وذلك بعد قرار الجمعية العامة للامم المتحدة .بتمديد ولاية القمة العالمية لمجتمع المعلومات والمنتدى العالمي لحوكمة الانترنت IGF لعشر سنوات اخري قادمة، والذي كان قد شكل من قبل على اثر نتائج قمة تونس للمعلومات في عام 2005 ،والذي استمر حتى عام 2015 وتم تمديده حتى عام 2025 .
وجاء المنتدى العالمي لحوكمة الانترنت في اطار البحث عن سبيل لإيجاد دور دولي لإدارة الانترنت والبحث في القضايا الصاعدة المتعلقة به،وتعبيرا عن تحول الانترنت الى مرفق عالمي يستوجب بالتبعية ان يشارك المجتمع الدولي في وضع السياسات المثلي للتعامل معه ، وذلك بمشاركة كافة الفاعلين في مجتمع المعلومات العالمي عبر تعاون من كافة أصحاب المصلحة من الحكومات والمجتمع المدني والتقني و الأكاديمي والقطاع الخاص والشركات التكنولوجية.
ويعد المنتدى العالمي لحوكمة الانترنت منتدى تشاوري لا يصدر توصيات ملزمة،ورغم ذلك انتشرت الفكرة لتاخد طابعا اقليميا حيث سعت العديد من التكتلات الدولية الى تدشين منتدى لحوكمة الانترنت في كل من اسيا وأوربا وافريقيا وامريكا اللاتينية .
وجاءت عملية تاسيس المنتدى العربي لحوكمة الانترنت بمبادرة من منظمة الاسكوا وجامعه الدول العربية في بيروت عام 2012 ، وتوالت عملية انعقاد المنتدى سنويا في عدد من الدول العربية فعقد المنتدى الاول في الكويت عام 2012 باستضافة من الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات ثم باستضافة وزارة الاتصالات والبريد بالجزائر عام 2013 ثم باستضافة هيئة اوجيرو بلبنان عام 2014 ثم باستضافة منظمة الاسكوا ببيروت عام 2015 .
وجاءت مبادرة AIGF2020 لتطوير المنتدى العربي لحوكمة الانترنت للتماشي مع الجهود العالمية في البحث عن السبل لتطوير آليات واستراتيجيات المنتدى ،وتهدف مبادرة 2020 لتطوير المنتدى العربي باعتباره رديف إقليمي هام للمنتدى العالمي ،وكون عملية التطور تلك تدخل في اطار السياسة العالمية تجاه الانترنت بشكل عام بعد ان نجح المنتدى خلال فترة ولايته الاولى في الانخراط في العديد من المنتديات الدولية ، ومن ثم فان تلك الجهود الحثيثة لعملية التطوير من شانها ان يتم إدماجها في الجهد العالمي في هذا الصدد ،ويقوم بتنفيذ إستراتيجية المبادرة فريق عربي مشكل من الخبراء يمثلون كافة أصحاب المصلحة ،وتهدف المبادرة كذلك الى العمل على دراسة إنجازات الولاية الأولى للمنتدى، في ضوء أهداف خريطة الطريق،والعمل على تقييم أثر المنتدى على سياسات حوكمة الإنترنت في المنطقة العربية،وبحث التحديات التي صاحبت الولاية الأولى للمنتدى،و اقتراح التحسينات على المنتدى في ولايته الثانيه والتي يمكن أن تستمر حتى عام 2025.
وبدأت اجتماعات فريق العمل العربي المعني منذ مايو الماضي ، وتأتي تلك الجهود العربية في ذلك الاهتمام الكبير على المستوى الدولي في قضية حوكمة الانترنت وبخاصة بعد التحديات الكبري للاستخدام السلمي للانترنت سواء من خلال التحريض على العنف او من خلال التوظيف العسكري من جانب القوى الكبري والتجسس وبخاصة بعد الكشف عن قيام الولايات المتحدة بالتجسس على الانترنت والاتصالات الدولية بشهادة "ادوارد سنودن "،وشعور عدد من القوى الدولية الصاعدة كالصين وروسيا باهمية البحث عن اطر تنظيمية للتعامل الدولي مع ثورة الاتصال والمعلومات ، وعلى الرغم من مرواغه الولايات المتحدة في التنازل عن ادارة الانترنت الا ان الجهود الدولية اسفرت عن دفع الولايات المتحدة للتخلي عن وظائف منظمة الايانا للمجتمع الدولي .
والتي تعمل في اطار منظمة الايكان المعنية باسماء ونطاقات الانترنت . وهو ما يشكل خطوة هامة في سبيل تدويل الانترنت وكسر الهيمنة الأمريكية ،وتاتي اهمية المنتدى العربي لحوكمة الانترنت من كونه تنظيم إقليمي متعدد الاطراف يجمع كافة اصحاب المصلحة من اجل تقديم الخبرة وتقريب وجهات النظر للتوصل الى رؤية عربية موحدة حول أولويات حوكمة الانترنت،والمساهمة في بلورة رؤية عربية للسياسات العامة لحوكمة الانترنت ، وبخاصة ان المنطقة العربية تتميز بحالة من ارتفاع معدلات النمو والانتشار والاستخدام لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات ،وفي نفس الوقت تشهد المنطقه تصاعدا في حجم التحديات المرتبطة باتساع ذلك الاستخدام سواء من قبل جماعات ارهابية او بتعرض المنطقة لاختراقات الكترونية للامن القومي للعديد من الدول العربية وهو ما يستوجب تكاتف كافة الشركاء لموجهة تلك التحديات والبحث عن فرص توظيف الانترنت كمنصة للتنمية والتقدم للمجتمع العربي.
**خبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية -ومدير مشروع المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني