ذا ميرج .. ثورة للبلوكتشين أم مجرد ضجيج آخر؟

19-09-2022 04:28 PM - عدد القراءات : 182
كتب سكوت شيبولينا من لندن FINANCIAL TIMES
في مؤتمر بلوكتشين فيوتشرست، الذي عقد في تورنتو أوائل آب (أغسطس)، وقف فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لإيثيريوم أمام جمهور متحمس لتقديم بعض الأخبار المهمة. قال للحشد: "الاندماج قادم، هذا جهد كنا نعمل عليه في الأساس خلال الأعوام الثمانية الماضية، ستتحول إيثيريوم أخيرا إلى نظام إثبات الحصة"، هتف الجمهور: "مرحى!".
ذا ميرج .. ثورة للبلوكتشين أم مجرد ضجيج آخر؟


إذا كان هناك شيء واحد يمتلكه مجتمع التشفير بوفرة، فهو الوعود. في التاريخ القصير نسبيا للأصول الرقمية- بدءا من بيتكوين في 2009- تتبع المؤيدون قائمة الابتكارات التي يمكن أن تحل مشكلة التضخم، كما يقولون، أو تحدث ثورة في الشركات، أو توفر شريان الحياة المالي للأشخاص الذين يعيشون في ظل أنظمة شمولية حول العالم.
ردا على ذلك، سلط منتقدو الصناعة غير المنظمة إلى حد كبير الضوء على صلاتها بالأنشطة الإجرامية وبصمتها الكربونية الضخمة، ناهيك عن الدمار المالي الذي تسببت فيه لكثير من الأشخاص المعرضين للخطر- وهم الأشخاص أنفسهم الذين يدعي ممثلو الصناعة في كثير من الأحيان أنهم يريدون مساعدتهم.
إن لدى المناصرين الآن فرصة لإثبات أن منتقديهم على خطأ، يلوح في الأفق ما يمكن القول إنه أكثر مشاريع العملات المشفرة طموحا حتى الآن، وهو ما يطلق عليه "ذا ميرج" "الاندماج". يصف المصطلح اللحظة التي يتم فيها دمج إيثيريوم بلوكتشين مع نظام يسمى بيكون تشين. إن إيثيريوم هي المنصة الأكثر شيوعا لأجزاء من ويب3- أو "الإنترنت الجديد" – وهو العالم الذي حاول دخول التيار السائد، كالرموز غير القابلة للاستبدال والتمويل اللامركزي.
عندما يحدث الاندماج، سيكون المسرح مهيأ لابتكارات تهدف إلى معالجة بعض من أقسى الهجمات على الصناعة. هذه مخاطر كبيرة لمشروع لم يسمع به معظم الناس خارج عالم العملات المشفرة- وكثير يفهمونه بشكل غامض فقط. إذا حدث الاندماج دون عوائق، فستتحول إيثيريوم من نظام "إثبات العمل" إلى نظام يعرف باسم "إثبات الحصة".
يتم الحفاظ على أمان أنظمة إثبات العمل مثل أنظمة بلوكتشين الخاصة ببيتكوين وإيثيريوم بواسطة حواسيب فائقة الأداء. وتتسابق هذه "الحواسيب الموصولة بالشبكة" مع بعضها بعضا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لحل العمليات الحسابية المعقدة من أجل التحقق من صحة كل كتلة جديدة من المعاملات المضافة إلى السلسلة. يدافع النظام ضد قدرة الحواسيب الموصولة الفردية على إفساد بلوكتشين، لكن النظام يتطلب أيضا قدرا هائلا من الطاقة لتشغيله. هذا يترجم إلى بصمة كربونية أكبر من أن يهضمها دعاة حماية البيئة، والمشككون في العملات المشفرة.
على النقيض من ذلك، في نظام إثبات الحصة، كالنظام الذي تتحول إليه إيثيريوم، لا تحتاج بلوكتشين إلى حواسيب فائقة الأداء لأمنها. بدلا من ذلك، يعمل الأفراد أو الشركات بصفتهم مصادقين، حيث يخزنون رموز الإثير "العملة الأصلية في بلوكتشين إيثيريوم" كضمان ضد السلوكيات السيئة. يتم تحفيزهم لفعل ذلك عن طريق المكافآت، بما فيها فرصة ربح عملات إيثر جديدة.
