الأخبار -
هوس 'سناب شات' ما بين الشعور بالنقص والتقليد الأعمى

: 1085
الاثنين,3 يوليو 2017 - 07:14 ص
العرب- لندن

بمجرد ظهور تطبيق جديد على مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ انجراف شديد نحوه من قبل المستخدمين خاصة السيدات، ولعل “سناب شات” أحد التطبيقات التي لاقت رواجا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، حيث تقوم كل سيدة بتصوير لحظاتها الرومانسية مع زوجها أو تواجدها في مكان ما وتضعها على "السناب شات"، مع وضع أول حرف من اسمها واسم زوجها، ليتحول هذا التطبيق لجزء من حياة الشابات إلى عرض معظم لحظات حياتهن ومشاركة الأصدقاء والمجتمع.

هوس
اضغط للتكبير
- توصلت دراسة أميركية حديثة أن مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “إنستغرام” و”سناب شات” من شأنها أن تحدث أضرارا نفسية خطيرة لمستخدميها، مؤكدة أن هذه المواقع تعد من أكثر الشبكات الاجتماعية التي تؤثر على الشباب نظرا لاستخدامها بشكل مفرط، مما يؤثر بشكل سلبي على سلوك الشباب وعلى النوم وشكل الجسد، كما تقود الفرد إلى الوحدة والانعزال والاكتئاب والتحكم والخوف من الاضطراب، وفي نفس الوقت تعزز إبراز الهوية في البعض من التقييمات الإيجابية. وكشفت الدراسة أن إنستغرام وسناب شات هما الأسوأ من حيث تأثيرهما السلبي على المستخدمين، ويرجع السبب في ذلك إلى أنهما من التطبيقات القائمة على الصور، وهذا يعني أنه ليس من السهل على المستخدمين تجنّب المقارنات البصرية، وكلا التطبيقين في المرتبة العالية من “الخوف من الفقدان”، ورجح الباحثون أن هذا قد يعزز القلق لدى المستخدمين حيث قالوا “رؤية الأصدقاء باستمرار في عطلة أو التمتع بالخارج يمكن أن تعزز موقف المقارنة واليأس”. واقترح الباحثون طريقة لتعويض المشاعر السلبية، وهي تذكير المستخدمين أن الحياة موجودة خارج هذه التطبيقات، والتحذيرات المنبثقة التي من شأنها أن تسمح للناس أن يعرفوا أنهم يستخدمون تطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه. كما وجدت دراسة عربية أجريت في السعودية أن هناك أكثر من 5 ملايين شخص سعودي يستخدمون تطبيق "سناب شات"، وكانت الرياض في المقدمة بنسبة 50 بالمئة من إجمالي المستخدمين، حيث وصلت نسبة النساء المستخدمات للتطبيق إلى 60 بالمئة بالمقارنة مع الرجال 40 بالمئة. الجميع اصبح يتسابق لعرض حياته الخاصة على "إنستغرام" و"سناب شات"، ولم يعد مفهوم العيب موجودا بين أفراد المجتمع من جانبها، تقول الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس في مصر “لا يمكن إلقاء اللوم على مثل هذه التطبيقات التي غزت المجتمعات الشرقية، لكن الإشكالية في بعض النساء اللاتي جعلن من حياتهن الخاصة سلعة على مرأى ومسمع الجميع، وكأن في ذلك متعة أو مسابقة لأفضل زوجة يحبها زوجها ويقدم لها الهدايا، فهناك أسباب نفسية تجعل الزوجة تعرض حياتها الخاصة وعلاقتها الحميمية على المجتمع، فهي عادة ما تعاني من اضطراب نفسي وعدم ثقة بالنفس، حيث أنها تعرض خصوصيتها كنوع من إثبات الذات بأنها محبوبة ومرغوبة، فالجميع أصبح يتسابق لعرض حياته الخاصة وأدق التفاصيل على موقعي "إنستغرام" و"سناب شات"، ولم يعد مفهوم العيب موجودا بين أفراد المجتمع خاصة بين الوسط النسائي بل من يفعل خلاف ذلك يكون منبوذا، ويُنظر إليه على أنه شخص غريب يعيش في كوكب وعالم آخر، فالمجتمعات تعاني من اندثار أخلاقي”. ولفتت إلى أن ما تقوم به المرأة يتمثل في إشباع للغرور ولذاتها، حيث تحوّلت الحالة إلى ظاهرة مرضية للتنافس بين النساء ووسيلة لإثارة غيرة النساء في ما بينهن، وكأنها تقول لباقي النساء “أنا أعيش حياة رومانسية مع زوجي أفضل منك". وأشارت الساعاتي إلى أن مثل هذه التصرفات توضح التدني في مستوى الوعي بين السيدات، وهو أمر غير مرتبط بالتعليم، فأغلب النساء اللاتي يقمن بهذه الممارسات هن شخصيات جامعية إلا أنهن لا يمتلكن الوعي الكافي. وأضافت أن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على عرض الحالة الشخصية بين المرأة وزوجها، بل وصلت إلى العزائم والحفلات والصور الشخصية، فهناك نوع من الرغبة في الظهور والتميز وتعويض النقص من خلال إشباع الذات بتصوير الحياة الشخصية، مرجعة السبب وراء انتشار مثل هذه الظواهر إلى سهولة الحصول على قنوات التواصل الاجتماعي، وانعدام الشعور بالخجل، وتغيّر المفاهيم الاجتماعية، والإصابة بالخلل النفسي. وتلفت الدكتورة منال عمر، الأخصائية النفسية، إلى أن المؤشرات توضح مدى إصابة السيدات بحالات من الخلل النفسي وعدم الثقة، تتمثل في عدد من العوارض أهمها الحيل الدفاعية عن النفس، وحب التباهي والتفاخر أمام الآخرين، وإبراز حياتهن الخاصة وأهمية خصوصياتهن حتى وإن كانت بلا معنى. وأشارت إلى أن موقع “سناب شات” لا يختلف عن باقي مواقع التواصل الاجتماعي في تأثيرها على المجتمع وخاصة الشباب، وجميعها يتم استخدامها بطريقة خاطئة وتوقع مستخدميها في خانة الإدمان والتواصل المستمر والانفصال عن الواقع وتفكك العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى القضاء على خصوصية الفرد انتقالا إلى السطحية والاستعراض حتى ولو بالكذب، فكثيرا ما تعرض المرأة خصوصيتها وتعبّر عن مدى حبها لزوجها، وأنها تعيش حياة مليئة بالرومانسية والحب، لكن الحقيقة تكون عكس ذلك تماما، فهي تعيش حالة من الانفصام تتمثل في محاولة تعويض النقص الذي تعيش فيه من خلال هذه المواقع. ولا شك أن نشر الخصوصية واختراق حياة الفرد من الأشياء غير المرغوب فيها بالنسبة إلى الجميع خاصة المجتمعات المحافظة، هذا ما أكدته منال قائلة "مثل هذه الأفعال تعدّ سلوكا مستغربا ومستحدثا على مجتمعاتنا الشرقية". وأوضحت أن مواقع التواصل الاجتماعي تسللت تدريجيا إلى بيوتنا، وغيّرت الكثير من المفاهيم التي تخصّ الحياء والتحفظات والخطوط الحمراء بشكل متدرج، وأصبح ما كان محرّما في الماضي مباحا ومتداولا على هذه الشبكات، مشيرة إلى أن هناك ما يشبه الفيروس تسلل إلى المجتمعات العربية يتمثل في التباهي وحب الظهور، مرجعة السبب إلى عقدة النقص، والرغبة في التباهي والاستعراض ولفت الانتباه، وإضفاء شعور للنفس بمدى أهميتها، وهذه الأشياء قد تكون السبب وراء هذا الكم الكبير من الاستعراض على شبكات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن السبب يختلف من شخص إلى آخر حسب شخصيته.

