كيف تساعد التقنية المكفوفين في حياتهم اليومية

06-01-2018 03:19 PM - عدد القراءات : 2356
كتب العرب -لندن
طريقة بريل التي يستخدمها المكفوفون للكتابة والقراءة لا تزال وسيلة مهمة لهم اليوم رغم تقدم التقنيات، حيث يمكن تعلمها في الكبر أيضا.
كيف تساعد التقنية المكفوفين في حياتهم اليومية
إذا فكر أحد المصابين بفقد البصر في الحصول على كوب من القهوة بالحليب من إحدى الآلات المخصصة لذلك فإن هذا الأمر لن يكون بسيطا بالنسبة إليه؛ حيث أصبح التحكم في هذه الماكينات اليوم يتم من خلال شاشات تعمل باللمس بعد أن كانت لها أزرار يمكن تحسسها من قبل المكفوفين.

لا يستطيع فاقدو البصر كليا أو جزئيا استخدام هذه الشاشات الملساء. عن ذلك يقول توماس شميت من جمعية المكفوفين ومعاقي البصر في برلين، إن العديد من المكفوفين أصبحوا هذه الأيام يواجهون مشاكل مع الكثير من الأجهزة المشابهة، مضيفا “نحن نطالب بأن تكون الأجهزة المنزلية بلا عوائق”.

ويوضح شميت كيفية تحقيق ذلك مستعينا بالغسالة كمثال حيث يشير إلى جهاز لا يولي له المبصرون اهتماما كثيرا. هناك على شاشة هذا الجهاز نتوءات شفافة من البلاستيك. يمكن لأصحاب الأصابع المرهفة استخدام أزرار التحكم في الجهاز، ولكن المبصرين أيضا يستطيعون استخدام هذه الأجهزة المصنوعة خصيصا لأصحاب الإعاقة البصرية.

واستطاع ذوو الاحتياجات الخاصة التعرف مؤخرا على مثل هذه المنتجات خلال معرض خاص. ربما كانت هذه السوق من القطاعات الواعدة حيث تتوقع دراسة تزايد أعداد المكفوفين مستقبلا بعد أن تراجعت خلال الخمس والعشرين سنة الماضية.

وذكرت الوكالة الدولية لمنع العمى في تقرير لها بمجلة “زي لانسيت” أن منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على تحقيق هدف خفض الأسباب التي يمكن تجنبها وتؤدي إلى فقدان البصر مثل المياه البيضاء التي تصيب العين، وعدم تصحيح البصر بحلول عام 2019 بواقع الربع. بل إن المصابين بمثل هذه الأمراض سترتفع بحلول عام 2020 بنسبة 5.6 بالمئة. وتبين زيارة لجمعية المكفوفين في برلين مدى تهيؤ العالم للتعامل مع المبصرين.

الطريق طويل أمام وصول هذه المنتجات لقاعدة عريضة من المستخدمين، ولا يزال المال مشكلة بالنسبة للأدوات الحالية

وهناك من بين المئات من الأشياء الموجودة في الجمعية إلى جانب الأشياء التقليدية مثل العصي التي يستخدمها المكفوفون لتحسس طريقهم، موازين ناطقة وساعات يد يمكن تحسس عقاربها أو جهاز صغير يعطي إشارة سمعية عندما يمتلئ الكوب. وهناك أجهزة أخرى قادرة على إخبار صاحبها بلون قطع الملابس. كما أن هناك أداة مساعدة هامة يحملها معظم المبصرين اليوم في جيوبهم ألا وهي الهاتف الذكي، إلى جانب استمرار الشركات المعنية في توفير إمكانية التحكم في الأجهزة المنزلية عبر تطبيقات النطق في أجهزة المحمول للتخفيف من معاناة المكفوفين.

ولكن مثل هذه التقنيات الرقمية الجديدة مثل التطبيقات الهاتفية أو خدمات الإنترنت أقرب ما تكون لدعم الأجيال الشابة حسبما تعتقد كورنيلا يورمان، المتحدثة باسم رابطة VdK الاجتماعية الألمانية المهتمة بأصحاب الإعاقات”. وأوضحت يورمان أن نحو نصف المصابين في سن 80 عاما أو أكثر في الوقت الحالي وأن هذه المجموعة لم تعد قادرة على تعلم الكثير من التقنيات الشائعة.

ولا تزال طريقة بريل التي يستخدمها المكفوفون للكتابة والقراءة وسيلة مهمة لهم اليوم رغم تقدم التقنيات، “حيث يمكن تعلمها في الكبر أيضا وإن لم تكن بنفس سهولة تعلمها منذ الصغر”، حسبما أوضح توماس شميت الذي أكد أيضا أن هذه الطريقة نجحت أيضا في تحقيق قفزة إلى العصر الرقمي. وجاء ثناء شميت على طريقة بريل على خلفية اليوم العالمي لبريل الخميس وإشادة منه بمخترع هذه الطريقة في الكتابة.

وربما سهلت المزيد من الأدوات المساعِدة الحياة على المعنيين مستقبلا. وهناك أدوات تم تطويرها بالفعل وهي منتجات تذكر بأفلام الخيال العلمي، نظارات تقرأ لافتات الشوارع أو أحزمة لتحديد المواقع حيث يدخل الشخص اسم الهدف الذي يريد الوصول إليه على الهاتف الذكي ثم يوجهه الجهاز يمنة ويسرة أو إلى الأمام من خلال اهتزازات.

وربما كان الطريق طويلا أمام وصول هذه المنتج


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>