وجهت انتقادات لاذعة لحساب دار الإفتاء المصرية على تويتر، في الأيام الأخيرة بعد حظرها عددا كبيرا من الحسابات التي ناقشت بعض التغريدات المنشورة.
وانتشر على نطاق واسع هاشتاغ “#دار_الإفتاء_المصرية_بلكتني، (حظرتني) للسخرية من أدمن الحساب الذي حول الأمر، وفق مغردين “إلى معارك شخصية صبيانية”.
وسخر مغردون من أن الأمر يندرج ضمن سياق "التجديد الديني".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أطلق دعوات عدة لتجديد الخطاب الديني. لكن الأساليب المتبعة أثارت سخرية واسعة على غرار "أكشاك الفتوى" التي ظهرت في محطات مترو الأنفاق.
ويبدأ الطريق إلى “بلوك” دار الإفتاء، من تغريدة يكتبها أدمن الحساب، لتبدأ الاستنكارات، والردود الغاضبة أو حتى المتعقلة، لكن في النهاية، يتعرض المعارض لرأي الأدمن إلى الحظر.
وعاب المغردون على الأدمن تركيزه على المرأة، حتى أن بعض التغريدات -خاصة المتعلقة بالحجاب- يعاد نشرها من وقت إلى آخر.
ووصفت مغردة الحساب بأنه “دار الإفتاء.. ركن المرأة”. وجاء في تغريدة “المرأة قبل الإسلام كانت تعامل في بعض القوانين كالطفل أو المجنون، أي لا أهلية لها”. وجادل منتقدون الأدمن، مؤكدين أن السيدات في العديد من المجتمعات وقبل ظهور الإسلام، كن ملكات.
وضربن أمثلة على ذلك بـ”بلقيس ملكة سبأ” و”الملكات الفرعونيات في مصر”. وأكد مغردون أن المرأة في مجتمع شبه الجزيرة العربية، كانت تحتل موقعا هاما فيه، فالسيدة خديجة على سبيل المثال كانت تتحكم في تجارتها، بل هي التي أقدمت على طلب الزواج من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك كله قبل ظهور الإسلام.
مغردون عابوا على الأدمن تركيزه على المرأة، حتى أن بعض التغريدات يعاد نشرها تكرارا
كان الاعتراض الرئيس لدى المغردين على “السذاجة” التي “يتميز″ بها أدمن دار الإفتاء. وقال معلقون إن المشكلة الحقيقة تكمن في أنه غير واع بالتاريخ، والواقع الافتراضي الذي انضم إليه، وهو أن للجميع القدرة على البحث والمعرفة، والرد والمناقشة.
وفي تغريدة متعلقة بالحجاب، افترض الحساب أن “الحجاب فُرض حتى يحمي الإسلام المرأة من نظرات أصحاب الشهوات”، فما كان من المغردين إلا أنهم سألوا “ولماذا يُفرض على المرأة شيء بذنب آخرين؟ ولماذا لم تكتب عقاب أصحاب الشهوات بدلا من تمحور التغريدات حول المرأة؟”.
وللدفاع عن الحظر ومواجهة المعارضين، وردت تغريدات تؤكد أن ما يُكتب من الثوابت، ومخالفته “حرام”، وردّ أدمن دار الإفتاء في تغريدة “البعض يهاجم فرض الحجاب ويظن أن بهجومه هذا سيتم إلغاء فرضه فنقول له الحجاب فُرض بالقرآن والسنة والإجماع ولم يقل أحد من الفقهاء خلاف ذلك”.
وقال في أخرى “عورة المرأة جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين #الحجاب_فرض”.
وتحوّل الأدمن أيضا إلى مناقشة قضية ميراث المرأة بعدما أثيرت في تونس. وكتب في إحدى التغريدات “يجب على المؤمن التسليم للشرع في أمور الدين، وحسن الاتباع في ما لم يكشف له عن معانيه”، وذلك بدلا من الدخول في مناقشة عقلية يستفيد منها مستخدمو تويتر.
وأثارت تغرديدة، حذفها الأدمن في ما بعد سخرية وجدلا واسعين واستدعت بعدها حملة “بلوك” كبيرة لكل المنتقدين والمهاجمين، لكن الحساب عاد إلى التغريد مرة أخرى مؤكدا أن الحساب سُرق وتمت استعادته بعد ذلك بساعتين.
وجاء في التغريدة “في ظل الفكر الفاسد تعاشر المرأة الرجال بالمال والعشق المؤقت دون مسؤولية، وقلبها موزع بين العشاق، مرهقة ومحرومة من الولد، مفصولة عن الانتماء”. وتساءل مغردون عن معنى التغريدة “غير المفهومة” فتساءل أحدهم “هل هذا شعر؟”.
وقال معلق “أدمن دار الإفتاء مصدوم لم يكن يعرف أن المصريين على تويتر ليسوا من أتباع ‘سمعنا وأطعنا”. وسخرت مغردة من مزاعم الأدمن بأن الحساب سرق قائلة “دار الإفتاء لما تكذب تروح النار وإلا عادي؟”. وطالب مغردون بعلاج أدمن دار الإفتاء من عقده تجاه الستات (السيدات).
المعركة الصبيانية لم تنتهِ عند هذا الحد، بل قام مساعد مستشار مفتي الجمهورية وأدمن دار الإفتاء أحمد أبوالعزم بنشر “سكرين شوت” عبر صفحته على تويتر لإحدى تغريدات طبيبة تطالبه فيها بإلغاء الحظر، مستخدمة ألفاظا غير لائقة، ثم أعاد تغريدها على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، زاعما أنه حظرها بسبب ردودها غير اللائقة.
وقال مغردون في حساب أدمن دار الإفتاء الذي يحمل العلامة الزرقاء “حساب دار الإفتاء تحول إلى مادة للسخرية بسبب رعونة وتهور وتفاهة حضرتك طبعا.. وبدل ما يهتم بالفتوى وشؤون المجتمع دخل في صراعات تافهة”. وقال مغرد “أمثالك وهم كثر هم الذين شوّهوا الدين”.
وسأل معلق “بما أنك مساعد مستشار المفتي، هل يُسمح لك بالفتوى؟ ولو مش مسموح لماذا تتكلم باسم دار الإفتاء؟”.