«إنترنت الأشياء» .. هل يخافها العالم؟

18-06-2017 09:54 AM - عدد القراءات : 1418
كتب علي الغبيشي
نسمع كثيراً بإنترنت الأشياء (Internet of Thing)، الآلات والحواسيب المتصلة بالإنترنت، ولمن لا يعرفها هي جيل الانترنت الجديد الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المرتبطة مع بعضها من خلال الإنترنت، وتشمل هذه الأجهزة الأدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة وغيرها، إذ يتيح لنا التحكم بالآلات والحواسيب عن بعد. بداياته في التسعينات خصوصاً بالجيش الأميركي من خلال شبكاته.
«إنترنت الأشياء» .. هل يخافها العالم؟
أبسط مثال واقعي من منتجات «إنترنت الأشياء» نظارات غوغل وسنابشات وأجهزة التحكم بالإضاءة في المنازل وأجهزة التكييف عن بعد، ففي «إنترنت الأشياء» أصبحت هناك لغة تخاطب جديدة بين الأجهزة والحواسيب تفسر البيانات وتتخذ القرارات بشكل كامل من دون تدخل بشري. «إنترنت الأشياء» يقدم مجموعة واسعة من حلول الأنظمة الحية الحقيقية التي تزيد الإنتاجية وتزيد من رضا العملاء وتطور مصادر دخل جديدة، وتوقع الكثير من الخبراء أن عام 2017 هو مزيد من التوجه لـ «الحوسبة السحابية» لدى كثير من المنظمات والجهات، وهذا هو الداعم الأكبر لصناعة «إنترنت الأشياء» وتعززها توجهات الشركات الكبرى لصناعة التكنولوجيا وكل الأفكار الجميلة والحالمة لاستخدام التحكم التام بالأجهزة والآلات من خلال «إنترنت الأشياء». اليوم، يفكر العالم ملياً بأن التحدي الأكبر هو في أساليب الحماية من الاختراقات والتهكير، خصوصاً مع التطور المذهل للشبكات وأساليب كسر حماية البيانات، فتخيلوا أن لديك تحكماً كاملاً بمنزلك وأنت في سفرك تستطيع التحكم بالأنوار وإغلاق الأبواب والمراقبة بالكاميرات، وتستطيع جدولة التشغيل والإيقاف في تشغيل الأجهزة ببيتك، وتخيل فجأة يتسلل أحدهم عبر الشبكة ويسطو على بياناتك ويتحكم بكل شيء، هذا للمثال فقط في نطاق البيت، فما هو حجم الأثر الذي سيتركه وهو يتصرف وكأنه أنت، ومع ذلك سيشهد هذا العام أيضاً تزايداً في حلول المنازل والمدن الذكية على رغم التحديات، واستحضر هنا حادثة الهجوم في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي في الولايات المتحدة والذي ضرب 1600 موقع ضخم شمل التأثير في حركة المرور من خلال التحكم بها في بعض الشوارع، وتسبب في اضطراب عام. لذا، بدأ التركيز بعد هذه الحادثة على إعادة النظر في كيفية التعامل مع الاختراقات ورفع مستوى الحماية، كما طالب كثير من المختصين بدرس المجتمعات إلى تقييد صناعة «إنترنت الأشياء» واقتصارها على التعليم، وقد ألهمت هذه الحادثة المخرج الأميركي إف غراي لإخراج فيلمه الجديد «F8» في نيسان (أبريل) الماضي الذي يصف بوضوح خطر «إنترنت الأشياء» عندما تمتلكها قوى الشر وتستطيع التحكم بالسيارات والمنازل وكاميرات أجهزة الصراف. أخيراً، «إنترنت الأشياء» هي صناعة المستقبل الناضج لحياة أكثر تطور، فهل خوف العالم سيكون عائقاً أمامها؟ ??* اختصاصي تقنية معلومات.


© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>