الحروب السيبرانية : تصاعد القدرات والتحديات للامن العالمي

12-03-2017 04:08 PM - عدد القراءات : 20119
كتب د.عادل عبد الصادق*
في ظل تحول الفضاء الالكتروني كمجال جديد للتفاعلات الدولية برزت حالة توظيفه في الاستخدامات المدنية والاخرى ذات الطبيعة العسكرية ،وأضحى مثل غيره من المجالات الدولية كالبر والبحر والجو،وتبلورت الانشطة العدائية العنيفة في ظاهرة الحروب السيبرانية التي اتسمت بتعدد مظاهرها وخصائصها والفاعلين فيها،والتي ظهرت عبر نمطين اساسين نمط يتعلق بتوظيف القوة الناعمة في الصراع عبر الفضاء الالكتروني، والنمط الاخر يتعلق بتوظيف القوة الصلبة في الصراع عبر الفضاء الالكتروني وهو ما يعكس تنامي في القدرات والتهديدات وتعاظم التاثير على أمن البنية التحتية الكونية للمعلومات .
الحروب السيبرانية : تصاعد القدرات والتحديات للامن العالمي

 اولا :هجمات الفضاء الالكترني بين توصيف "الارهاب "او "الحرب".

من ضمن التعريفات لـ" "الحرب الإلكترونية" Cyber war بأنها تشير إلى التطبيقات العسكرية للفضاء الإلكتروني،وتنسيق الهجوم الإلكتروني والذي يتم شنه من قبل  الدولة أو الفاعليين من غير الدول في إطار متبادل أو من طرف واحد، عبر ساحة الفضاء الالكتروني.

وعلي الرغم من الاستخدام الواسع في وسائل الإعلام لمسمي "الحرب الإلكترونية "، وهو مصطلح قديم كان مقصورا على رصد حالات التشويش علي أنظمة الاتصال والرادار وأجهزة الإنذار، بينما يكشف الواقع الحالي عن دخول شبكات الاتصال والمعلومات إلي بنية ومجال الاستخدامات الحربية. [1]

و"يتم توصيف الاعمال العدائية عبر الفضاء الالكتروني والتي تستهدف تهديد البنية التحتية للمعلومات لتحقيق عدة اغراض ذات طبيعة سياسية واقتصادية واجرامية ، وهو ما ينعكس على عملية توصيفها وبخاصة مع امكانية التداخل الوظيفي بين عدة اهداف بشكل يصعب معة تحديد المسمى الصحيح لها ،

وهو ما يضيف ابعاد جديدة للمفهوم ، ومن ثم هناك من يفضل ان يستخدم تعبير "الحروب السيبرانية" تعبيرا عن حالة التوجه الجديد،ولكن تبقي كلمة "الحرب" هي الاخري محل جدل وبخاصة ان هناك العديد من المسميات التي تطلق على تلك الانشطة العدائية عبر الفضاء الالكتروني .[2]وهو ما يدفع الى اعادة النظر في اطلاق مسمى "الحرب" على تلك الانشطة العدائية ،وذلك يرجع الى ان مفهوم الحرب "تقليديا" يرتكز بالأساس علي استخدام الجيوش النظامية،وكان يسبقها إعلان واضح لحالة الحرب وميدان قتال محدد.أما في هجمات الفضاء الإلكتروني، فإنها غير محددة المجال أو الأهداف،كونها تتحرك عبر شبكات المعلومات والاتصال المتعدية للحدود الدولية أو اعتمادها علي أسلحة إلكترونية جديدة تلائم السياق التكنولوجي لعصر المعلومات،والتي يتم توجيهها ضد المنشآت الحيوية أو دسها عن طريق العملاء لأجهزة الاستخبارات.

ومن ثم فانها ان لم يتم توصيف تلك الاعمال العدائية "بالحرب"، فان وصف عملية استخدام هجمات الفضاء الالكتروني عسكريا او سياسيا في أي صراع أقرب إلي توصيفها بالإرهاب عن كونها حربا، ولا يحمل ذلك تقييما أخلاقيا لها بقدر ما هو تعبير عن طبيعتها الفنية وطرق حدوثها[3] .

ويتحرك ذلك من معطيات تتعلق باعتمادها علي الترويع وبث الخوف وعدم معلومية مصدرها، ولا بالحجم الفعلي للخسائر، ولا بمعرفة الكيفية التي تم بها الهجوم.وتدخل في إطار الحروب غير المتكافئة، كون الطرف الذي يتمتع بقوة هجومية ويبادر باستخدامها هو الطرف الأقوي، بغض النظر عن حجم قدراته العسكرية التقليدية،وهو ما يؤثر في نظريات الردع الاستراتيجي.ولا تستطيع أن تميز هجمات الحرب الالكترونية بين ما هو منشآت مدنية والأخري ذات الطبيعة العسكرية وهو ما يصعب معه فرض الحماية الدولية.

ومن ثم تقف عملية استخدام مصطلح"الحرب "او" الارهاب "، لوصف الاعمال العدائية عبر الفضاء الالكتروني على طبيعة الاستخدام السياسي وتوطيفها دعائيا بين الدول ،فعلى سبيل المثال وصفت ايران تعرضها لهجمات فيروس "ستاكس نت" عام 2010 بانها عملا ارهابيا ، بينما وصفت الولايات المتحدة الهجوم الالكتروني على شركة "سوني" الكورية بانها ارهابا الكترونيا تمارسه كوريا الشمالية .

