'مناظرة مع عقل داعش'.. محاولة لفهم آلية تفكير الإرهاب

03-09-2016 12:26 PM - عدد القراءات : 13284
كتب العرب -لندن
الباحث اللبناني مازن شندب استغل في كتابه الأخير 'مناظرة مع عقل داعش حول استراتيجية استقطاب النساء والرجال'.

مسألة الاستقطاب والانضمام أو الجذب الجهادي، الذي برز بشكله الواضح مع تنظيم الدولة الإسلامية في العصر الراهن، كانت محل اشتغال للباحث اللبناني مازن شندب في كتابه الأخير “مناظرة مع عقل داعش حول استراتيجية استقطاب النساء والرجال”، خاصة وأن المسألة بأبعادها لا تختصر في هجرة الرجال بل شملت النساء أيضا، وبذلك فإن قضيتي الاستقطاب والانضمام قد اختلفتا جذريا بحسب مازن شندب مع تنظيم الدولة الاسلامية كونهما أخذتا شكلا مختلفا ذا أبعاد وجوانب غير معهودة من قبل في كل مسيرة السلفية الجهادية.

ومن هذا المنطلق، فإن البحث في قضية الاستقطاب له ما يبرره عند المؤلف “فهناك مسألة في غاية الأهمية لم تأخذ حقها في المعالجة بعد، لا في الإعلام ولا في السياسة، وهي أن المسافة بين حجم القتل الذي ينفذه داعش والأساليب والطرق التي يعتمدها، وبين القضايا أو العناوين التي يقاتل تحت رايتها، كبيرة وكبيرة جدا”.

وهو بذلك على عكس تنظيم القاعدة الذي يقاتل ويرهب لأجل تحقيق أهداف سياسية واضحة وجلية تتمثل في محاربة الأميركيين والغرب مع بعض التعديلات التي أرساها بمناسبة الربيع العربي والمتمثلة بشكل خاص في نصرة أهل الشام ضد النظام السوري وميليشيات إيران في سوريا. وهو ما يعني بحسب المؤلف أن هناك بعض الواقعية في خطاب القاعدة السياسي، نجدها مفقودة في خطاب تنظيم الدولة الإسلامية الذي حرق كل المراحل ليضعنا في فخ الخلافة وهو العالِمُ أكثر من غيره بأنها هدف مستحيل في ظل الوضع الدولي القائم. هذه اللاواقعية عند داعش تجعل دراسة مسألة الاستقطاب والانضمام على قدر معين من الأهمية.

صدر الكتاب “مناظرة مع عقل داعش” عن الدار العربية للعلوم ناشرون ويحتوي على خمسة فصول يتحدث الأول عن الجهادية العالمية من الأحادية إلى الثنائية، أما الفصل الثاني فيتناول الجهادية العالمية بين صراع الحضارات وصراع الأقطاب، في حين يناقش الفصل الثالث الجهادية العالمية بين حمام الردع وصقور الرعب، أما الفصل الرابع فخصصه الكاتب للحديث عن الجهادية العالمية بين الاستنهاض والاستقطاب، واعتنى الفصل الخامس والأخير بظاهرة الجهادية العالمية بين الاستقطاب والانضمام.



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>