى "5G المستقل"، حيث تستخدم نواة الشبكة أحدث تكنولوجيا. وفقا لشركة أومديا، أطلق أكثر من 200 مشغل حول العالم خدمة 5G لكن فقط نحو 30 منهم أطلق 5G المستقل.

يقول المشغلون إن 5G لم يتعلق أبدا بالاستخدامات الجديدة المبهرة التي سيقدمها للمستهلكين – فائدته الوحيدة هي التحسينات التي يمكنه تقديمها للأعمال التجارية. تعد "التوائم الرقمية" أحد التطبيقات التي يتم الترويج لها في هذا الصدد – بيئة سحابية تحاكي بشكل أساسي العالم الحقيقي.

أخذ كميات كبيرة من البيانات من البيئة الحقيقية ومعالجتها بسرعة البرق يمكن أن تتيح للشركات اتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية تحسين أماكن العمل وتحسين الطرق التي تتم بها ممارسته. ورغم وجود مفهوم التوائم الرقمية منذ مدة، إلا أن ظهور 5G يمكن التكنولوجيا من التطور سريعا ويجعل فائدتها – في قطاعات التصنيع والموانئ والتعدين – أكثر وضوحا. لكن معظم المشاريع لا تزال في المرحلة التجريبية فقط.

الشبكات الخاصة هي أحد استخدامات 5G الأخرى التي يجري الترويج لها، حيث يتم تقديم الطيف الترددي مباشرة للشركات لتشغل شبكاتها الخاصة المستقلة.

يقول مشغلو الاتصالات الذين يقدمون هذه الخدمة إن الشبكات الخاصة تميل لأن تكون موثوقة وفعالة وآمنة أكثر من الشبكات العامة، وإن الأعمال التجارية الحريصة على تعزيز الإنتاجية وسط التكاليف المرتفعة تنجذب بشكل متزايد إلى هذا العرض.

تكمن المشكلة في أن هناك تهديدا حقيقيا من أن يتم الاستغناء عن شركات الاتصالات في كثير من هذه الأعمال. وفقا لشركة أومديا، بدأت دول عدة بما فيها الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، والهند بإتاحة طيف 5G الترددي للشركات لشرائه مباشرة من الحكومة، ولا تبيعه حصرا على مجموعات الاتصالات. يعني هذا في بعض الحالات أن الشركات يمكنها بكل بساطة أن توقع عقدا مع مورد معدات لبناء شبكاتها الخاصة.

يقول هير، "هناك فرصة حقيقية للاستغناء عن الوسيط".

لا تزال المعركة مستمرة بالنسبة لمجموعات الاتصالات التي ضخت كثيرا من الأموال في 5G، لإثبات أن هذه المرة هي أكثر من سيستفيد من أحدث أجيال تكنولوجيا الاتصالات.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>