يرى بعض أن عملية الاندماج هي لحظة تاريخية من شأنها أن تنقل الاتجاه السائد للعملات المشفرة عن طريق الحد بشكل كبير من مستويات استهلاك الطاقة في الصناعة- يقدر حاليا أن المستوى السنوي لبلوكتشين إيثيريوم مرتفع مثل مستوى فنلندا. يقول أفيشال جارج، الشريك في شركة إلكتريك كابيتال: "هذه خطوة حاسمة جدا بالنسبة إلى البنية التحتية لتوسيع نطاقها بشكل حقيقي، من أجل أن تصبح إيثيريوم ما يمكن أن تصبح عليه- سوق رأسمال عالمية لا تطلب ترخيصا مفتوحة على مدار الساعة وطوال الأسبوع".
يصف نوم هورويتز، مهندس برمجيات في منصة ألكيمي لتطوير ويب3، الاندماج بأنه "أكبر إنجاز حتى الآن لإثبات أن المطورين يمكنهم تنفيذ خطتهم".
لكن بالنسبة إلى آخرين، يمثل هذا التحول خيانة للخصائص الأساسية لبلوكتشين- أن تكون التكنولوجيا مفتوحة وشفافة ولامركزية، ذات رقابة ذاتية حسب التصميم ولا تحكمها أي مجموعة من الأفراد. لن يحدث الاندماج ثورة في عالم ويب3 بأكمله، ولن يحل بشكل مباشر كثير من أكبر المشكلات، التي تواجه بلوكتشين إيثيريوم، مثل رسوم المعاملات المرتفعة وحركتها البطيئة.
مع ذلك، بعد أعوام من المباحثات، فإن الاندماج الناجح يهيئ على الأقل المشهد للابتكار المستقبلي، ولا سيما من خلال السماح لبلوكتشين إيثيريوم بتوسيع نطاق أحمال العمل الثقيلة والتعامل معها. هذه أخبار سارة للتطبيقات التي تبنى أعمالها على بلوكتشين، مثل سوق أوبن سي للرموز غير القابلة للاستبدال، أو المنصات اللامركزية لتداول العملات المشفرة مثل يونيسواب. تشارلز ستوري، رئيس قسم النمو في منصة فيوتشر، والذي يعمل في العوالم المتخصصة للتمويل اللامركزي وتقنية ويب3، متفاءل جدا.
يقول: "إنه أمر ضخم بالنسبة إلى إيثيريوم ومجتمع العملات المشفرة الأوسع، لأنه يفتح تطبيقات جديدة لن تكون ممكنة في النظام الحالي، ويزيد من قابلية التوسع ويحسن بشكل جذري كفاءة طاقة إيثيريوم، الطريق في أوله".
استنزاف الطاقة
على الرغم من الضجيج، فإن موضوع ما إذا كان الاندماج يبشر حقا بجعل مشاريع العملات المشفرة سائدة هو محل شك جدي. أدى الاضطراب الذي شهدته أسواق العملات المشفرة هذا العام إلى إفساد الحالة المزاجية: انهيار أسعار العملات المشفرة أدى إلى محو ما يقارب تريليوني تريليون دولار من قيمتها الإجمالية وعلقت شركات رأس المال المغامر التي تعتمد على تكنولوجيا بلوكتشين في خضم تبعاته.
أعلنت بعض أكبر الشركات في القطاع إفلاسها هذا الصيف، من ضمنها صندوق التحوط ثري أروز كابيتال ومنصة سيلسيوس للإقراض. هدد تراجع التقييمات في عالم التكنولوجيا بالوصول إلى نقاط أعمق في قطاعي العملات المشفرة والتكنولوجيا المالية.
إن إيثيريوم ليست تكنولوجيا بلوكتشين الوحيدة في هذا العالم. ستظل تكنولوجيات بلوكتشين الأخرى– مثل بلوكتشين بيتكوين- تستخدم أنظمة إثبات العمل بعد الاندماج. ووفقا لتقديرات جامعة كامبريدج، فإن تكنولوجيا بلوكتشين لبيتكوين تستهلك كثيرا من الطاقة لدرجة أنها لو كانت بلدا، فإنها ستحتل المرتبة الـ35 في العالم من حيث استهلاك الطاقة، متجاوزة بلجيكا وفنلندا.
