فيسبوك يوجه ضربة جديدة للتلفزيون بالاستثمار في الفيديو

20-02-2017 01:10 AM - عدد القراءات : 648
كتب العرب -لندن
تسعى شركة فيسبوك إلى زيادة إيراداتها الرقمية من خلال الاستثمار في الفيديوهات، مستفيدة من منصاتها المتعددة، وتعمل على اختبار الإعلانات في منتصف الفيديو والبث المباشر، بشكل مشابه للفواصل الإعلانية على التلفزيون، وهو ما يشكل منافسة قاسية للتلفزيون الذي يعاني من تدهور إيرادات الإعلانات.
فيسبوك يوجه ضربة جديدة للتلفزيون بالاستثمار في الفيديو

لوس أنجلس – توجّه شركة فيسبوك أنظارها إلى ميدان آخر لزيادة إيراداتها، بعيدا عن مجال الأخبار الذي لقي انتقادات كبيرة مؤخرا بسبب الأخبار الكاذبة والمضللة، مع تعدد الخيارات المتاحة أمامها لاستقطاب المستخدمين والمعلنين.

وتملك الشركة خيارات عديدة في مقدمتها زيادة أعداد المستخدمين، وهو أمر مؤكد بالنسبة إليها حيث شهدت أعداد المستخدمين ارتفاعا بواقع 17 بالمئة، وحتى لو كان هؤلاء المستخدمون ينتمون إلى مناطق جغرافية فقيرة لا تنفق الكثير من المبالغ على الإعلانات الرقمية، إلا أن مجمل الإيرادات لا يمكن تجاهلها.

تضاف إلى ذلك زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصة، ودفع المعلنين لشراء إعلانات أكثر، نظرا إلى اتساع دائرة اهتمامات فيسبوك وضمها للعديد من التطبيقات الأخرى مثل إنستغرام وواتساب، وفق ما ذكرت هانا كوتشلر في تقرير لصحيفة فايننشال تايمز.

وتقول شركة الأبحاث إي ماركيتير إن تطبيق إنستغرام سيقدم إيرادات لشركة فيسبوك تقدربـ 3.64 مليار دولار هذا العام 2017 ، وهو ما يشكل حافزا لفيسبوك للمضي قدما في هذا المجال.

وصرح ديفيد وينر، كبير الإداريين الماليين في فيسبوك، أن المحتوى الإخباري على تطبيق إنستغرام مازال بإمكانه جلب المزيد من الإعلانات، إلى جانب النمو في عدد المستخدمين والوقت الذي يقضونه على تطبيق الصور، الذي سيزيد أيضا من الإيرادات بالتأكيد.

وأشار وينر إلى وجود الكثير من الأماكن التي يستطيعون فيها تكرار ظهور الإعلانات.

وقال “بالنظر إلى الطريقة التي تسير بها الأعمال حاليا، نجد أن الجزء الأكبر من الإيرادات والنمو يأتي من موقع فيسبوك، كما يقدم إنستغرام مساهمة تتزايد تباعا، ونحن نجرّب خدمات أخرى”.ويملك تطبيق إنستغرام اليوم 150 مليون مستخدم ناشط شهرياً، ويتيح نشر مجموعة من الصور تدوم لمدة 24 ساعة فقط، وتطرح الإعلانات في إنستغرام أسرع مما هو معتاد في المنصات الأخرى.

وترى ديبرا أهو ويليامسون، المحللة في شركة إي ماركيتير، أن تطبيق إنستغرام يجذب المعلنين، فهو يجمع ما بين المراهقين وجيل الألفيّة، ولديه أيضا متابعون من جيل الستينات والسبعينات، لهذا يُعتبر أكثر جاذبية للمُعلنين الذين لا يستهدفون المراهقين.

وأضافت “إن جمهوره أكبر بكثير من جمهور سنابشات وأكثر تنوعا”.