ثانيا :الخصائص والفاعلين والقابلية لخطر الحروب السيبرانية

أصبحت المصالح القومية التي ترتبط بالبنية التحتية الحيوية عرضة لخطر الهجوم،والتي تشمل الطاقة والاتصالات والنقل والخدمات الحكومية والتجارة الإلكترونية والمصارف والمؤسسات المالية، وحيث جعل الفضاء الإلكتروني من تلك المصالح مرتبطة ببعضها البعض في بيئة عمل واحدة والتي تعرف بالبنية التحتية القومية للمعلومات NII)) ومن ثم فإن أي هجوم على إحدى تلك المصالح أو كلها يمثل سببًا ومدعاة لحدوث عدم توازن استراتيجي بما يكشف في الوقت نفسه عن شكل جديد من أشكال الصراع ونمط جديد من التهديد للأمن القومي[4].

وساعد في ذلك عدد من التحولات لعل اهمها، ارتباط العالم المتزايد بالفضاء الإلكتروني بما عمل على زيادة خطر تعرض البنية التحتية الكونية للمعلومات لهجمات إلكترونية.واستخدام الفاعلين من غير الدول للفضاء الإلكتروني لتحقيق أهدافهم وتأثير ذلك على سيادة الدولة. وانسحاب الدولة من قطاعات استراتيجية لصالح القطاع الخاص وخاصة بالمنشآت الحيوية.وتأثير مواجهة الحرب الإلكترونية على حرية استخدام الفضاء الإلكتروني.

 إشكالية تعامل الدول مع الشركات التكنولوجية متعدية الجنسيات والتي أصبحت تفوق قدراتها بعد ان أصبحوا فاعلين دوليين.

وكان للفضاء الإلكتروني دور في وجود أهداف ووسائل ومصالح إلكترونية جديدة، وفي نفس الوقت أتاح القابلية لخطر التعرض للهجوم،وهو ما أوجد نوعًا جديدًا من الضرر دون الحاجة للدخول الطبيعي والمادي لإقليم الدولة،وذلك لاعتماد الدول على الأنظمة الإلكترونية في كافة منشآتها الحيوية بما يجعل من تلك الأنظمة هدفًا للهجوم،وخاصة أن تلك الأنظمة تحمل طابعًا مدنيًّا وعسكريًّا مزدوجًا. وذلك بعد أن تمخض عن الثورة التكنولوجية ثورة أخرى هي الثورة في الشؤون العسكرية وتطور تقنيات الحرب[5].

وتتميز الحروب السيبرانية بأنها قليلة التكلفة، فقد يتم شن حرب بتكلفة دبابة عبر أسلحة جديدة ومهارات بشرية،ويتم استخدامها في أي وقت،سواء أكان وقت سلم أم حرب أم أزمة.ولا تتطلب لتنفيذها سوي وقت زمني محدود، وتعد تكلفة إطلاق تلك الهجمات أقل من أي سلاح تقليدي آخر.

وتعد الحرب الالكترونية  جزءا من عمليات المعلومات المستخدمة في مستويات ومراحل الصراع المختلفة، سواء كان ذلك علي الجانب التكتيكي أو الاستراتيجي أو العملياتي بهدف التأثير بشكل سلبي في المعلومات ونظم عمله،واستخدام الفضاء الإلكتروني لإيجاد ميزة أو تفوق أو تأثير في البيئات المختلفة وعبر أدوات القوة ، ومن أهم المتغيرات هو ظهور الاستراتيجية السيبرانية والتي تشير إلى القدرة على التنمية وتوظيف القدرات للتشغيل في الفضاء الإلكتروني مندمجة وبالتنسيق مع المجال العملياتي الآخر لتحقيق أو دعم إنجاز الأهداف عبر عناصر القوة القومية.

وأصبح الفضاء الإلكتروني ساحة لنقل الصراعات وتصفية الخلافات بشتى أنواعها بين الفرقاء،وفرضت نفسها بقوة على واقع الصراعات المسلحة وغير المسلحة، وأضفت التقنيات الرقمية ومدى التقدم العلمي بها مزيدًا من الفاعلية على ذلك النوع من الحروب عبر الفضاء الإلكتروني.واتساع حجم ونطاق مخاطر تلك الانشطه العدائية التي يمارسها الفاعلين في الحروب السيبرانية والذين ينقسمون الى فاعليين  من الدول عبر أجهزتها الامنية والدفاعية ،ومن خلال قيام الدول بتجنيد قراصنة لتحقيق مكاسب سياسية،وان يقوم الموالين والأتباع والمتعاطفين لطرف ما عبر شن هجمات ضد ما يرونة من الخصوم دون اية ارتباط رسمي من الدولة.وعلى الرغم من عدم تطوير الجماعات الإرهابية لقدراتها في الحرب الالكترونية مقابل التطور في مجال القوة الناعمة الا ان هناك مؤشرات في احتمالية تطوير الجماعات الارهابية قدراتها الهجومية ،ويمكن ان تكون تصاعد المخاطر والتهديدات ناتجة الى قيام الشركات العاملة في مجال الأمن الالكتروني في التنافس فيما بينها لتعزيز أسواق الإنفاق على الأمن السيبراني.بالاضافة الىفاعلين اخرين من ارباب الجريمة المنظمة والباحثين عن الشهرة من القراصنة والخبراء السابقين في الامن الالكتروني.