لماذا تعد عملية الاندماج مهمة إذا كانت شبكات بلوكتشين الأخرى لا تزال تستهلك الطاقة وتضر بالبيئة؟ يدعي أليكس دي فريس، مؤسس موقع ديجيكونومست الإلكتروني، أن الدمج يمكن أن يقلل استهلاك الطاقة الحالي لإيثيريوم 99 في المائة تقريبا.
حتى إذا استمر سجل عملة بيتكوين المناخي القذر، فإن دي فريس يجادل بأن أي تقدم نحو جعل الصناعة خضراء أفضل من لا شيء: "لا يمكنك القول إننا قمنا بتنظيف عالم العملات المشفرة في حين لا يزال مسبب التلوث الأكبر موجودا، لكنني أود أن أقول إن هذه خطوة كبيرة في المستقبل على أقل تقدير، العالم الخارجي يحتاج أيضا إلى رؤية أن هذا ممكنا".
ستتأثر أيضا كثير من مشاريع "الطبقة الثانية" التي تم إنشاؤها على بلوكتشين إيثيريوم كالرموز غير القابلة للاستبدال ومنصات التمويل اللامركزية. يقول ألكش شاه، محلل العملات المشفرة والأصول الرقمية في بنك أوف أمريكا: "إن هذا يجعل إيثيريوم خضراء، وهو أمر مهم لأنه كان في الواقع حجر عثرة أمام اعتمادها. كثير من الأشخاص الذين ربما يستخدمون هذه الأصول الرقمية لولا ذلك لا يفعلون ذلك بسبب استهلاكها الكبير للطاقة والسلبيات على البيئة".
يقول إيلان سولوت، وهو شريك في شركة تاجوس كابيتال لرأس المال المغامر: "سيقلل ذلك بشكل كبير من البصمة الكربونية للصناعة بأكملها".
إذا نجحت عملية الاندماج في تحصين إيثيريوم من انتقادات دعاة حماية البيئة، فسيزداد الضغط على منافستها الرئيسة، بيتكوين. إذا كان في إمكان أحد أبرز أنظمة بلوكتشين أن يتخلى عن سمعته السيئة، فلماذا لا تفعل الأنظمة الأخرى الشيء نفسه أيضا؟
يقول بريستون فان لون، المطور الأساسي لمنصة إيثيريوم، الذي شارك في تأسيس شركة بريزماتيك لابز التي تضم فريقا من مهندسي البرمجيات المتفرغين لبناء نظام بلوكتشين لإيثيريوم، إن الاندماج لا يمكن أن يتحقق في القريب العاجل. "أشعر أن تكلفة الطاقة هي عائق أمام التوسع على نطاق عالمي فعلا، ولن يستخدمها الناس في حال عرفوا أن الطاقة التي تستهلكها مكلفة للغاية".
تبديل المحركات في منتصف الرحلة
كانت مشكلة انبعاثات الكربون عقبة أمام الجهود المبذولة لدفع تكنولوجيا بلوكتشين للمستخدمين من الأغلبية المستهدفة، كما يقول رايان وايت، الرئيس السابق لقسم الألعاب في يوتيوب، الذي يدير الآن شركة بوليجون ستوديوز للألعاب الرقمية على بلوكتشين. يقول إن الاندماج "يزيل العقبة تماما. بعد ذلك يمكنك التركيز على النقاط الأخرى، التي تؤثر في عملية ضم المليار مستخدم التالي إلى شبكة ويب 3".
لكن آخرين في الصناعة يقولون إن مشكلات منصة إيثيريوم من بطء المعاملات والرسوم المرتفعة، التي تفرضها ستستمر في استبعاد نظام بلوكتشين عن قيادة أي ثورة نحو ويب 3. "لا أفهم هذا الإصرار على استخدام شيء "إيثيريوم" لا يعمل جيدا في جوهره"، كما قال لارس سيير كريستنسين، الشريك المؤسس لبنك ساكسو، الذي يدير الآن نظام بلوكتشين يدعى كونكورديوم مبنيا على إثبات الحصة.
علاوة على ذلك، ليس هناك ما يضمن أن ينجح الاندماج من منظور تقني. وبدأت العملية بالفعل وستتم بمجرد التوصل إلى هدف تم تحديده مسبقا على بلوكتشين. ستكون عملية الاندماج تدريجية، تماما كشروق الشمس، وليست فجأة، كما يضاء المصباح.
