قارب نجاة
ولدت "بتكوين" في هذه البيئة واكتسبت ثقة عالمية بين عشاق التقنية والأشخاص المكبوتين مالياً والأشخاص المشككين بالحكومة والبنوك. كانت "بتكوين" قارب نجاة للأشخاص الذين ألقت بهم السفينة الحكومية في البحر، وكذلك الأمر بالنسبة لعموم الناس إن تسبب افتقار النظام المالي التقليدي لمرساة بغرقه. إن قوارب النجاة لا تحتاج إلى مراسي.
رغم ذلك اكتسبت "بتكوين" مع نمو قيمتها وتقبلها مرساة اقتصادية أولية على شكل إيمان بأن بعض العملات الرسمية والمؤسسات المالية لن تكون جذابة لعدد كافٍ من الأشخاص، ما يخلق طلباً كبيراً على معاملات ومدخرات "بتكوين". أصبحت مرساة قيمة "بتكوين" في وقت لاحق، لأن مشاريع العملات المشفرة تقدم خدمات حقيقية للعملاء الراغبين بها، إيماناً بأنها ستكون مخزناً رئيسياً للقيمة بالنسبة للاقتصاد المشفر، وعملة صرف رئيسية مع النظام المالي التقليدي.
كان تقدم الاقتصاد المشفر كما هو متوقع على مدى العامين الماضيين، دون اختراقات أو نكسات كبيرة. كان النظام المالي التقليدي هو الذي انقلب رأساً على عقب بسبب الوباء وعمليات الإغلاق ومشاكل سلاسل التوريد والسياسات المالية الجريئة والسياسات النقدية المتساهلة والخلل السياسي والتهديدات بالحرب. لذا يبدو لي أن التقلب في عدد الدولارات التي سيدفعها الأشخاص مقابل "بتكوين" يرتبط بعدم اليقين بشأن القيمة طويلة الأجل للدولار أكثر من إعادة تقييم آفاق قطاع التشفير والاقتصاد. عندما ينخفض سعر "بتكوين" مقابل الدولار، فإن ذلك لا يبوح بالكثير عما إذا كانت "بتكوين" رخيصة أو باهظة الثمن، لكنه يشير إلى أن الناس يثقون أكثر بالدولار، ربما بسبب تشديد السياسة النقدية المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي وانخفاض التوقعات بشأن الإنفاق الحكومي وانحسار الوباء والمخاوف من اندلاع حرب.
الدولار هو الملك.. لكن سعره مبالغ فيه
تقدم الأسواق المالية الرئيسية آراءها حول مثل هذه الأشياء عبر أسعار الفائدة، وتَقلُّب الأسهم وأسعار الصرف ومعدلات التوازي مع التضخم. هذه مؤشرات جيدة لوجهات النظر المتوسطة. تساعدنا أسواق "بتكوين" والعملات المشفرة على فهم آراء على غرار مجموعة الـ 5% من المعارضين والمتشككين وخبراء التقنية والمكبوتين مالياً. سيستمع الحكماء من معشر المستثمرين لكلا الصوتين.