مؤتمر «عالم إي أم سي2» بإيقاع ثنائي للـ«فلاش» و«ديل»

31-05-2016 04:15 AM - عدد القراءات : 5360
كتب «لاس فيغاس» (الولايات المتحدة) - أحمد مغربي
لم يجد السائق اللبناني الأصل للتاكسي الذي نقلني من مطار «لاس فيغاس» إلى الفندق، سوى السؤال عن موعد انتخاب رئيس جمهورية للبنان. ولم تكن الإجابة سوى: «أعدني إلى المطار».
مؤتمر «عالم إي أم سي2» بإيقاع ثنائي للـ«فلاش» و«ديل»

لم يجد السائق اللبناني الأصل للتاكسي الذي نقلني من مطار «لاس فيغاس» إلى الفندق، سوى السؤال عن موعد انتخاب رئيس جمهورية للبنان. ولم تكن الإجابة سوى: «أعدني إلى المطار». ضجّت السيارة بالضحك. وعندما علِم أنني أقصد فندق «بلازيو»، توقّع أن ضخامة الفندق ستكون مربكة، خصوصاً أنّه يشكّل «ثنائيّاً» مع فندق «فنيشيان» المتصّل به. لاحقاً، صحّت توقّعات السائق. إذ تحدّت الضخامة الهائلة للفندقين، استخدامي المتواصل للخريطة التي تظهر القاعات الضخمة والأروقة الطويلة ذات الممرات المتفرعة، والأسواق المتشابكة الممتدة بين الفندقين.

ولعل تلك الضخامة المذهلة كانت تمهيداً لضخامة الحدث «الثنائيّة» التي شكّلت قوام مؤتمر ومعرض «عالم «إي أم سي2»- 2016» EMC2 World 2016. تكوّنت الثنائيّة من الاندماج الساري قدماً بين شركتي «ديل» Dell للكومبيوتر، و«إي أم سي2» الذي تقدّر قيمته بقرابة 67 بليون دولار. ولأن مقري الشركتين في الولايات المتحدة ولكون مكاتبها وأعمالهما منتشرة عالميّاً، يتوجّب حصول الاندماج على موافقة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين والهند وروسيا وغيرها، وهو ما يتحقّق تدريجيّاً.

المفارقة أنّ «ديل» كانت في حال اندماج لسنوات طويلة مع شركة «هيولييت باكارد» (تشتهر أكثر باسم «آتش بي» HP)، ولم تنفصم عرى الاندماج إلا قبل سنتين وبضعة شهور! وفي حال اكتمال الاندماج، تستحوذ «ديل» على «إي أم سي2» التي يتمحوّر معظم عملها في الخوادم وأدوات التخزين المتنوعة. ووفق ما أُعلِن تكراراً في كلمات ميتشل ديل، المؤسّس والرئيس التنفيذي لـ»ديل»، وجورج توتشي، الرئيس قيد الاستقالة لشركة «إي أم سي2»، يشبه الاندماج «الكف والقفّاز، بمعنى أن معظم ما تصنعه إحدى الشركتين، لا يتداخل مع ما تصنعه الأخرى... فهما متكاملان حتى قبل الاندماج».

هل يكتمل عقد ذلك الزواج المتوقّع إتمامه قبل نهاية العام الحالي؟ هل يصوّت حاملو أسهم «ديل» لمصلحة الصفقة الضخمة، على رغم بعض القلق من الوضع المالي للشركة التي تعاني انصراف الجمهور نسبيّاً عن الكومبيوتر كجهاز، لمصلحة الأجهزة المحمولة الممتدة من الخليوي إلى «تابلت» إلى التقنيات القابلة للارتداء؟ هل لجأت «ديل» إلى الاندماج بسبب ذلك الانصراف تحديداً؟ ربما مضى بعض الوقت قبل ظهور إجابات كافية.