قال إدوارد ماتشين، أحد كبار المحامين في شركة روبس آند جريز للبيانات والخصوصية والأمن السيبراني: "إن ذلك يشبه تغيير محركات الطائرة أثناء تحليقها تقريبا، هذا إنجاز هندسي ذو أهمية".
حتى لو نجحت اللحظة المنتظرة دون أي عوائق، فإن هناك كثيرا من المخاطر المرتقبة. الخطر الأول فهو نظري: يسمى "هجوم 51 في المائة". بعد الاندماج، سيتم تأمين نظام بلوكتشين لإيثيريوم من مجموعة من الأفراد بحكم رموز إيثر التي خزنوها. من الناحية النظرية، هذا يعني أن أي مجموعة من الأشخاص أو فرد واحد يسيطر على 51 في المائة أو أكثر من رموز إيثر، التي خزنوها على بلوكتشين سيتحكمون بشكل فعلي في النظام كله.
هذا السيناريو غير محتمل- لأسباب ليس أقلها أنه من المحتمل أن يكون امتلاك أكثر من نصف رموز إيثر المخزنة في بلوكتشين مكلفا للغاية. لكن أيضا لأن المهاجمين سيفقدون حيازاتهم، التي خزنوها إذا حاولوا التدخل في السلسلة. يقول شاه: "أعتقد أن أنظمة بلوكتشين الصغيرة قد تكون أكثر عرضة لخطر حدوث ذلك".
لكن الخطر ما زال قائما، وشهد المشككون حالات كثيرة من الاختراقات والانهيارات تمنعهم من تجاهله. يقول ناقد العملات المشفرة ليرون شابيرا: "هذا اختبار عالي المخاطر، لن يظهر المخترقون حتى يتم تشغيل المنصة". فيما يقول ناقد آخر، وهو مهندس البرمجيات ستيفن ديل، إن مثل هذه المخاطر هي التي تجعل الأشخاص، الذين يفكرون في الاستثمار في أسواق العملات الرقمية يتأنون، لأن "هناك مخاطر أساسية في النظام الأساسي نفسه حيث، على عكس ما يحدث مع السلع المادية، يمكن أن تتلاشى الأصول المشفرة ببساطة بسبب وقوع أحداث تقنية غير متوقعة".
لكن المشكلة الأكثر إلحاحا تتمثل في المخاطر ضئيلة الاحتمال لسلسلة كاملة من آليات السوق، التي لم يتم اختبارها بعد في الواقع. "البشر سيئون جدا في تقدير قيمة المخاطر ضئيلة الاحتمال. أعتقد أن معظم الناس ربما لا يفكرون فيها، ويوجد كثير من المخاطر هنا"، كما يقول جارج من شركة إلكتريك كابيتال.
الخوف الوجودي
إن أكثر ما يشغل كثيرا من مؤيدي إيثيريوم هو المسألة الوجودية، التي يشكلها نهج إثبات الحصة على "اللامركزية" - وهو مبدأ مقدس بين أنصار بلوكتشين.
ووفقا لموقع التحليلات الشهير ديفاي لاما، يمتلك نظام بلوكتشين لإيثيريوم أكثر من 50 في المائة من القيمة الإجمالية لصناعة التمويل اللامركزية، التي تدعم المعاملات المباشرة بين الأفراد، وتهدف إلى التخلص من الحاجة للوسطاء من الجهات الخارجية مثل البنوك أو الوسطاء. مثل أنظمة بلوكتشين الأخرى، من المفترض أن تكون إيثيريوم محصنة ضد الرقابة. إنها مصممة للوقف في وجه الأفراد أو الكيانات القوية، التي تسعى إلى ممارسة السيطرة على المشاركين الآخرين.
لكن في حلتها الجديدة، حيث ستحميها مجموعة من الأفراد أو الشركات، ستفقد إيثيريوم هذه الاستقلالية. يقول ماشين: "لدينا منارة ساطعة للامركزية، ولكنها في النموذج الجديد ستكون أكثر مركزية مما يتصوره الناس".
