وأتى كلام ماسك في إطار المؤتمر الدولي السابع والستين للملاحة الفضائية في غوادالاخارا في غرب المكسيك. وعرض رجل الأعمال رؤيته لمركبة ضخمة ترسل خلال القرن الراهن رجالاً ونساء إلى المريخ. وأوضح أمام آلاف الأشخاص: «علينا أن نقوم بمهمات استكشافية إلى حين بناء مدينة». وعرض شريط فيديو يتضمن مشاريعه، من وسيلة نقل بين الكواكب تقوم على صواريخ قابلة للاستخدام المتعدد وقاعدة تصنع الوقود على المريخ وألف مركبة في المدار تنقل كل واحدة منها 100 شخص.
وستضم كل مركبة مطعماً ومقصورات وألعاباً مكيّفة وأفلاماً مع غياب الجاذبية. وأكد ماسك أنه «يجب أن يكون الأمر ممتعاً ومثيراً وألا يكون مملاً مع توفير وسائل الراحة»، مشيراً إلى أن الرحلة الأولى ستكون مكلفة إلا أن الهدف «هو العمل على جعلها في متناول جميع الراغبين في الذهاب إلى هناك» مع خفض سعر البطاقة إلى 100 ألف دولار. وسيستخدم صاروخ قوي أيضاً لنقل ملايين الأطنان من المعدات والمؤن. ولفت ماسك إلى أن شركته تعمل لهذه الغاية «على نسخة أكبر من فالكون 9» الصاروخ الحالي. وأكد أن مشروعه الطموح هذا يحتاج إلى «شراكة بين القطاعين العام والخاص».
ولا تزال شركته «سبايس إكس» تنوي إرسال مركبتها غير المأهولة «دراغون» إلى المريخ عام 2018 الأمر الذي يفتح الباب أمام رحلة مأهولة محتملة عام 2024.
وأقرّ ماسك بأن «الرحلات الأولى إلى المريخ ستكون خطرة جداً واحتمال الوفاة مرتفع. لا خيار آخر (...) السؤال المطروح: هل أنت مستعد للموت؟ إذا كان الشخص موافقاً على ذلك فهو مرشح للذهاب». وشدد على أن خفض الكلفة سيكون أحد العناصر الرئيسية في إقامة مستعمرة بشرية في المريخ.
و»سبايس إكس» ليست الشركة الوحيدة التي تحلم بإرسال البشر إلى المريخ.
فقد أعلنت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) مشاريعها الخاصة لإرسال رواد إلى الكوكب الأحمر اعتباراً من العام 2030. وكشفت شركة «بلو أوريجين» التي أسسها مدير «أمازون» جيف بيزوس خلال الشهر الجاري خططاً لبناء صاروخ ضخم يحمل اسم «نيو غلين»، لكنها شددت على أن الوصول إلى المريخ قد يحتاج إلى عقود. غير أن خبراء عدة يعتبرون أن الوصول إلى المريخ الواقع على مسافة 225 مليون كيلومتر من الأرض، والإقامة فيه تحتاج إلى منجزات تقنية فعلية وموازنة ضخمة.
وقال المدير السابق لمعهد السياسة الفضائية في جامعة جورج واشنطن جون لوغدسون: «من غير المرجح أن يتمكن (ماسك) من نقل البشر إلى المريخ في العام 2025». وأضاف: «قبل كل شيء ثمة مشكلة كلفة. نحن نتحدث عن عشرات بلايين الدولارات وسبايس إكس لا تملك هذه الأموال».
وقال رائد الفضاء المتقاعد ليروي تشياو إن ماسك «يحدد أهدافاً طموحة جداً ومع أنه لا يحققها دائماً إلا أنه قادر على ذلك».
وطورت «سبايس إكس» و»بلو أوريجين» صواريخ يمكنها أن تحط عمودياً، ما يسمح بخفض كلفة الرحلات الفضائية المقبلة. واستناداً إلى خطة استيطان المريخ التي اعتمدتها «سبايس إكس»، سيضع صاروخ في المدار مركبة فضائية قبل أن يعود إلى الأرض لنقل خزان وقود يسمح للمركبة بالوصول بعدها إلى الكوكب الأحمر. وبعد الوصول إلى المريخ، على البشر أن يقيموا مصنعاً لإنتاج الوقود انطلاقاً من الميثان الموجود على الكوكب الأحمر الذي يسمح للمركبة بالعودة إلى الأرض.
وكانت «سبايس إكس» واجهت مشكلة جديدة في 1 أيلول (سبتمبر) مع انفجار الصاروخ «فالكون 9» خلال تجربة على الأرض بعد 15 شهراً على انفجار أول عند الإقلاع ما شكل نكسة كبيرة للشركة.