ثالثا : تداعيات الحروب السيبرانية  على ظاهرة الامن القومي

أ- الأمن السيبراني رافد جديد للأمن القومي  

          باتت العلاقة بين الأمن والتكنولوجيا علاقة متزايدة مع إمكانية تعرض المصالح الاستراتيجية - ذات الطبيعة الإلكترونية - إلى أخطار إلكترونية،وتهدد بتحول الفضاء الإلكتروني لوسيط ومصدرًا لأدوات جديدة للصراع الدولي المتعدد الأطراف ودورها في تغذية التوترات الدولية.ومن جهة أخري فرضت تلك التطورات إعادة التفكير في مفهوم الأمن القومي الذي يُعنى بحماية قيم المجتمع الأساسية وإبعاد مصادر التهديد عنها،غياب الخوف من خطر تعرُّض هذه القيم للهجوم[6]،وبذلك يتوافر امن الفضاء الإلكتروني حال تحقيق إجراءات الحماية ضد التعرُّض للأعمال العدائية والاستخدام السيئ لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات[7].

ب- الامن الالكتروني جزء من الامن الجماعي

عني الامن الالكتروني بعملية وضع المعايير والإجراءات المتخَذة لمنع وصول المعلومات إلى أيدي أشخاص غير مخولين بها عبر الاتصالات ولضمان أصالة وصحة هذه الاتصالات. وجاءت تلك المظاهر لتبرز استخدامات غير سلمية للفضاء الإلكتروني وما يمثله ذلك من تهديد للأمن الإلكتروني العالمي والبنية التحتية الكونية للمعلومات من جانب كافة الفاعلين في مجتمع المعلومات العالمي،وأصبح هناك مصلحة قُطريَّة فضلاً عن دولية في الحفاظ على أمن الفضاء الإلكتروني، على اعتبار أن أمن الدول جزء من الأمن الجماعي.

ج-تصاعد البعد الدولي في مواجهة الاخطار السيبرانية

أصبحت قضية أمن الفضاء الإلكتروني قضية دولية تتطلب إستراتيجية مرنة تتواءم مع المتغيرات المستمرة، سواء في الآليات أو في التكتيكات الخاصة بالأمن مقابل التطور المستمر في الأخطار. ويرجع ذلك إلى الطبيعة المتغيرة للفضاء الإلكتروني وفقًا للعامل الإنساني. وتصاعد مخاطر التهديدات الإلكترونية على البنية التحتية الكونية للمعلومات[8].

د.الأمن الالكتروني كقضية عسكرية وإستراتيجية

لم يتم الاقتصار على عملية الاهتمام بالامن الالكتروني على البعد التقني وحسب بل تجاوزه الى أبعاد اخري أصبحت ذات علاقة في تفسيير القضية مثل الإبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها ، والتي دفعت الى اهمية ان تكون مرتكزات لتعزيز الامن الالكتروني ،وهو ما عمل على  دعم حقيقة ان الاستخدام غير السلمي للفضاء الإلكتروني يؤثر على كلاًّ من الرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي لجميع الدول التي أصبحت تعتمد على البنية التحتية الكونية لمعلومات.

ه-تصاعد خطر الفاعلين من غير الدول على الامن الالكتروني

ان تصاعد دور الفاعلين من غير الدول في العلاقات الدولية قد اثر بدوره على سيادة الدول وبخاصة مع بروز دور الشركات التكنولوجية عابرة للحدود الدولية وبروز أخطار القرصنة والجريمة الالكترونية والجماعات الإرهابية ، ومن جهة اخرى فقد فرض ذلك تحدي الحفاظ على الامن دون اشراك هؤلاء الفاعلين الجدد في تحمل المسئولية والعبئ في تامين البنية التحية المعلوماتية وبدأ يظهر اتجاه التعددية في الحفاظ على الأمن بين كافة أصحاب المصلحة من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الأكاديمي والتقني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام .

 رابعا : تداعيات الحروب السيبرانية في تحولات القوة الوطنية.

ا- التحول في مفهوم القوة العسكرية

أحدث هذا التطور تحولاً كبيًرا في مفهوم القوة ترتب عليه دخول المجتمع الدولي في مرحلة جديدة تلعب فيها هجمات الفضاء الإلكتروني دورًا أساسيًّا سواء في تعظيم القوة أو الاستحواذ على عناصرها الأساسية. وأصبح التفوق في مجال الفضاء الإلكتروني عنصرًا حيويًّا في تنفيذ عمليات ذات فاعلية في الأرض وفي البحر والجو والفضاء. واعتماد القدرة القتالية في الفضاء الإلكتروني على نظم التحكم والسيطرة[9].

ب- صعود القوة الالكترونية في الشئون الدولية

دخل المجال الإلكتروني ضمن المحددات الجديدة للقوة من حيث طبيعتها وأنماط استخدامها وطبيعة الفاعلين،وانعكاس ذلك على قدرات الدول وعلاقاتها الخارجية،وتعلقت الخصائص الجديدة للقوة "بأنها مجموعة الوسائل والطاقات والإمكانيات المادية وغير المادية، المنظورة وغير المنظورة التي بحوزة الدولة، يستخدمها صانع القرار في فعل مؤثر يحقق مصالح الدولة، وتؤثر في سلوك الوحدات السياسية الأخرى"[10].

ج-تعريف جديد لمفهوم القوة في العلاقات الدولية 

ويعرف "جوزيف ناي" مفهوم القوة الإلكترونية بأنها تشير إلى "مجموعة الموارد المتعلقة بالتحكم والسيطرة على أجهزة الحاسبات والمعلومات والشبكات الإلكترونية والبنية التحتية المعلوماتية والمهارات البشرية المدربة للتعامل مع هذه الوسائل".

