أكبر خمس عثرات للعلاقات العامة في 2021

12-01-2022 09:41 AM - عدد القراءات : 274
كتب بقلم: Kara Alaimo المصدر: بلومبرغ
كان عاماً اشتدت فيه التحديات على العديد من الشركات مع استمرار جائحة كورونا، ونقص الأيدي العاملة، واختناق سلاسل التوريد، وارتفاع التضخم ارتفاعاً قياسياً. لكن كأنَّ هذه الأزمات لا تكفي؛ فقد أضافت بعض الشركات إلى مصائبها أزمات من إخفاق فظيع في إدارة علاقاتها العامة. بناء على طلب جماهيري؛ أقدِّم لكم مجموعة منتقاة من أسوأ خمسة قرارات للعلاقات العامة في الشركات خلال العام
أكبر خمس عثرات للعلاقات العامة في 2021

أزمة تعامل شركة "بيلوتون" (Peloton) مع مسلسل "هذا ما كان..."

مضت سنة لم تظهر فيها على قائمتي، لكن عادت هذه الشركة صاحبة التجاوزات المتكررة إليها بفضل سلسلة مذهلة من قرارات علاقات عامة غبية، وأخرى حصيفة.

بدأت حين قال ممثل عن الشركة، إنَّ "بيلوتون" لم تكن تعرف أنَّ "مستر بيغ" سيموت بعد استخدام دراجتها الرياضية حين سمحت لأحد مدربيها بالظهور في المسلسل اللاحق لمسلسل "الجنس والمدينة" (Sex and the City).

كان ذلك أول أخطائها القاتلة، والتورية هنا مقصودة. هبط سعر سهمها 11.3% إلى أدنى مستوى في شهر. الدرس المستفاد هنا؛ هو أن تمسك بمعرفة الخطوط الدرامية للرواية قبل الموافقة على طرح منتج أو ظهور ضيوف في المسلسل.

بعدها جاءت بعض الحركات الذكية، فقد قالت الشركة، إنَّ نمط حياة شخصية "مستر بيغ" الروائية هو السبب وراء مرض القلب، ويرجح أنَّ التدريبات الرياضية قد أطالت عمره. في حين أنَّه من سوء حظ شركة "بيلوتون" أنَّ غيابها بعد النظر قد جعلها في حاجة لاستخدام تلك الحجة خدمة لمصلحتها في المقام الأول، فقد كانت أيضاً حجة سليمة. نشرت "بيلوتون" بسرعة إعلاناً مع الممثل كريس نوث، الذي كان يلعب دور مستر بيغ، إلى جانب مدرب الشركة الذي يقول: "إنَّه حي". امتدح النقاد هذا الإعلان، فارتفع سعر سهمها بأكثر من 7%.

مستثمرو "بيلوتون" يتصبّبون عرقاً

ثم أتى المنعطف الأخير؛ إذ اتهمت امرأتان نوث بالاعتداء الجنسي عليهما، والذي أنكر هذه المزاعم. سحبت "بيلوتون" الإعلان. الدرس الثاني في القصة؛ هو أنَّ عليك التدقيق حول أي موظف أو شريك محتمل قبل العمل معه. إن لم يُنشر ذلك الإعلان بتلك السرعة، كان يمكن أن تكتشف الشركة هذه المشاكل المحتملة، برغم أنَّ التحقيقات ليست بالتأكيد مضمونة النتائج.

أما القرار الآخر الحكيم؛ فكان عندما سحبت "بيلوتون" الإعلان فوراً، وتستحق الشركة الإطراء على استجابتها، حول نشر الإعلان وسحبه، في "اللحظة الذهبية" من لحظات الاستجابة للأزمة، تماماً كما يرجح أن يتعافى المصاب بأزمة قلبية إن بلغ المستشفى في غضون ساعة، كما يجب على المؤسسات أن تستجيب بسرعة للأزمات لتستمر وتحافظ على سمعتها.

لكنَّ تجنّب صناعة هذه الأزمات من الأساس هو المنهج الأشد حصافة.

رئيس "مورغان ستانلي" التنفيذي

قال جيمس غورمان، رئيس بنك "مورغان ستانلي" التنفيذي، للعاملين في يونيو: "سيكون لنا حديث من نوع آخر" إن لم يعودوا إلى مكاتبهم بحلول عيد العمال. لم يذكر غورمان أنَّ هذه السياسة لن تتخذ طابعاً "ديكتاتورياً"، وأنَّ بإمكان العاملين القيام ببعض مهامهم من المنزل. من الإيجابي أنَّه يعترف الآن بأنَّه كان مخطئاً في موقفه من الجائحة. قال في وقت سابق من الشهر الجاري: "كنت أعتقد أنَّنا سنتخلص منها بعد يوم عيد العمال، وهو مالم يحدث".

