تحذير من خطورة قنوات الغناء والرقص الخاصة بالأطفال

24-08-2017 01:54 PM - عدد القراءات : 9673
كتب العرب - لندن
ترى الكثير من الأمهات في قنوات الأطفال، وخاصة منها القنوات المخصصة للرقص والغناء، منقذا لهن من شغب أطفالهن الصغار، حيث أنها تلهيهم عن إزعاجهن، وهذا كل ما يعنيهن دون النظر إلى آثارها السلبية عليهم.
تحذير من خطورة قنوات الغناء والرقص الخاصة بالأطفال
- تستسهل أغلب الأمهات وضع أطفالهن الصغار أمام شاشات التلفزيون ويخترن لهم القنوات الغنائية دون وعي منهن بمخاطر هذه القنوات على أطفالهن، حيث حذرت دراسة جديدة أشرف على إنجازها مستشفى الرازي في تونس، من مدى تأثير قنوات الأطفال التي تركز على الموسيقى والرقص، مثل “طيور الجنة”، بشكل مباشر على حاسة السمع، والتشويش الذهني عند الأطفال، محذرة من خطورة إدمان الأطفال على مشاهدة هذه القنوات.

وأظهرت أن قنوات مثل “طيور الجنة” و”براعم” و”دورا” كانت من أكثر القنوات والبرامج المعنية بهذه الدراسة، حيث تسبب تواصل الاستماع لنفس الأغاني ومتابعة البرامج في أزمات نفسية وأمراض بالسمع وقلة في التركيز وتأثير على القدرات الذهنية لدى عدد من الأطفال الذين تم فحصهم.

وأكد المشرفون على الدراسة أن هناك برامج مخصصة للأطفال تعلمهم أسماء الأشياء من حولهم، وهي أفضل من تلك، التي تعرض أغاني أو أناشيد متواصلة مع حركات راقصة، لا تساهم إلا في حمل الطفل على الصمت، وإبعاده عن محيطه.

ونبهت الدراسة إلى أن عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته، واللعب بمفرده دوما، والحركة المفرطة، أو الخمول، إلى جانب عدم إدراك الخطر، وعدم التواصل البصري؛ سِمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد، كونه ضحية قنوات الأطفال، التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص. كما أوصت جميع الآباء بإبعاد أبنائهم كليا عن قنوات الرقص، والغناء، ومحاورتهم يوميا لمدة ساعة على فترات متقطعة، وقراءة القصص لهم بصوت مرتفع وبطيء، والتركيز على مخارج الحروف، وتكرار الجمل.

عدم استجابة الطفل عند مناداته، واللعب بمفرده سمتان أساسيتان لإصابة الطفل بالتوحد، كونه ضحية قنوات الأطفال

وجاءت هذه الدراسة لتؤكد ما توصلت إليه دراسات عربية سابقة حذرت من خطورة تعرض الأطفال في سن مبكرة لقنوات الأطفال مثل “طيور الجنة” التي تعرض الأناشيد والغناء والرقص، ودقت دراسة أنجزها الاستشاري النفسي والتربوي مصطفى أبوسعد، في وقت سابق ناقوس الخطر حول تشابه أعراض الإصابة بالتوحد وأعراض ضحايا هذه القنوات.

وشدد أبوسعد، في تصريح لإحدى الصحف البريطانية، على أن تعرض الأطفال دون سن الثالثة لهذه القنوات يؤثر على قدراتهم ولا سيما في النطق والتواصل الاجتماعي والذاكرة الخيالية.

ولفت أبوسعد إلى أن الطفل يكون تحت تأثير صور سريعة لأطفال وكهول أيضا بين الرقص والحركة، إلى جانب موسيقى وإيقاعات مصحوبة بلهجات غريبة عن الكلمات المتداولة في حياة الطفل، ليصبَّ كل تركيزه على الإيقاع لكونه لا يفهم اللهجة، ويصبح بعدها مركزا على الشاشة فقط دون الصوت، وبذلك يرافقه تشتت في الانتباه لمحيطه بعيدا عن تلك الشاشة.

وأوضح أن عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته واللعب بمفرده دوما والحركة المفرطة أو الخمول، إلى جانب عدم إدراك الخطر وعدم التواصل البصري وتعرضه لنوبات من البكاء أو الضحك المفاجئة، وهذه كلها سمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد كونه ضحية قنوات الأطفال التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص. وأكد صاحب كتاب “أطفال مزعجون”، على أن ذات السمات المذكورة قد لا تكون بالضرورة دالة على إصابة الطفل بمرض التوحد بل هي مؤشرات على الإسراع بالاستنجاد بمختص، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة عرفت تزايد ظاهرة عسر نطق الأطفال إلى سن متأخرة وظهور أعراض طيف توحدي وتشتت انتباه، مبرزا أنها أعراض ملازمة للطفل الذي يتعرض وبشكل مستمر لشاشة التلفاز، لا سيما الأطفال ممن هم أقل من عمر ثلاث سنوات والذين لم يبدأوا تعلم النطق والكلام بعد.وشدد الاستشاري النفسي والتربوي على ضرورة انتقاء ما يناسب عقل الطفل وإدراكه وليس جميع برامج التلفاز، موضحا أن “هناك برامج متخصصة للأطفال تعلمهم أسماء الأشياء من حولهم غير تلك التي تعرض أغاني أو أناشيد متواصلة مع حركات راقصة لا تساهم إلا في حمل الطفل على الصمت وإبعاده عن محيطه”.

وأوصى أبوسعد الآباء بإبعاد أبنائهم كليا عن قنوات الرقص والغناء ومحاورتهم يوميا لمدة ساعة على فترات تبلغ الواحدة 20 دقيقة، والاهتمام بالجانب اللغوي لديهم.

وبصفة عامة أكد علماء نفس أن قنوات الأطفال تسبب تأخرا في النطق والإدراك الحسي للأطفال دون سن الخامسة.

وقالوا إن قرابة نصف حالات مرضى التوحد يكون سببها ترك الأطفال دون الثالثة أمام قنوات الأطفال. ويطلق على هذا السبب علميا اسم “الأم الثلاجة” وهو وصف لحالة الأم المهملة التي تترك طفلها دون انتباه لساعات أمام مشاهدة قنوات الأطفال. وأشاروا إلى أن الكثير من الأطفال لا يتحدثون ولا يتفاعلون مع من حولهم إلا أنهم يحفظون مقاطع كبيرة من أغاني طيور الجنة التي يشاهدونها على مدار اليوم ويتم من خلالها تكرار الأغنية لعدة مرات، مما يؤثر سلبا على الحالة النفسية والفكرية للطفل.

وأوضحوا أن الطفل الأقل من سنتين يحتاج إلى تنميه اللغة التعبيرية والاستقبالية لكن ما يحدث عند ترك الأطفال أمام تلك القنوات هو تنمية الاستقبالية فقط وإهمال التعبيرية.

وقالت دراسة سعودية إن أكثر النتائج السلبية الناتجة من متابعة الطفل للقنوات الفضائية المخصصة للأطفال هو الانفصال عن الواقع وتعطل القدرات العقلية والجسدية.

وتترك الأسر أطفالها يشاهدون القنوات الفضائية المخصصة لهم رغبة في إرضاء طلباتهم ورغباتهم، يليها اعتقادها بأن هذه القنوات تنمي قدرات الطفل المعرفية، هذا بالإضافة إلى رغبتهم في إشغال الأطفال بعيدا عن الوالدين.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>