القبل تجتاح فيسبوك في تونس احتجاجا على النفاق

09-10-2017 03:15 PM - عدد القراءات : 493
كتب القاهرة –العربية.نت
سياسيون وحقوقيون في تونس ينشرون صورا يظهرون فيها وهم يقبلون قريناتهم على فيسبوك انتقادا لسجن تونسية وصديقها الفرنسي الجزائري بسبب قبلة في الطريق العام.
القبل تجتاح فيسبوك في تونس احتجاجا على النفاق
تونس- أثار الحكم بالسجن الصادر عن المحكمة الابتدائية بتونس خلال الأسبوع الماضي ضدّ شاب فرنسيّ-جزائريّ وصديقته التونسية بسبب قبلة، جدلا كبيرا في صفوف التونسيين. وقد عبّر روّاد مواقع التواصل الاجتماعيّ عن غضبهم على هذه الأحكام الصادرة في بلد يقوم على احترام الحريات الشخصية، وقد عمّت موجة الغضب عددا من المثقّفين والمفكّرين على غرار مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة التي دعت على حسابها في فيسبوك إلى الاحتفال بالحبّ وتبادل القبل في الأماكن العامة. وكتبت “يسقط قضاء احتساب أنفاس النّاس!! لا يزعجهم العنف، ويزعجهم الحبّ. حتّى الفقهاء كانوا أكثر ذكاء وظرفا، لأنّهم أفتوا بأنّ القبلة من ‘اللّمم’ واللّمم مباح. أطالب بإلغاء كلّ القوانين الضّبابيّة التي يمكن أن تؤوّل في اتّجاه يعكس البؤس الأخلاقويّ أو الإخوانيّ ولا يعكس العدالة في دولة مدنيّة ديمقراطيّة”. وأضافت “ليسقط قضاء الفحص الشّرجيّ، لتسقط قوانين قمع الأجساد واحتساب أنفاس النّاس، لن ننحني أمام هذا الانحدار”. ولكن هذه التحرّكات لم تقف عند المفكّرين بل طالت أيضا بعض السياسيين الذين عبروا عن غيظهم بطرق خاصة من خلال نشر صورهم التي تظهرهم وهم يقبّلون زوجاتهم. وفي هذا الإطار نشر وزير تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي السابق نعمان الفهري على صفحته في فيسبوك صورته التي يظهر فيها وهو يقبّل زوجته في مشهد رومانسيّ معلقا “شنوّا (ما) المشكل”. وتفاعل النائب عن نداء تونس، رؤوف الماي أيضا على فيسبوك من خلال نشر صورة يظهر فيها وهو يقبّل زوجته، معلّقا “سيدي الرئيس هاي بوسة EN PUBLIC… (للعموم) وللتذكير أنا متنازل عن الحصانة البرلمانية… بالله قولوا لي في أي مركز شرطة نسلم نفسي باش يتم إيقافي!!!!”. الجدير بالذكر أن الصور الرومانسية والقبل الحميمة اجتاحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم نشر صور تبادل القبلات لشخصيات سياسية أهمها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وزوجته وسيلة، كما نشرت الصورة الشهيرة لتونسيات اصطففن لطبع قبلات على خدي بورقيبة بعد إصدار مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956. القبلة التاريخية بين الحبيب بورقيبة وزوجته وسيلة بن عمار كما نشرت صور أخرى لبعض السياسيين على غرار الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي وزوجته المحامية راضية النصراوي. ونشرت المحامية سنية الدهماني على صفحتها الرسمية في فيسبوك صورة تظهر فيها وهي تتبادل قبلة مع زوجها تضامنا مع التونسية وصديقها الجزائري-الفرنسي. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة قضت بسجن مواطن فرنسي مدة 4 أشهر ونصف الشهر، وبسجن صديقته التونسية 3 أشهر، بتهمة “التجاهر بالفاحشة”، في حادثة أثارت جدلا حول واقع الحريات العامة في البلاد. وفي تفاصيل الواقعة أوضح غازي مرابط، محامي المتهمين، في تدوينة له على صفحته في فيسبوك أن المواطن الفرنسي من أصل جزائري ويبلغ من العمر 33 عاما، وقد وصل إلى تونس الأسبوع الماضي، وتوجه برفقة صديقته التونسية البالغة 44 عاما إلى أحد الفضاءات بجهة قمرت السياحية، قبل أن يغادراها في حوالي الساعة الثانية فجرا، ليتوقفا لتبادل القبل في الطريق العام، وبعدها جاء رجال الأمن وطالبوهما بإظهار وثائقهما الشخصية. وأضاف المحامي أن 3 من رجال الشرطة، وبعد قيامهم بالتثبت من هويتي موكليه، انهالوا عليهما بعبارات نابية، مؤكدا أن موكله لا يفهم جيدا اللغة العربية، ثم تم اقتيادهما إلى مركز الأمن، حيث قضيا حوالي 20 دقيقة، بعدها تم إبلاغهما أن باستطاعتهما المغادرة، إلا أن الشاب طالب بمعرفة أسماء رجال الأمن للتقدم بقضية ضدهم وإعلام سفارة بلاده، باعتبار أنه تعرض لسوء معاملة من قبل رجال الشرطة وشعر بالإهانة. وأضاف أن “ما طالب به الموقوف أثار غضب رجال الأمن الذين أجبروه على إمضاء محضر أمني، حيث قضى يومين في حالة إيقاف رفقة صديقته”، ثم جرت إحالتهما إلى النيابة العمومية التي وجهت إليهما تهما اعتبرها المحامي كيدية، أهمها الاعتداء على الأخلاق الحميدة، والتجاهر بالفاحشة، وهضم جانب موظف عمومي. وانتقد محامي المتهمين قرار المحكمة بسجن موكليه، قائلا إن ملف القضية يعتبر فارغا ولا وجود لإثباتات بالتهم المنسوبة إليهما. ويقر الدستور التونسي في الفصل الـ21 “تضمن الدولة للمواطنين والمواطنات الحقوق والحريات الفردية والعامة (..)” ويقول الفصل الـ24 “تحمي الدولة الحياة الخاصة (…)”. وطالب معلقون السلطات في تونس بالكف عن ملاحقة الناس في حياتهم الخاصة والكف عن استعمال التهمتين الشهيرتين؛ الاعتداء على “الأخلاق الحميدة” و”التجاهر بالفحش” للتضييق على التونسيين. ورفع متفاعلون مع القضية شعار “ليسقط النفاق الأخلاقي”، مؤكدين أن في تونس “لا تزعجهم النفايات ولا سقوط العمارات ولا التطبيل، فقط قبلة تجرح شعورهم”. ونشر مستخدمو الشبكات الاجتماعية أغنية الفنانة هيام يونس “تعلق قلبي طفلة عربية” التي جاء فيها “وقبلتها 99 قبلة وواحدة على عجل”، متهكمين “لو قبلها في تونس كم سيسجنان؟”. وكتب معلق “لأجل قبلة البوليسية ووكيل الجمهورية والقضاء جميعهم تجندوا رغم أنها إجازة نهاية الأسبوع، بل وصدر الحكم في توقيت قياسي أما قضية الشيراتون فهي في المحاكم من عام 2012”. ويشير معلق إلى القضية المعروفة باسم “شيراتون غايت” وبطلها صهر رئيس حركة النهضة الإسلامية رفيق عبدالسلام وزير الخارجية الأسبق في حكومة الترويكا الذي اختلس هبة صينية لتونس مقدارها مليون دينار تونسي. وتساءل مغرد “إذا قبلة في الطريق العام عقابها 4 شهور سجنا.. ما عقاب زواج المتعة بين النهضة والنداء إذن خاصة وأنه نتج عنه لقطاء الفساد؟”.


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>