موظفو أكبر البنوك الأمريكية يبدؤون 2022 بالعمل من المنزل

الدرس الأول، وهو ما كان ينبغي أن يكون واضحاً حتى في شهر يونيو، هو أنَّ فيروس كورونا لا يمكن التنبؤ حوله. لكنَّ غورمان لم يقع في الخطأ بذلك فقط؛ ففي وسط أزمة "الاستقالات الكبيرة"، حيث يترك العاملون وظائفهم بأعداد ضخمة، ويبحثون عن موازنة أفضل بين العمل والحياة؛ تكون سمعة صاحب العمل بعدم المرونة والشدة وسيلة ناجعة في إقصاء المواهب.

رئيس "بيتر دوت كوم" التنفيذي غريغ فيشال يفصل 900 موظف دفعة واحدة

ينتشر الحديث عن كيفية معاملة الشركات لمنسوبيها كالنار في الهشيم. يرجح ألا تستطيع "بيتر دوت كوم" توظيف أفضل المواهب بنجاح حين تحتاج لتعيينات جديدة بعد إذاعة القرار بتلك الطريقة غير الحصيفة. أعلنت الشركة الآن أنَّ "غريغ في إجازة من العمل".

إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و "سبيس إكس" يخوض نزاعاً ضريبياً

هذا القائد، لا يعاني من ذات متضخمة تحتاج لإطراء كما أسلفت حين سمته مجلة "تايم" شخصية العام في ديسمبر؛ لكنَّه يشعر بجرأة واضحة بسبب كل هذا الاهتمام. إنَّ رسم سمعة قائد مشاكس بدلاً من قائد جدير بالثقة سيرتد على ماسك مستقبلاً حين يناقش المشرّعون حتماً قضايا كبيرة حول تشريعات متعلقة بالسيارات ذاتية القيادة وسياحة الفضاء.

 

الأكاديمية الوطنية لفنون التسجيل والعلوم

سأسمح لهذا الخلط الفوضوي بالتسلل إلى قائمتي بالرغم من أنَّ الأكاديمية منظمة غير ربحية، لأنَّ أعضاءها لاعبون كبار في هذا المجال. بعد إعلانها رسمياً عن المرشحين؛ تلقت الأكاديمية تساؤلات بشأن استبعاد أغنية ليندا شورني من الترشيح لجائزة "غرامي"، فادّعت أنَّ المغنية وكاتبة الأغاني المستقلة لم تضف إلى القائمة إلى أن تأتي نتيجة تدقيق قامت بها شركة "ديلويت" (Deloitte).

ثمة دروس قليلة يمكن أن تستفيد منها المنظمات الأخرى: اجعل كل الوقائع مباشرة وواضحة قبل أي إعلان، وتوقَّع مواطن النزاع والجدل التي يمكن التنبؤ بها، مثل هذا الموقف، قبل حدوثه.

دخل الشخصيات المؤثرة في "وول ستريت" يفوق رواتب المصرفيين

يُستغرب أيضاً أن يحتاج المسؤولون التنفيذيون حتى الآن للتذكير بضمِّ أفراد من الجماعات التي لا تحظى بتمثيل ملائم، مثل الفنانين المستقلين، في كل ما يقومون عليه. اتُهمت شورني في2012 بأنَّها "تلاعبت بالنظام" عن طريق الترويج لنفسها بين من يصوّتون لصالح المرشحين، برغم أنَّها لم تخالف أي قواعد. لكن ما هي الطريقة الأخرى التي يفترض أن يحصل من خلالها فنان مستقل على الاعتراف به؟

 

الخلاصة

لقد اتضح أمر واحد تماماً بعد سنوات من كتابة هذه القوائم؛ فلدى الشركات قدرة عظيمة على خلق مشاكل علاقات عامة لنفسها. عندما قمت بوضع برنامج تخرج جديد عبر الإنترنت في مجال العلاقات العامة في جامعة "هوفسترا" العام الماضي؛ أضفت إليه تركيزاً إلزامياً على السمعة وإدارة الأزمات، لأنني أصبحت مقتنعة أنَّ أهم مهارة يمكن أن يتعلّمها مسؤولو العلاقات العامة تتمثل في كيفية حماية مؤسساتهم من الأضرار التي تحدثها ذاتياً. أتمنى أن يتم استيعاب بعض هذه الدروس قبل مقال العام الجديد.

 

 



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>