د –عناصر القوة الالكترونية

ويمكن القول أن عناصر القوة الإلكترونية ترتكز على وجود نظام متماسك يعظم من القوة المتحصلة من التناغم بين القدرات التكنولوجية والسكان والاقتصاد والصناعة والقوة العسكرية وإرادة الدولة وغيرها من العوامل التي تسهم في دعم إمكانيات الدولة على ممارسة الإكراه، أو الإقناع أو ممارسة التأثير السياسي على أعمال الدول الأخرى، أوعلى الحكام في العالم بغرض الوصول للأهداف الوطنية من خلال قدرات التحكم والسيطرة على الفضاء الإلكتروني.[11].

ه.تصاعد دور القوة الناعمة

الى جانب امكانية استخدام الحروب السيبراية لشن هجمات تخريبية ضد الخصم فهناك ايضا قدرات في مجال استخدام القوة الناعمة عبر نشر المعلومات المضللة والحرب النفسية والتاثير في توجهات الراي العام ، والنشاط السري والاستخباراتي .

  و‌-    تصاعد الاهتمام بتبني سياسات الدفاع الالكتروني

ادت عملية تصاعد الخطر على امن البنية التحتية للدول الى اتجاه عدد زيادة الانفاق على بناء الدفاعات الالكترونية وحماية شباكاتها الوطنية من خطر التهديدات وبناء مؤسسات وطنية للحماية الى جانب تأسيس وحدات للحرب الالكتروني داخل الجيوش وتطوير السياسات الدفاعية  .

خامسا: اثر الحروب السيبرانية في طبيعة وخصائص الصراع الدولي  

أ‌-                 الحروب الالكترونيه وتغير طبيعة الصراع الدولي

·       ساحة جديدة للصراع الدولي

ظهرت العلاقة ما بين الفضاء الإلكتروني والصراع باعتبارها بعدًا جديدًا يتضمن كل شبكات الاتصالات ومصادر المعلومات التي يتم تبادلها إلكترونيًّا ،والصراع الإلكتروني "هو حالة من التعارض في المصالح والقيم يتم تسويته عبر الفضاء الإلكتروني، واتجه الصراع الدولي حول الموارد والمصالح والقيم نحو الاعتماد على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات فيما يعرف بصراع "عصر المعلومات"

·         صراع على العقول والقلوب

والتنافس في ساحة الإنجازات ذات الطبيعة المادية وصراع آخر حول الأفكار والقيم ،ويتميز "الصراع الإلكتروني" Cyber conflict بأن به تدميرًا لا تصاحبه دماء وأشلاء بالضرورة، يتضمن التجسس والتسلل ثم النسف لكن لا دخان ولا أنقاض ولا غبار، ويتميز أطرافه بعدم الوضوح وتكون تداعياته خطيرة، سواء عن طريق التدمير والتخريب واستخدام أسلحة الفضاء الإلكتروني المتعددة[12].

·        اتساع دائرة الصراع والفاعلين فيه

أن انتشار الفضاء الإلكتروني وسهولة الدخول إليه يمكن أن يوسع دائرة الاستهداف بالإضافة إلى زيادة عدد المهاجمين، ولتدور تلك الهجمات المتبادلة على نحو من الكر والفر ليعبر عن حالة صراع ممتد يرتبط بطبيعة الفضاء الإلكتروني المختلفة [13].ودفعت الأهمية المتصاعدة للفضاء الإلكتروني في الاستحواذ على القوة إلى الصراع حول امتلاك مقدراتها وأدواتها من أجل العمل على الحماية والدفاع وتطوير القدرات الهجومية في سبيل تعظيم القوة والتفوق والهيمنة بين الدول والفاعلين من غير الدول وتعزيز  التنافس حول السيطرة والابتكار والتحكم في المعلومات، وتعظيم القدرات القادرة على زيادة النفوذ والتأثير، ليس على نطاق محلي فقط، بل على نطاق دولي أيضًا.

 ·        تعدد ادوات الصراع وطرق الحروب

ولأن المتصارعين "الفعليين" يستخدموا شتى أنواع أسلحة التدمير الممكنة فانهم نقلوا كذلك جبهات القتال التقليدية بشكل موازٍ لها إلى ساحة الفضاء الإلكتروني[14].وكان لتلك التغييرات دور في إعادة التفكير في حركية وديناميكية الصراع وظهور ما يعرف بـ"عصر القوة النسبية" الذي يعني بعجز" القوة العسكرية" عن تأمين الأهداف السياسية المترتبة عليها،مما يخلف آثارًا استراتيجية هائلة على مستوى تركيبة وتوازنات النظام الدولي. .وتتأثر حالة الصراع وانعدام الأمن في الفضاء الإلكتروني بكل أنواع البيئات الأخرى غير المتصلة بالفضاء الإلكتروني كالنزاعات بين الأفراد والصراع بين الجماعات والصراع بين الدول أو صراع بين الشركات الدولية.

·        -الصراع الالكتروني وتغير براديم الحرب

تغير"براديم" الحرب جذريًّا بانتقاله من نسق "الحروب الصناعية بين الدول" إلى نسق "الحرب في وسط الشعوب".ففي الحروب القديمة كان الغرض هو تدمير الخصم، إما باحتلال أرضه أو الاستيلاء على موارده،بينما أصبح في الحرب الجديدة هو التحكم في إرادته وخياراته،ومن ثم كان الدور المحوري للشعوب في هذا الصنف الجديد من الحروب، سواء تعلق الأمر بالسكان المستهدفين في أرضية المواجهة، أو بالرأي العام في الدولة التي تشن الحرب،أو بالرأي العام الإقليمي والدولي. وأصبحت أهداف الحرب أقل مادية،يؤدي فيها العامل النفسي والدعائي دورًا محوريًّا، وسببه تنامي التغطية الإخبارية السمعية البصرية المباشرة للأحداث لحظة وقوعها عبر مواقع الإنترنت والفضائيات إلى جانب ضعف سيطرة أنظمة الحكم على توجهات مواطنيها.