هيمنة الـ «فلاش»

«إنّ سنة 2016 مكرّسة للانتقال كليّاً إلى تقنية «فلاش» 2016 All Flash Year. تردّدت تلك الجملة- الشعار التي تؤكّد الأهمية المرتفعة التي توليها شركة «إي أم سي2» لتقنيّة «فلاش». وبالنسبة لكثيرين، ليست الـ»فلاش» سوى تلك الأدوات المستطيلة التي تشبه عصياً صغيرة، التي صارت أساساً في تخزين المواد الرقميّة، وحلّت بديلاً للأقراص المرنة (من يذكرها؟)، والأسطوانات المدمجة. في بعض الأسواق العربيّة، هناك أدوات ذاكرة «فلاش» (يترجمها البعض «الذاكرة الومضيّة»)، تصل سعة تخزينها إلى «تيرابايت» (= ألف غيغابايت)، بقرابة 50 دولاراً.

في المؤتمر، عرضت «إي أم سي2» أجهزة فائقة التقدّم تعمل بتقنية «فلاش»، خصوصاً جهاز تخزين المعلومات «يونيتي» Unity الذي يستطيع تخزين 3 بيتابايت (الـ1 بيتابايت= 1000 تيرابايت، أو مليون غيغابايت) من المواد كافة كالنصوص والصور وتسجيلات الصوت وأشرطة الفيديو، ويستطيع التعامل مع 300 ألف عملية تخزين في الثانية. وقدّمته الشركة باعتباره ركناً في صنع «سحابة رقميّة محليّة» Local Cloud، لأنه مجهّز بتقنيات تمكّن من الاستخدام المكثّف والمتنوّع. وزوّدته بمنصة رقميّة مرنة، تعمل عبر نظام مفتوح المصدر. ولعل الأهم هو أنّ «إي أم سي2» تقدّم مع جهاز الـ«فلاش» أدوات تمكّن تقنيّي أقسام المعلوماتيّة في الشركات المتوسّطة والصغيرة، وهي التي يتوجّه «يونتي» إليها أساساً، من صنع تطبيقات رقميّة خاصة بهم، بمعنى أن تكون متلائمة مع متطلبات عمل المؤسّسة من جهة ومع الجمهور الذي تتعامل معه تلك المؤسّسة.

وكذلك يجري النظر إلى «يونيتي» باعتباره ركناً في إنشاء «مركز المعلومات الحديث» الذي روّجته الشركة في الحدث نفسه.

واستطراداً، أطلقت «إي أم سي2» تعبيراً مبتكراً عن تلك القدرة على صنع تطبيقات رقميّة استناداً إلى «سحابة» مخزّنة على جهاز يعمل بتقنيّة «فلاش»، هو «التطبيقات الأصيلة للسحابة»

Cloud Native Application، بمعنى أنها تولد وتتطوّر على «سحابة»، يتفرّد جهاز «يونيتي» بجعل تلك الولادة تحدث بتقنية «فلاش»! ومثلاً، تستطيع جريدة كـ«الحياة» استخدام ذلك الجهاز مع برامجه، كي تصنع تطبيق أو مجموعة تطبيقات، تعمل على تسهيل وتسريع العمل داخل تلك المؤسّسة من جهة، وتطلّق نمطاً جديداً في التعامل مع قرّاء الجريدة وموقعها الإلكتروني من جهة ثانية.

ومن البرامج التي تساند جهاز «يونيتي» وتدعم هيمنة تقنية الـ«فلاش»، أبرزت شركة «إي أم سي2» برنامج «إكسبكت مور» Xpect More الذي يتولّى حماية المعلومات ويضمن ثبات المعلومات المخزّنة بتقنيّة الـ«فلاش»، مع الإشارة إلى أنّ ذلك الثبات هو أشد الأمور التي يهجس بها مستخدمو أدوات الـ «فلاش».



© 2012 جميع الحقوق محفوظة لــ المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى
>