Share/Bookmark

اقرأ ايضآ

  • مكافحة الاحتكار اليابانية تأمر «غوغل» بإصلاح «قواعد الإعلانات»
  • السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
  • مشروع تايواني يفتح فصلا جديدا في صناعة الرقائق الأميركية
  • شركة تينسيت الصينية تجني 2.6 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يساعد شركات التأمين على رصد عمليات الاحتيال
  • فيسبوك
    تعليقات


    غزة وتوجهات جيل زد نحو تغيير قواعد الحوكمة العالمية
    كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن متغيرات جديدة فيما يتعلق بعملية صناعة وتشكيل الرأي العام العالمي و

    المغرب يدخل عصر صناعة البطاريات الالكترونية
    في خطوة مهمه لدعم الاقتصاد المغربي من جهة وصناعة السيارات من جهة اخرى اعلنت المملكة للمرة الأولى عن

    قانون الأسواق الرقمية الأوربية وحوكمة الشركات الكبرى
    في 6 مارس 2024 دخل حيز التنفيذ قانون الاسواق الرقمية،داخل الاتحاد الاوربي والذي تم اقراره عام 2022

    موضوعات جديدة
    الأكثر قراءة
    الأكثر تعليقا
    الى اي مدى انت راض على اداء المنصات الرقمية في الحرب على غزة ؟
    راضي
    غير راضي
    غير مهتم
     
        
    سيادة الدولة في العصر الرقمي للدكتور عادل عبد الصادق
    التاريخ