·        بروز صراعات محلية –دولية ذات طبيعة عالمية

وساعدت البيئة المحلية والسياق الدولي للفضاء الإلكتروني على بروز الصراعات ذات البعد المحلي- الدولي من خلال توفير بيئة مناسبة لدمج الفئات والقوى المهمشة في السياسة الدولية وخلق شبكة تحالفات مؤيدة أو معارضة ذات نطاق دولي عريض إما على أساس قيم حقوقية أو انتماءات عرقية أو دينية.وساهم الفضاء الإلكتروني في دعم الهيكل التنظيمي والاتصالي للحركات والجماعات والمنظمات المدنية إلى جانب بروز ظاهرة الفاعلين من غير الدول في عمليات التجنيد والحشد والتعبئة والتمويل.

ب‌-             اهداف الحروب الالكترونيه وفق نمط الصراع .

·        -صراع الكتروني ذو طبيعة سياسية .

وهناك صراع إلكتروني تحركه دوافع سياسية ويأخذ شكلاً عسكريًّا ويتم فيه استخدام قدرات هجومية ودفاعية عبر الفضاء الإلكتروني؛وذلك بهدف إفساد النظم المعلوماتية والشبكات والبنية التحتية وبما يتضمن استخدام أسلحة وأدوات إلكترونية من قبل فاعلين داخل المجتمع المعلوماتي أو من خلال التعاون ما بين قوى أخرى لتحقيق أهداف سياسية[15].

·        صراع إلكتروني ذو طبيعة ناعمة.

وذلك عن طريق الصراع حول الحصول على المعلومات والتأثير في المشاعر والأفكار وشن حرب نفسية وإعلامية،ويتم أيضًا من خلال تسريب المعلومات واستخدامها عبر منصات إعلامية بما يؤثر على طبيعة العلاقات الدولية كالدور الذي لعبه موقع ويكيليكس في الدبلوماسية الدولية.

·        الصراع حول الاستحواذ على التقدم التكنولوجي

 ويأخذ الصراع الإلكتروني طابعًا تنافسيًّا حول الاستحواذ على سبق التقدم التكنولوجي وسرقة الأسرار الاقتصادية والعلمية إلى أن يمتد ذلك الصراع إلى محاولة السيطرة على الإنترنت من خلال السعي للسيطرة على أسماء النطاقات وعناوين المواقع،والتحكم بالمعلومات،والعمل على اختراق الأمن القومي للدول بدون استخدام طائرات أو متفجرات أو حتى انتهاك للحدود السيادية كهجمات قراصنة الكمبيوتر وتدمير المواقع والتجسس بما يكون له من تأثير على تدمير الاقتصاد والبنية التحتية بنفس قوة تفجير تقليدي مدمر.

·        الصراع على المعلومات والاستخبارات

وخاصة مع صعوبة الفصل بين النشاط الذي يتعلق بالاستخبارات وجمع المعلومات وحرب الفضاء الإلكتروني أو التمييز بين الاستخدام السياسي والإجرامي،وتساهم البيئة المثالية تلك للفضاء الإلكتروني في عمل الجماعات المختلفة ودعم القدرة على تشكيل شبكة عالمية بدون سيطرة مباشرة بالإضافة إلى رخص التكلفة وسهولة الاتصال وضعف الرقابة التقليدية عليه، ومثّل ذلك عنصر جذب لاستخدامها وتوظيفها لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية .

سادسا :تطبيقات وأنماط الحروب السيبرانية في الشأن العالمي

1-              نمط "الحرب "الباردة  الالكترونية والصراع "منخفض الشدة":

يتم استخدام الفضاء الإلكتروني كساحة للصراع منخفض الشدة،ويأتي هذا النمط  ليعبر عن صراع ذو طبيعة ممتدة ومستمرة ودائمة النشاط العدائي أو غير السلمي، ويعبر هذا النمط عن صراعات أخرى أعمق وممتدة ذات نواحي ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية. ويتم استخدام نمط"القوة  الناعمة "،  ويتميز هذا النمط بدرجة كبيرة من التعقيد والتداخل في معركة لا نهاية لها،ما بقيت الأبعاد الأخرى للصراع، ولا يتطور هذا النوع من الصراعات بالضرورة إلى حالة استخدام القوة المسلحة بشكلها التقليدي أو من خلال شن حرب إلكترونية واسعة النطاق.وتتم "الحرب الباردة الإلكترونية" من خلال شن الحرب النفسية والاختراقات المتعددة والتجسس وسرقة المعلومات وشن حرب الأفكار، ولا ترقى لعمل عسكري عنيف، أو من خلال انعكاس التنافس العالمي بين الشركات التكنولوجية والنفوذ ما بين أجهزة الاستخبارات الدولية، وهو ما يتم في حالات الصراع السياسي ذو البعد الاجتماعي- الديني الممتد، مثل: حالة الصراع العربي الإسرائيلي أو الصراع ما بين الهند وباكستان أو ما بين كوريا الجنوبية والشمالية، والصراع ما بين مناطق الصراع التاريخية.

