الصين تسعى لبناء «حقل شمسي» في الفضاء بحلول 2025

13-04-2019 10:33 AM - عدد القراءات : 179
كتب الشرق الاوسط
يستخدم البشر كميات هائلة من الطاقة. وبينما تلعب الطاقة الشمسية دوراً مهمّاً في المشاركة في إنتاج هذه الطاقة المستهلكة، فإن العلماء يفترضون أنّ «استجرار» الطاقة الشمسية من الفضاء سيكون أكثر فاعلية. وتقول الصين إنّها ستكون السباقة في تحقيق هذه الخطوة، معلنة عن خطط لبناء محطة للطاقة بين النجوم ستدور حول الأرض على ارتفاع 36 ألف كلم.
 الصين تسعى لبناء «حقل شمسي» في الفضاء بحلول 2025


محطات فضائية شمسية
وذكرت تقارير نشرت في صحيفة «ساينس آند تكنولوجي دايلي» المعنية بالعلوم والمدعومة من الحكومة الصينية أنّ العلماء الصينيين يخططون لبناء وإطلاق محطات طاقة صغيرة إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي (الستراتوسفير) بين عامي 2021 و2025، وسيعلون على تعديل مستوى الطاقة التي تولّدها هذه المحطات إلى ميغاواط واحد عام 2030، ثم إلى غيغاواط واحد قبل حلول عام 2050. وقد تشكّل هذه المحطات الشمسية الفضائية مصدراً غير ناضب للطاقة النظيفة في ظروف غياب الغلاف الجوّي وتأثيراته الحاجبة للشمس، أو هدر الطاقة الشمسية الذي يحصل في أوقات الليل على الأرض.
تدّعي الأكاديمية الصينية للتقنية الفضائية أنّ نظاما كهذا يمكن أنّ «يؤمن مخزون الطاقة المطلوب في 99 في المائة من الأوقات، وبسعة توليد تصل إلى ستة أضعاف الطاقة التي تولّدها المحطات الشمسية على الأرض».

كهرباء مباشرة
يقترح الطرح الصيني تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء في الفضاء قبل إرسالها إلى الأرض عبر استخدام موجات الميكروويف أو أشعة الليزر، وتغذية الشبكة الكهربائية بها عبر نظام استقبال أرضي.
لا تخلو هذه الخطّة التي تبدو أشبه بالخيال العلمي من الكثير من التحدّيات طبعاً، إذ إنّ محطّة من هذا النوع ستكون هائلة الوزن، نحو 1000 طنّ، وبالتالي، فإنّ إيصالها إلى الفضاء سيكون صعباً. لهذا السبب، يبحث العلماء اليوم إمكانية بناء المحطة في الفضاء عبر استخدام الروبوتات والطباعة الثلاثية الأبعاد.
كما سيتوجب عليهم دراسة تأثير الطاقة العالية لموجات الميكروويف على غلاف الأرض الجوّي.
ولكنّ هذه الخطّة لا تبدو مستحيلة أيضاً، خاصة أن الكثير من الدراسات السابقة استطلعت هذه التقنية. فاليابان مثلاً تتحدّث عنها منذ عقد تقريباً، في حين أن البرامج الفضائية تعمل بشكل متواصل على تطوير مفهومها للتقنية المطلوبة لإعادة إرسال الطاقة بفاعلية إلى الأرض.
وكانت اليابان قد توصّلت لحلّ لهذه المشكلة عام 2015، عبر استخدام الإرسال اللاسلكي، في حين أعلن معهد كاليفورنيا للتقنية العام الماضي أنّه طوّر نموذجاً تجريبياً قادراً على تسخير ونقل الطاقة الشمسية من الفضاء عبر استخدام رقاقات خفيفة الوزن.
صعّدت الصين برنامجها الفضائي بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية، حيث إنها حطّت على الجانب البعيد من القمر وتعمل على تنمية النباتات على سطحه.
قد يكون الجدول الزمني الذي وضعته لهذه الخطّة طموحاً بعض الشيء، ولكنّ سعيها لتصبح قوة فضائية عظمى يرجّح أن هذا الحلم الأشبه بالخيال العلمي أقرب من أي وقت مضى إلى الحقيقة.
 


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>