باتت هذه المشكلة أكثر وضوحا بعد أن فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية "أوه إف إيه سي" الشهر الماضي عقوبات ضد تورنيدو كاش، وهي منصة مبنية على نظام إيثيريوم، حيث اتهمتها الحكومة بتسهيل عمليات غسل لعملات مشفرة بالمليارات. قال أقوى أنصار للعملات المشفرة إن المعاملة الصارمة التي تمارسها الحكومة ستثبت عدم فاعليتها ضد "العقود الذكية"– وهي برامج حاسوبية مصممة لأتمتة المعاملات- التي تعمل على المنصات اللامركزية. لكن في النهاية، أثبتت العقوبات فعاليتها. في الأسابيع التي تلت استهداف منصة تورنيدو كاش، تراجع حجم المعاملات على المنصة.
لا بد أن مصدر القلق هذا قد خطر على بال الأوصياء على إيثيريوم في المستقبل، ومنهم البورصات مثل "باينانس" و"كوين بيس" ومنصة ليدو فاينانس. في الشهر الماضي، قال الرئيس براين أرمسترونج، التنفيذي لبورصة كوين بيس، إنه من المرجح أن تتخلى البورصة عن أعمال التخزين قبل أن تفرض الرقابة على الشبكة.
بصفة هذه الكيانات وصية على شبكة إيثيريوم، سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستتحقق من صحة كتل من المعاملات ومعالجتها التي قد تشمل معاملات قادمة من كيانات خاضعة للعقوبات مثل منصة تورنيدو كاش. لكن هذا لا يبدو مثل النظام المثالي المقاوم للرقابة، الذي تصوره المثاليون- على الرغم من أن منتقدي بيتكوين يشيرون إلى أن تركز المعدنين "الذين تتركز إقامتهم في بلدان معينة مثل الولايات المتحدة وروسيا بشكل كبير" في أنظمة بلوكتشين تلك يرقى أيضا إلى مستوى النظام المركزي.
إذا كان الاندماج يؤذن بعصر جديد من المركزية، فقد يضطر هؤلاء المثاليون إلى حزم أمتعتهم والرحيل. قال جيف دورمان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أركا لإدارة الأصول: "إذا كان الناس يشعرون بالقلق، فليرحلوا إلى مكان آخر".
هناك سبب آخر يدعو للتفاؤل، منذ يوليو، بدأ سعر عملة إيثر في الانتعاش- وكذلك العملات المشفرة الأخرى الشائعة– بشكل جزئي، ما أعطى المستثمرين شعورا بالراحة بعد بضعة أشهر من الاضطرابات. إطلاق بلاك روك، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، صندوقا خاصا الشهر الماضي بعملة بيتكوين يشير إلى أن الصناعة المتعثرة ربما كانت تهيئ نفسها لدورة قادمة من السوق الصاعدة.
إذا كان سعر الأصول الرقمية- وبشكل أكثر تحديدا عملة إيثر، ينبغي أن ينتعش، فمن المحتمل أن يكون نظام بلوكتشين بعد عملية اندماج إيثيريوم أحد أكبر المستفيدين من اتجاه تصاعدي آخر. يقول دورمان: "أحب أن أطلق عليها اسم الصناديق المتداولة في البورصة المخصصة للكسالى. من خلال امتلاك عملة إيثر، لديك الآن انكشاف على العملات المشفرة المربوطة بأصول أخرى، وانكشاف على الرموز غير القابلة للاستبدال، وكذلك على التمويل اللامركزي".
مع ذلك، فإن دورمان غير مقتنع بأن الاهتمام الكبير بالتمويل اللامركزي سيحدث بالضرورة بعد الاندماج. يشعر أن هذا "موضوع حديث آخر". قال: "هل يريد الناس الحصول على قروض من خلال التمويل اللامركزي عوضا عن الذهاب إلى البنك؟ هل يريد الناس تداول المقتنيات الرقمية عوضا عن تداول بطاقات البيسبول التقليدية أو الطوابع؟ كل هذه العوامل، نمو المستخدم ونمو المعاملات ونمو الحجم، مستقلة عن الاندماج".
في النهاية، ستتضح الإجابات عن هذه الأسئلة بمجرد حدوث الاندماج. تم إجراء كثير من عمليات الاندماج التجريبية على "شبكات بلوكتشين تجريبية"- هي في الأساس بلوكتشين غير مشغلة- وكان آخرها قد تم الشهر الماضي. لكن لا يوجد شيء يشبه ما سيحدث على أرض الواقع.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>