والى جانب ذلك تنشط جماعات دولية للقرصنة للتعبير عن مواقف سياسية  او حقوقية مثل جماعة "ويكيليكس"  و"أنونيموس".او في حالات الأزمات الدولية مثل حالة التوتر بين إستونيا وروسيا في عام 2007 والاختراقات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة وروسيا أو ما بين كوريا الجنوبية والشمالية او ما بين إيران والولايات المتحدة [16]

واتهمت روسيا بالقرصنة الالكترونية في الانتخابات الامريكية للتاثير في العملية الديموقراطية وضرب البنية المعلوماتية لدعم مرشح الرئاسة الامريكية "دونالد ترامب" في مواجهة "هيلاري كلينتون "وهو ما تبعه من تعرض روسيا الى هجمات الكترونية اخرى، واتهمت روسيا كذلك بشن هجمات على النرويج والتشيك وبريطانيا وهو ما دفع الاخيرة باعلان الرد في حال تعرضها لهجمات روسية [17].وقيام إيران بشن هجمات الكترونية على منشآت نفطية في الخليج العربي احتجاجا على ما تدعيه " السياسات التمييزية ضد الشيعة"مثل هجمات فيروس "دوكو"في 2012  و هجمات فيروس "شمعون2" ضد السعودية في يناير 2017[18]

2: نمط "الحرب" الالكترونية متوسطه الشدة

يتحول الصراع عبر الفضاء الإلكتروني إلى ساحة موازية لحرب تقليدية دائرة، ويكون تعبيرًا عن حدَّة الصراع القائم بين الأطراف، وقد يكون مقدمة لعمل عسكري. وتدور حرب عبر الفضاء الإلكتروني عن طريق اختراق المواقع وقصفها وشنِّ حرب نفسية وغيرها. ويستمد ذلك الصراع سخونته من قوة أطرافه وارتباطه بعمل عسكري تقليدي.وبخاصة مع  تكلف فقط 4% من تكلفة الآلة العسكرية، بما يمكِّن من تمويل حملة حربية كاملة عبر الإنترنت بتكلفة دبابة. كما أنَّها لا تستغرق إلا وقتًا بسيطًا. ويتم استخدام الفضاء الإلكتروني في الصراع  بطريقة موازية  للحرب التقليدية. وتاريخيًّا تم استخدامه في هجمات حلف الناتو عام 1999 على يوغسلافيا، وتستهدف الهجمات  شبكات الاتصالات ويعطلها، ما يؤدي تلقائيًّا لتوقف شبكات الجيش[19]. وتم استخدام هذا النمط من الهجمات في  الحرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006، ، وتم استخدام الهجمات الإلكترونية في حالة الحرب الجورجية-الروسية في أغسطس من العام 2008. وتم ذلك في المواجهات بين حماس وإسرائيل في عام 2009 وفي نوفمبر 2012.

3:نمط الحرب الالكترونية "الساخنه "والصراع مرتفع الشدة.

على الرغم من ان العالم لم يشهد حربا الكترونيا منفردة ودون العمل العسكري التقليدي الا ان هناك ارهاصات لتحول ذلك في المستقبل. ويتميز هذا النمط من الصراع على سيطرة البعد التكنولوجي على إدارة العمليات الحربية حيث يتم استخدام الأسلحة الإلكترونية فقط ضد منشآت العدو، ويتم استخدام الروبوتات الآلية في الحروب والتي يتم إدارتها عن بعد فضلاً عن الطائرات بدون طيار، ويتم تطوير القدرات في مجال الدفاع والهجوم الإلكتروني والاستحواذ على القوة الإلكترونية،ويتم استخدام الفضاء الإلكتروني في الاستعداد لحرب المستقبل والقيام بتدريبات على توجيه ضربة أولى لحواسب العدو، واختراق العمليات العسكرية عالية التقنية، أو حتى باستهداف الحياة المدنية والبنية التحتية المعلوماتية. ولعل الهدف من وراء ذلك؛ تحقيق "الهيمنة الإلكترونية الواسعة" بشكل أسرع في حالة نشوب صراع.

ويتم التقدم في مجال استخدام كافة أنواع الأسلحة الإلكترونية مثل أسلحة الميكروويف عالية القدرة،وتم توجيه هجمات إلكترونية باستخدام عدد من الفيروسات مثل قيام اسرائيل بشن هجمات فيروس ستاكس نت في أكتوبر2010 ضد المنشآت النووية الإيرانية بالتعاون مع الولايات المتحدة [20] و تم تطويرها وتجربتها عام 2007 في إسرائيل[21].

سابعا : الحرب السيبرانية ومخاطر عسكرة الفضاء الالكتروني 

أدت علاقة الفضاء الإلكتروني بعمل المنشآت الحيوية سواء أكانت مدنية أو عسكرية  لقابلية تعرضها لهجوم من خلاله إما يستهدفه كوسيط وحامل للخدمات أو بشل عمل أنظمتها المعلوماتية،‏ويكون من شأنه التأثير على القيام بوظيفتها ومن ثم فإن التحكم في تنفيذ هذا الهجوم يعد أداة سيطرة ونفوذ استراتيجية بالغة الأهمية سواء في زمن السلم أو الحرب[22].

