مضت سنة لم تظهر فيها على قائمتي، لكن عادت هذه الشركة صاحبة التجاوزات المتكررة إليها بفضل سلسلة مذهلة من قرارات علاقات عامة غبية، وأخرى حصيفة.
بدأت حين قال ممثل عن الشركة، إنَّ "بيلوتون" لم تكن تعرف أنَّ "مستر بيغ" سيموت بعد استخدام دراجتها الرياضية حين سمحت لأحد مدربيها بالظهور في المسلسل اللاحق لمسلسل "الجنس والمدينة" (Sex and the City).
كان ذلك أول أخطائها القاتلة، والتورية هنا مقصودة. هبط سعر سهمها 11.3% إلى أدنى مستوى في شهر. الدرس المستفاد هنا؛ هو أن تمسك بمعرفة الخطوط الدرامية للرواية قبل الموافقة على طرح منتج أو ظهور ضيوف في المسلسل.
بعدها جاءت بعض الحركات الذكية، فقد قالت الشركة، إنَّ نمط حياة شخصية "مستر بيغ" الروائية هو السبب وراء مرض القلب، ويرجح أنَّ التدريبات الرياضية قد أطالت عمره. في حين أنَّه من سوء حظ شركة "بيلوتون" أنَّ غيابها بعد النظر قد جعلها في حاجة لاستخدام تلك الحجة خدمة لمصلحتها في المقام الأول، فقد كانت أيضاً حجة سليمة. نشرت "بيلوتون" بسرعة إعلاناً مع الممثل كريس نوث، الذي كان يلعب دور مستر بيغ، إلى جانب مدرب الشركة الذي يقول: "إنَّه حي". امتدح النقاد هذا الإعلان، فارتفع سعر سهمها بأكثر من 7%.
مستثمرو "بيلوتون" يتصبّبون عرقاً
ثم أتى المنعطف الأخير؛ إذ اتهمت امرأتان نوث بالاعتداء الجنسي عليهما، والذي أنكر هذه المزاعم. سحبت "بيلوتون" الإعلان. الدرس الثاني في القصة؛ هو أنَّ عليك التدقيق حول أي موظف أو شريك محتمل قبل العمل معه. إن لم يُنشر ذلك الإعلان بتلك السرعة، كان يمكن أن تكتشف الشركة هذه المشاكل المحتملة، برغم أنَّ التحقيقات ليست بالتأكيد مضمونة النتائج.
أما القرار الآخر الحكيم؛ فكان عندما سحبت "بيلوتون" الإعلان فوراً، وتستحق الشركة الإطراء على استجابتها، حول نشر الإعلان وسحبه، في "اللحظة الذهبية" من لحظات الاستجابة للأزمة، تماماً كما يرجح أن يتعافى المصاب بأزمة قلبية إن بلغ المستشفى في غضون ساعة، كما يجب على المؤسسات أن تستجيب بسرعة للأزمات لتستمر وتحافظ على سمعتها.
لكنَّ تجنّب صناعة هذه الأزمات من الأساس هو المنهج الأشد حصافة.