وتتطلع فيسبوك في استراتيجيتها لزيادة الإيرادات إلى تغذية أخبار جديدة، عبر منصاتها المتعددة، حيث تتركز رؤية مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي، لمستقبل التطبيق على وضع الفيديوهات بالدرجة الأولى، وخصص زرا للفيديوهات فقط، بعيدا عن المحتوى الإخباري في موقع فيسبوك.

وقال إن هذه الخطوة تتيح إظهار جميع الفيديوهات القصيرة والمحتوى الرقمي اللذين يبثهما المستخدمون، وهي في طور التقدم مع تطور نموذج الأعمال، مشيرا إلى أن “مستقبل الفيديوهات يوازي في نموه الدرجة نفسها التي حظي بها الهاتف الخلوي”.

وتعمل شركة فيسبوك على اختبار الإعلانات في منتصف الفيديو والبث المباشر، بشكل مشابه للفواصل الإعلانية على التلفزيون.

وأفادت شيريل ساندبيرج، كبيرة الإداريين التشغيليين في شركة فيسبوك، أن هذه الاختبارات الآن في “مرحلة تجريبية مُبكرة” والشركة تعمل مع المسوّقين لمساعدتهم في تعلّم كيفية صناعة إعلانات فيديو أفضل.

3.64 مليار دولار الإيرادات التي سيقدمها إنستغرام لفيسبوك عام 2017

ويقول متخصصون في مجال الإعلام إن خطوة فيسبوك هذه، ستتسبب في المزيد من المتاعب للتلفزيون وشركات الكابل، والتي ستخسر المزيد من المعلنين والإيرادات، فهي تمثل تهديدا أكبر من شركة نيتفليكس التي أطلقت العام الماضي مجموعة “برايم” للفيديوهات الرقمية بوصفها اشتراكا مستقلا في الولايات المتحدة.

وقال ريد هاستينغز، وهو الرئيس التنفيذي لشركة نيتفليكس إن شركته في طريقها لبلوغ 100 مليون مشترك “في وقت ما” من عام 2017.

وأظهرت دراسة أجراها مايكل نايثونسون أنّ نيتفليكس تسبّبت في 50 بالمئة من التراجع الذي عانت منه التلفزيونات في الولايات المتحدة خلال عام 2015.

وأشارت الدراسة نفسها إلى أنّ نسبة التراجع في مشاهدة التلفزيونات بلغت 3 بالمئة في 2015، فيما توقّع نايثونسون استمرار ارتفاع ساعات المشاهدة عبر نيتفليكس حتى تبلغ 14 بالمئة من إجمالي ساعات المشاهدة التلفزيونية بحلول 2020.

وأوضح نايثونسون أنّ الشبكة تعتبر حاليا مصدر “أوجاع للصناعة التلفزيونية التقليدية، إلا أنّها لن تكون بالضرورة سببا في وفاتها”.

من جهته، حذّر آلن ولك في مقال نشره في صحيفة الغارديان البريطانية في فبراير 2015 من التأثيرات السلبية البالغة التي ألحقها نيتفليكس وخدمات أخرى توفّر المشاهدة عند الطلب بقطاع الإعلانات في الولايات المتحدة وغيرها من الدول.

وشدّد المستشار في قطاع الأعمال ومستقبل التلفزيون على أنّه في ظل استنزاف هذه الشركات لإيرادات الإعلانات التلفزيونية “أصبحنا بحاجة ملحّة إلى خلق نموذج جديد للعمل بسرعة على تمويل البرامج التلفزيونية المختلفة مستقبلا، وتأمين استمرارية هذه الصناعة”.

يذكر أن إيرادات فيسبوك توسعت بنسبة 51 في المئة إلى 8.8 مليار دولار، خلال الربع الرابع لعام 2016، وساهم الهاتف الخلوي بنسبة 84 في المئة من هذه الإيرادات، ما أدى إلى صافي دخل بمقدار 3.5 مليار دولار للربع الرابع. وهو نتيجة 1.9 مليار مستخدم لفيسبوك، مع 1.2 مليار يدخلون الموقع يوميا.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>