أصبح للفضاء الإلكتروني دور فيما يطلق عليه "القوة المؤسسية"في السياسة الدولية والتي تعني أن يكون لها دور في قوة الفاعلين وتحقيق أهدافهم وقيمهم في ظل التنافس مع الآخرين،والمساهمة في تشكل الفعل الاجتماعي في ظل المعرفة والمحددات المتاحة والتي تؤثر في نظريات العلاقات الدولية وتشكيل السياسة العالمية.[23]

واثر المجال الالكتروني في  تشكيل قدرة الأطراف المؤثرة، والتي يعد من أبرزها الأطراف الدولية الناشئة، مثل الولايات المتحدة التي كان لديها ما يشبه الاحتكار لمصادر القوة منذ نهاية الحرب الباردة،ولتظهر عملية انتقال القوة وانتشارها بين أطراف متعددة سواء أكانت دولاً أو من غير الدول[24].

وشهد المجتمع الدولي اتجاهات التحول في قضية التعامل مع تهديدات الفضاء الالكتروني وامكانية تحول الفضاء الالكتروني نحو العسكره وبرز ذلك في عدة اتجاهات لعل اهما ، تصاعد الهجمات الالكترونية ومخاطرها على امن الفضاء الالكتروني ،والتطور في مجال سياسات الدفاع والأمن الالكتروني ، وتصاعد القدرات في سباق التسلح السيبراني عبر الفضاء الإلكتروني وتبني سياسات دفاعية سيبرانية لدي الاجهزة المعنية بالدفاع والامن ،وتصاعد حجم الاسثتمار في مجال تطوير ادوات الحرب السيبرانية داخل الجيوش الحديثة.

 وهو ما دفع العديد من الدول الى العمل على ، ادخال الفضاء الالكتروني ضمن استراتيجية  الامن القومي لديها ، تحديث الجيوش بتدشين وحدات متخصصة في الحروب الالكترونية ، واقامة هيئات وطنية للامن والدفاع الالكتروني ، والقيام بالتدريب وإجراء المناورات لتعزيز الدفاعات الالكترونية ، والعمل على تعزيز التعاون الدولي في مجالات تامين الفضاء الالكتروني. والقيام بمشروعات وطنية للامن الالكترونية      

وتبنت العديد من الدول استراتيجية حرب المعلومات باعتبارها حربًا للمستقبل،والتي يتم خوضها بهدف التشتيت وإثارة الاضطرابات في عملية صناعة القرارات عبر: الدخول إلى أنظمة الطرف الآخر،استخدام ونقل معلوماته بعد الأهمية المتزايدة للفضاء الإلكتروني. وترى الدول الكبرى أن من يحدد مصير المعركة ليس من يملك القوة، وإنما القادر على شلِّ القوة والتشويش على المعلومة. [25]

ودفع ذلك العديد من الدول الى ان تكون على قدر من الاستعداد لتلك التحديات الأمنية الجديدة من خلال العمل على تحديث النشاطي الدفاعي لمواجهة مخاطر الحرب السيبرانية ،ومن جهة أخرى الاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية وتأمينها ، وتحديث القدرات العسكرية في مجال الحرب الالكترونية وتدشين وحدات حرب خاصة بها ، ورفع كفاءة الجاهزية للحرب السيبرانية عن طريق التدريب والمشاركة الدولية في حماية البنية المعلوماتية ،والاستثمار في رفع القدرات البشرية داخل الاجهزة الوطنية المعنية ، ويتعلق التوجه الأخطر بنقل تلك القدرات من الدفاع الى الهجوم عن طريق استخدام تلك الهجمات في اطار إدارة الصراع والتوتر مع دول اخرى .[26]

وقام عدد من الدول بتشكيل وحدات للحرب الإلكترونية ضمن قواتها المسلحة، وقامت الولايات المتحدة بتشكيل قيادة عسكرية للفضاء الإلكتروني وأصبحت تتجه بعض الدول إلى تخصيص ميزانيات للدفاع والأمن الإلكتروني. واتجهت الدول لتعزيز دفاعاتها ضد خطر التعرض للهجمات الإلكترونية،ولكن الاتجاه الأكثر خطورة هو التحول من اتخاذ إجراءات وقائية ذات طابع دفاعي إلى الاتجاه إلى تبني سياسات هجومية.

وتبقى المشكلة في أنه عند دخول العالم سباق التسلح الإلكترونيA Cyber Arms Race  يكون لدينا مشكلة في تحديد ماهية تلك الأسلحة التي يمتلكها الآخرون، ومن ثم لا يصبح لدى المجتمع الدولي قدرة سريعة على التدخل لاحتواء التقدم في مجال تلك الأسلحة ولا يوجد مجال لتفعيل التفتيش كآلية مراقبة مثل حالة الأسلحة النووية.

وتشمل عملية بناء القدرات العسكرية في مجال الأسلحة الإلكترونيه السعي إلى امتلاك التكنولوجيا وأنظمة الحماية وتطوير قدرات هجومية تعمل على تحقيق التفوق التقنيّ، والهدف الثاني،تطوير القدرات الهجومية إما عبر بناء القدرات الذاتية أو بالاستعانة بالأفراد والشركات المتخصصة وتطوير القدرة على اختبار مدى الجاهزية لمواجهة الهجمات الإلكترونية،والثالث،العمل على توفير الميزانيات المخصصة لتطوير القدرات الهجومية والدفاعية وبخاصة مع قلة تكلفتها مقارنة بحجم ما ينفق على الجيوش التقليدية.

وتتمثل متطلبات توافر الأمن الإلكتروني الدولي في: اختبار سلامة الدفاعات الإلكترونية، التأكد من سلامتها، عدم تعرُّضها لأي خلل فني طارئ، ألا تعالَج هذه المسألة منفصلة عن

غيرها وإنما من ضمن ترسانة شاملة للدفاع تشكل إطارًا رادعًا لأي حرب استباقية

مدير المركز العربي لآبحاث الفضاء الالكتروني* 



[1] عادل عبد الصادق ،"حروب المستقبل ..الهجوم الإلكتروني علي برنامج ايران النووي"،مجلة السياسة الدولية ، مؤسسة الاهرام ، ابريل 2011.

