فتوى دوت كوم

07-09-2017 02:45 PM - عدد القراءات : 1426
كتب إبراهيم الجبين
يمكن أن تنتشر تجربة المشايخ الروبوتات لتريح الخلق من اجتهادات رجال الدين، ولتقوم بتطوير ذاتها في كل مرحلة منسجمة مع تطورات العصر ومستجداته.
فتوى دوت كوم

أخيرا يمكننا الحديث عن حل نهائي لمشكلة من أكبر مشاكل العالم اليوم، قلبت الدنيا على رؤوسنا وخربت بلدانا ودمّـرت حـواضر وشـردت ملايين البشر. ويقال إن شركة في اليابان اكتشفت أخيرا ما الذي يجب علينا فعله.

فقد أعلنت سوفتبانك التي تصنّع الروبوت “بيبر” عن كونها باتت قادرة على تقديم خدمة جديدة للبشرية. ويستطيع بيبر اليوم أن يؤدي دورا لطالما تسبّب بمشاكل لها أول وليس لها آخر؛ دور الكاهن.

الشركة تستطيع جعل بيبر كاهنا بوذيا يقرأ في الجنائز ويسفّر الراحلين إلى العالم الآخر. وقد تمت تجربة الحالة الجديدة في معرض بطوكيو العاصمة. بحيث قام بتلاوة نصوص مقدسة وقرع على الطبل أيضا.

ويحلو لنا أن نفكر، مادامت الفتاوى والمرجعيات الشريعة قائمة على حفظ وتحليل والالتزام بالنصوص المقدسة والنصوص التي تقدّست بسببها لاحقا، فما المانع في أن يحل الرجل الآلي محل الشيخ والمرجع والمفتي والولي الفقيه والإمام إن لزم الأمر؟

أما النصوص المقدسة التي قرأها بيبر فكانت، برمجيا، من إعداد شركة “نيسي إيكو”، وهذا ليس بعيدا عن عالمنا بعد انتشار شركات أتمتة التراث وتحويله إلى أقراص ومحركات بحث.

سماحة ميتشيو إينامورا المستشار التنفيذي لشركة “نيسي” يقول إنه “مع كبر سن اليابانيين وتراجع عددهم يحصل الكثير من الكهنة البوذيين على دعم مالي أقل من مجتمعاتهم، مما يدفع بعضهم إلى العمل لوقت إضافي إلى جانب واجباتهم الدينية”.

وكما هو معلوم فإن لدينا فائضا في العالم الإسلامي، في كمية رجال الدين، ولذلك يمكن تشغيلهم في برمجة وتلقين تلك الروبوتات التي تصل كلفة الواحد منها إلى خمسين ألف ين، وهو مبلغ تافه بالدولار يعادل 450 دولارا فقط، بينما يتقاضى الكاهن البشري عادة قرابة الـ240 ألف ين.

الآن يمكن أن تنتشر تلك التجربة لتريح الخلق من اجتهادات رجال الدين، ولتقوم بتطوير ذاتها في كل مرحلة منسجمة مع تطورات العصر ومستجداته. وهكذا ستكون لدينا ضمانة أكيدة أن تلك المشايخ – الروبوتات لن تفكر يوما ما بالعمل السياسي، ودخول البرلمان والخوض في مكاسب وخسائر اللعبة السياسية.

وسيحلو حينها الصراع حول فكرة تعارض النقل والعقل. إذ ترى الغالبية أن ذلك التعارض يكون بحسب الظاهر لا في حقيقة الأمر؛ فإنه لا يمكن أبدا حصول تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح. وفي المستقبل القريب سيكون الناقل مجرد “روبوت”، لا يمكنه أن يرتكب الخطأ إلا بنسبة ضئيلة جدا تتفوق حتما على نسبة خطأ الإنسان.

إبراهيم الجبين



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>