[2] يوجد عدد كبير من المسميات باللغة الإنجليزية التي تحاول أن تصف ذلك النشاط، والتي منها: -Cyber attacks, Cyber war، net war، computer network attacks، information warfare، cyber terrorism، electronic war، asymmetric war and others

[3] عادل عبد الصادق، "الإرهاب الالكتروني. القوة في العلاقات الدولية.. نمط جديد وتحديات مختلفة"، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، القاهرة، الطبعة الاولي،  2009، ص ص155-229

[4]Richard K. Betts.Conflict after the Cold War: Arguments on Causes of War and Peace, 2nd ed. (New York: Longman, 2002): 548-557.

[5]Williamson, Information Operations: 15-22.

[6] مصطفى علوي،«مفهوم الأمن في مرحلة ما بعد الحرب الباردة«، في أبحاث المؤتمر الذي عقده مركز الدراسات الآسيوية 4-5 مايو 2002: قضايا الأمن في آسيا، تحرير هدي ميتكيس، والسيد صدقي عابدين (القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. مركز الدراسات الأسيوية،2004):14.

[7]Martin C. Libicki.Conquest in Cyberspace: National Security and Information Warfare (New York: Cambridge University Press, 2007): 1-14.

[8]MorganeFouché, Robert Macrae and Jon Danielsson.“Could a Cyber Attack Cause a Financial Crisis?” World Economic Forum(13 June 2016), online e-article, https://www.weforum.org/agenda/2016/06/could-a-cyber-attack-cause-a-financial-crisis

[9]Arsenio T. Gumahad.Cyber Troops and Net War: The Profession of Arms in the Information Age (Alabama: Air University. Air War College, 1996): 57-156.

[10]جوزيف س. ناي الابن، المنازعات الدولية: مقدمة للنظرية والتاريخ، ترجمة أحمد أمين الجمل، ومجدي كامل (القاهرة:الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، 1997): 82.

[11] عادل عبد الصادق، «الفضاء الإلكتروني والتحول في سياسات أجهزة الاستخبارات الدولية»، كراسات استراتيجية، العدد 247 (2013): 10-12.

[12]Myriam Dunn,“The Cyberspace Dimension in Armed Conflict: Approaching a Complex Issue with Assistance of the Morphological Method”, Information and Security: An International Journal7 (2001): 145-158, online e-article,

http://procon.bg/system/files/07.08_Dunn.pdf

[13]Jennie M. Williamson.Information Operations: Computer Network Attack in the 21st Century, Strategy Research Project (Pennsylvania: U.S. Army War College. Carlisle Barracks, 2002): 15-22.

[14] عادل عبد الصادق، «هل يمثل الإرهاب الإلكتروني شكلاً جديدًا من أشكال الصراع الدولي»، ملف الأهرام الاستراتيجي، العدد 156 (ديسمبر 2007).

[15]Dunn. Information Age Conflicts: 2-6

[16]DavidE.Sanger, Confrontand Conceal:ObamasSecretWarsand SurprisingUseofAmericanPower (New York: Crown,2012): 188;RalphLangner:CrackingStuxnet, a21st CenturyCyberWeapon, TED,

http://www.ted.com/talks/ralph_langner_cracking_stuxnet_a_21st_century_cyberweapon

[17] Britain could carry out cyber attacks to defend itself against Russia,news, Telegraph, 2 February 2017

 http://www.telegraph.co.uk/news/2017/02/02/britain-could-carry-cyber-attacks-defend-against-russia-suggests/

[18] Saudi Arabia warns on cyber defense as Shamoon resurfaces, Technology News , Reuters , Mon Jan 23, 2017,

http://www.reuters.com/article/us-saudi-cyber-idUSKBN1571ZR

[19]Florian Bieber, “Cyberwar or Sideshow? The Internet and the Balkan Wars”, Current History 99, no. 635 (Mar 2000): 124-128, online e-article, http://search.proquest.com/docview/200751259?accountid=7180

[20]Robert McMillan. “Was Stuxnet Built to Attack Iran's Nuclear Program?” PC World, http://www.pcworld.com/businesscenter/article/205827/was_stuxnet_built_to_attack_irans_nuclear_program.html

[21]William. J. Broad, John Markoff and David E. Sanger, “Israeli Test on Worm Called Crucial in Iran Nuclear Delay”, The New York Times(15 Jan 2011), online e-article, http://www.nytimes.com/2011/01/16/world/middleeast/16stuxnet.html?_r=1&pagewanted=all

[22] عادل عبد الصادق، الفضاء الإلكتروني والعلاقات الدولية: دراسة في النظرية والتطبيق (القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2016): 22-265.

[23]David Held et al.,Global Transformations: Politics, Economics, and Culture (California: Stanford University Press, 1999).

[24]Joseph S. Nye.The Future of Power (New York: Public Affairs, 2011).

[25]E.Nakashima.“U.S.AcceleratingCyberweaponResearch,TheWashingtonPost, online e-article, https://www.washingtonpost.com/world/national-security/us-accelerating-cyberweapon-research/2012/03/13/gIQAMRGVLS_story.html

[26] عادل عبد الصادق ،القوة الالكترونية :اسلحة الانتشار الشامل في عصر الفضاء الالكتروني "، مجلة السياسية الدولية ، العدد 188 ، ابريل 2012



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>